جامعة بيرزيت تستكمل جلسات اليوم الثاني للمؤتمر الدولي حول الحفاظ على المشهد وإدارته في مناطق النزاع
نشر بتاريخ: 30/11/2007 ( آخر تحديث: 30/11/2007 الساعة: 18:25 )
بيرزيت-معا- أكد المهندس فرحات مهوي من مركز رواق للمعمار الشعبي أن واقع المشهد في فلسطين هو واقع هيمنة وسيطرة وانفصال، خاصة وأن الحركة الصهيونية تعمل وبإستمرار على الإستيلاء على أرض فلسطين من خلال إعادة تشكيل وجه الأرض، بحيث تتجلى فيها مزاعمها من خلال إعادة بناء الذاكرة الجماعية.
جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة من اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الذي عقد يوم الجمعة 30 تشرين الثاني 2007، حول "الحفاظ على المشهد وإدارته في مناطق النزاع" ، والذي تنظمه كلية الهندسة في جامعة بيرزيت بالتعاون مع كلية عمارة المشهد وتخطيط الفضاءات في جامعة العلوم الحياتية النرويجية.
واوضح مهوي في ورقته التي دارت حول "المشهد كأداة للاشراف والتحكم"، أن المشهد الطبيعي في فلسطين يتحول وبسرعة إلى واقع أحادي الطبقة، لذا فإن اتجاهات الجغرافيا والهندسة المعمارية والتخطيط قد استخدمت كأدوات للقمع بدلاً من التنمية. مشيراً أن النظام المعقد من أبراج المراقبة والبوابات والطرق الإلتفافية ونقاط التفتيش بالإضافة إلى الجدار العازل والمستوطنات الإسرائيلية أوجدت كلها واقعاً جديداً للفلسطينيين، ومع تكثيف هذا النظام فإن السكان المحليين انحرفوا بقوة عن مشهد عاشوا فيه لقرون.
واستعرضت البروفيسورة بريالين سنفخ في ورقتها حول "التعلم من ارث التصميم المشهدي: حالة حدائق الموجهال في تاج محل"، عدداً من الدروس التي يمكن استخلاصها من الارث التاريخي لتصميم الحدائق التاريخية في الهند، كما ركزت دراستها على حالة حدائق الموجهال في تاج محل حيث بحثت التغيرات التي مرت فيها الحدائق منذ عهد المغول، وتتبع مسارها التاريخي وصولا إلى تصور المستعمرات.
وأشار المحاضر في دائرة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت المهندس أحمد صالح والمبعوث للحصول على درجة الدكتوراة من جامعة جنت البلجيكية في دراسته حول الأراضي المحتملة للتطوير الحضري وتحديات النمو العمراني، أن اعداد السكان الفلسطينين تتزايد بصورة مذهلة الامر الذي يشكل تحدياً كبيراً بإمكانية توفير الاراضي اللازمة للتنمية الحضرية. موضحاً أن عدد السكان المستقبلي والمتوقع يجب ان تتاح له المساحات الحضرية اللازمة، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة احترام البيئة الطبيعية من خلال استثمار الأرض وفقاً للوظيفة المناسبة التي توضحها دراسة قيمتها الطبييعية.
وأشار السيد جمال برغوث من مؤسسة المشهد في دراستة حول "عمليات التحديث والأسرلة في التغيرات المشهدية لقرية جبع قضاء القدس"، أن التغيرات الإقتصادية والإجتماعية النابعة من وجود عدة كيانات كالحكم العثماني، والسلطة البريطانية خلال 1918-1948، والسلطة الاردنية ما بين 1048-1967، والاحتلال الاسرائيلي منذ 1967حتى اليوم، وقدوم السلطة الفلسطينية، ساهمت في تغير المشهد في قرية جبع. وشدد على ان عمليات الأسرلة التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي لقرية جبع من خلال بناء المستوطنات والطرق الالتفافية والجدار العازل والمناطق العسكرية المغلقة، ادت إلى تقسيم المشهد في قرية جبع بين مشهد طبيعي مغلق على أهالي القرية في الجزء العلوي منها، ومشهد آخر وهو المستوطنات الاسرائيلية التي تقع في الجزء السفلي من القرية.
ودارت الجلسة الرابعة للمؤتمر حول قيم المشهد في العمارة والتخطيط، حيث سلطت المهندسة نسرين زاهدة والمرشحة لدرجة الدكتوراة في اليابان في دراستها التي عرضت مسجلة بالصوت والصورة (لعدم تمكنها من الحضور) حول "مناطق المأوى: هل تستحق الحفاظ عليها؟ حالة دراسية عن حي كايوجيما في اليابان"، الضوء على المعضلة بين الحفاظ على اصول المجتمع وتوفير بيئة آمنة للعيش فيها، مستعرضة جهود منظمة كايوجيما لاستخدام الموارد المحلية والحفاظ على نمط الحياة التقليدية من خلال عمليات تخطيط تقوده المجتمعات المحلية.
وهدفت الورقة التي قدمتها المهندسة البولندية مالغورزاتا زبوينسكا (المسجلة ايضاً) حول "اكتشاف قيم جديدة في المشهد المتنازع عليه"، إلى توضيح أن نوعية المشهد تظهر عن طريق المصالحة المستمرة في المستويات العمرانية والاجتماعية والثقافية، وليس عن طريق محو آثار النزاعات. ومن جانبه استعرض الأستاذ المساعد في دائرة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت د. يزيد عناني في ورقته حول "معضلة القيم المشهدية في فلسطين" بعض المعلومات عن الإنشاءات الموجودة والتي تعبر عن قيم المشهد في المجتمع الفلسطيني كمحاولة لإلقاء الضوء على التغير الموجود في شكل المشهد الزراعي الفلسطيني، حيث هدفت هذه الورقة إلى ربط القضايا النظرية للتغير الإجتماعي في المجتمعات الفلسطينية بالطريقة التي يقيم بها المشهد من خلال وضع المشهد والتغير اللاجتماعي في هيكل فكري منهجي.
في حين استعرض المهندس فهمي سلامة نيابة عن المهندسة ديما ياسر والمهندس يزيد الرفاعي والدكتور سالم ذوابه دراسة حول: "التحولات المشهدية الحضرية داخل المدن المحصنة: دراسة مقارنة بين مدينتي توليدو في إسبانيا ومدينة القدس"، وهي دراسة مقارنة بين مدينة توليدو الإسبانية التي تقدم مثالاً جيداً لإعادة إحياء المدينة وتعميرها من خلال استخدام الفراغات الخضراء، عدا عن كونها نموذجاً جيداً من التأهيل والحفاظ على المساحات القابلة للاستمرار والحياة وتستخدم من قبل المواطنين، ومدينة القدس التي تعتبر مثالاً متناقضاً تماماً.
يذكر ان المشاركين في المؤتمر قاموا بزيارة مدينة أريحا وبيت لحم للإطلاع على المشهد كونها مناطق نزاع، في حين تدور جلسات اليوم الثالث والآخير للمؤتمر حول تخطيط المشهد وعمارته في مناطق ما بعد الحرب، والمشهد الحضاري في مناطق النزاع: توجهات نقدية، والمداخلة الختامية حول الأرض والمشهد والثقافة المهددة بالخطر.