نشر بتاريخ: 07/09/2016 ( آخر تحديث: 07/09/2016 الساعة: 12:56 )
غزة - تقرير معا - مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي لرأس الهرم في حركة حماس غادر إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي للحركة قطاع غزة وترك خلفه عدة تساؤلات تثار حول المغادرة.. هل يرأس المكتب السياسي خلفا لخالد مشعل الذي بات من المؤكد لن يترشح للانتخابات المقبلة بسبب الأنظمة الداخلية للحركة ؟ هل يلتقي الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز؟ وهل يطير إلى دول لتعزيز العلاقات الحمساوية العربية ؟
ورأى محللون سياسيون في أحاديث منفصلة لمراسل "معا" أن مغادرة هنية لقطاع غزة للمنافسة على رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس ولترتيب أوضاع الحركة الداخلية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف :"إن مغادرة هنية متوجها إلى السعودية لأداء فريضة الحج لا يعني اقتصار خروجه على أداء فريضة الحج بالتالي سيكون هناك جدول أعمال ولقاءات بين قيادات الحركة من الداخل و الخارج لترتيب الأوضاع الداخلية للحركة".
وأضاف الصواف " وقد يكون على جدول الأعمال زيارة العديد من الدول العربية والإسلامية لبحث العلاقة الفلسطينية العربية، والحمساوية العربية، وكذلك ترتيب الأوضاع الداخلية للحركة خاصة أن الانتخابات قادمة في بداية العام المقبل".
ويعتقد أن حركة حماس تسعى إلى إيجاد علاقات قوية بينها وبين المنظومة العربية كأساس والإسلامية، متابعا:" أعتقد أن هذه الزيارة لن تخلو من لقاءات مع بعض المسؤولين العرب سواء في السعودية أو في قطر أو في دول أخرى".
وحول حسم رئاسة المكتب السياسي لـ"هنية"، قال الصواف:" مسألة حسم رئاسة المكتب السياسي لـ"هنية" غير حقيقة بدليل أن الانتخابات هي التي ستحدد من رئيس المكتب السياسي.. خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة لن يكون لهذه الدورة وأما من سيكون مسألة تعتمد على القيادة السياسية".
وأكد أن رئاسة المكتب السياسي لم تحسم لـ هنية وكل ما يدور من احتمالات وتوقعات وإرهاصات لا تستند إلى الواقع كثيرا.
ولا يرى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله وجود شيء كبير في مغادرة هنية لقطاع غزة وما يتم تداوله من معلومات أشبه بتسريبات لا يمكن الاعتماد عليها .
وأضاف "هناك حديث أن إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس سيكون رئيس المكتب السياسي وهذا كأنه شبه محسوم وأنا أشك في ذلك لأنه لم ترد معلومات أن الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس حتى اللحظة تنازل عن المنافسة" .
وتابع :" أعتقد في هذه المنافسة ربما يكون الحظ لـ"أبو مرزوق" لما يتمتع به من تجربة وعلاقات خارجية وربما هو كان أول رئيس للمكتب السياسي لحماس منتصف تسعينات القرن الماضي".
وأردف :" كما أن هنية قائد كارزمي شعبي محبوب على مستوى الجمهور الشعب الفلسطيني، وكذلك أبو مرزوق لديه من الحنكة والتجربة ما يؤهله للعمل في الخارج".
وأوضح الكاتب عطا الله أن رئاسة المكتب السياسي تحتاج الى رجل له تجربة بالعمل الخارجي وكلامهما من غزة".
ولا يرى الكاتب وجود تقارب بين حماس والسعودية، وقال:" أشيع عن هذا التقارب بعد تولي الملك سلمان السلطة لكن تبدد الأمل بعد فترة الحكم السعودي الجديد وخاصة أنه لم يوجه دعوة لحماس .. ورأينا أن السعودية تتقارب مع مصر على حساب الإخوان ".
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني إن زيارة هنية للسعودية وأداء فريضة الحج لا يعقل أن تكون بدون أي أبعاد سياسية وأستند في ذلك على عدة مؤشرات لعل أبرزها أن هنية لم يكن اسمه مدرجا على قائمة الحجاج التي صدرت عن وزارة الأوقاف ولا ضمن مكرمة الملك للشهداء ولكنها على ما يبدو أنها مكرمة ملكية خاصة".
وأضاف " هذا يدلل على ان السعودية بدأت تترجم استراتيجياتها في احتواء الإسلام الوسطي لإغلاق الباب أمام النفوذ الإيراني في المنطقة وأن ثمة احتمال لعقد لقاء بين هنية ومسئولين سعوديين كبار في الدولة من أجل مناقشة الملف الفلسطيني وملفات أخرى تهم الطرفين وتطور العلاقات الحمساوية السعودية".
وتابع :"إلا أن التقارب الحمساوي السعودي لن يكون على حساب طهران أو اي دولة أخرى لطبيعة سياسة حماس الخارجية التي تعمل على التوازن في العلاقات مع كل الأطراف وهذا ما تترجمه طبيعة الجولة الخارجية لـ"هنية" واتجاهاتها".
وأردف :"وربما تتوسع جولة هنية للعديد من البلدان الأخرى وعلى رأس تلك الدول تركيا وقطر.. ولا أعتقد أن مسألة الانتخابات الداخلية ستكون لوحدها على طاولة البحث بل ربما يتجاوز ذلك بكثير".
واستطرد قائلا :" مسألة بقاء هنية في الخارج تتوقف على فرص نجاحه في الانتخابات الحركية الداخلية لحماس وترؤسه للمكتب السياسي وهذا يحتاج لبضع شهور وخوض منافسة ليست بالسهلة أو المحسومة بين أقاليم حماس بالداخل والخارج والسجون".
وكان وفد من حركة حماس يرأسه هنية غادر أمس الاثنين قطاع غزة عبر معبر رفح البري متوجها إلى السعودية لأداء فريضة الحج.
وقال هنية في تصريحات للصحفيين عقب مغادرة الصالة الفلسطيني في المعبر :" سأتوجه لتأدية فريضة الحج دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
يشار إلى أن حركة حماس تجري الانتخابات الداخلية كل 4 سنوات بطريقة سرية ويتم خلالها اختيار أعضاء ورئيس المكتب السياسي.
تقرير: أيمن أبو شنب