الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

راشد: النذور شعيرة إسلامية غائبة باسعار رخيصة لإطعام الفقراء

نشر بتاريخ: 08/09/2016 ( آخر تحديث: 08/09/2016 الساعة: 10:47 )
راشد: النذور شعيرة إسلامية غائبة باسعار رخيصة لإطعام الفقراء
جنين- معا- قال مفوض عام هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في الضفة الغربية إبراهيم راشد، اليوم الخميس، إن حملة "إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور"، فتحت المجال أمام عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية لتأدية شعيرة إسلامية غابت لسنوات طويلة جراء ارتفاع أسعار اللحوم والأضاحي، في وقت تطمح فيه لتوفير اللحوم لصالح الفقراء على مدار العام.

وتحدّث راشد خلال لقاء مع عدد من الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام، حول الحملة التي أطلقتها هيئة الأعمال الخيرية عبر فرعها في أستراليا، للسنة الثالثة على التوالي، وتنفذها هذا العام تحت شعار "إطعام 100ألف أسرة فلسطينية فقيرة"، في مقر الهيئة الرئيس بمدينة جنين.

وأكد، أن هيئة الأعمال الخيرية حرصت منذ انطلاقتها منذ بدء نشاطها في فلسطين قبل نحو 27 عاما، على أن تكون خير نصير وداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ورسمت لنفسها رؤية جلية عنوانها ريادة العمل الخيري والإنساني لتكون حبة غرست في أرض خصبة فأنبتت سنابل خير في كل سنبلة حبات عطاء لا تحد، ونمت وربت فغمرت كافة أرجاء المعمورة، وفي المقدمة منها أرض فلسطين حيث استفاد ذوو الحاجات دون تمييز، حتى غدت الهيئة بمثابة شعلة أحيت في المحتاجين آمالهم وأنارت لهم مستقبلهم وحققت أمانيهم، وذلك بفضل الله أولا ومن ثم جهود المحسنين ومسارعتهم في الخيرات التي جرى من خلالها تنفيذ العشرات من المشاريع والبرامج في فلسطين خاصة عقب اندلاع انتفاضة "الأقصى".

هيئة الأعمال الخيرية مؤسسة خيرية إنسانية تطوعية

وأشار راشد إلى أن هيئة الأعمال الخيرية تأسست في دولة الإمــارات العربية المتحدة فــي شهر نوفمبر من عام 1984 كمؤسسة دولية، وأسست مكاتب دولية أخرى في أستراليا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا والدنمرك وهولندا وأيرلندا، إلى جانب 23مكتبا ميدانيا في مناطق الكوارث بكل أصقاع العالم، وهي مؤسسة خيرية إنسانية تطوعية غير حكومية وغير سياسية تعمل في مجال التنمية والإغاثة، وحائزة على عضوية في عدد من المجالس الدولية، وأبرمت العديد من مذكرات التفاهم مع مكتب منظمة "اليونيسيف" في الرياض، وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP"، ونفذت عدة مشروعات مشتركة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "UNRWA" والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "UNHCR"، وبنك التنمية الإسلامي في جدة، وتنتشر في أكثر من 12 دولة، لتقدم العون اللازم لتنمية المجتمعات الفقيرة تنمية مستدامة.

وتابع:" تعمل الهيئة في فلسطين منذ العام 1989 أي بعد سنة واحدة من انطلاقتها، لمعرفتها التامة بأهمية عملها في منطقة مثل فلسطين، لكل عربي ومسلم فيها ارتباط إيماني ووجداني خاص، وأنشأت لها مكتبا ميدانيا بعد انتفاضة الأقصى مباشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة لكي تضطلع بالعمل بنفسها وتشرف على أعمالها لأنها أدركت منذ اللحظة الأولى لأحداث الأقصى أن واجبها يكمن في الوقوف إلى جانب الإنسان الفلسطيني في آلامه وأوجاعه، وتعد الهيئة أكبر كافل لأيتام فلسطين ممن توفر لهم أكبر شبكة أمان اجتماعي، وتكفل في هذا الإطار أكثر من عشرين ألف يتيم وأسرة متعففة، وتنفق سنويا هبات ما يقارب العشرين مليون دولارا".

90 دينارا للأضحية والعقيقة والنذر

وأضاف: "مؤخرا أطلقت هيئة الأعمال الخيرية عبر فرعها في استراليا حملة لإحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور الأولى من نوعها في فلسطين، بمبلغ تسعين دينارا للأضحية والعقيقة والنذر بالشراكة مع وزارتي التنمية الاجتماعية والزراعة في فلسطين.

واستعرض راشد، الأهداف العامة والخاصة التي تسعى هيئة الأعمال الخيرية لتحقيقها في فلسطين من خلال إطلاق حملة إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور، حيث قال، إن الناس اعتادوا على هيئة الأعمال الخيرية أن تكون في مقدمة الساعين لإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج ونصرة الضعيف.

وأكد، أن العمل الخيري لا يجب أن يقف مكتوف الأيدي عندما يجد نكوصا عن سنن الخير والعطاء، ومن هذا المنطق بادرت الهيئة التي تهتدي بالهدي النبوي في أعمالها إلى تيسير سنن الأضاحي والعقائق والنذور والكفارات والنذور والفدوات، فبادرت منذ العام 1993 إلى تأسيس مكتب أستراليا كان من أغراضه تسهيل تنفيذ مشروع الأضاحي لرخص الأسعار، بحيث يجري تعظيم كمية اللحوم وإعادة إرسالها لمناطق الفقر، وخاصة أن أستراليا تعتبر الثروة الحيوانية ثروة إستراتيجية، وتحتل المرتبة العالمية الثانية وتملك 126 مليون رأسا سنويا.

تعميم الفكرة لتشجيع إحياء سنة غائبة

وقال: "لذلك حرصت الهيئة على تعميم الفكرة وفتح البوابات أمام الأفراد والجمعيات في كل أصقاع العالم، ما أدى إلى تكاثر الخير ووصل أعداد المضحين المسلمين إلى ما يقارب 100 ألف أضحية، وأمام كثرة الطلبات والإلحاح من قبل أهل فلسطين ممن يشتكون من الأسعار الباهظة، وأحبوا أن يكونوا جزء من الخير، فيوفوا نذورهم ويرفعوا عن كواهلهم الكفارات ويقدموا لله قرابين وأضاحي وفدوات، فتحت الهيئة خيارا جديدا لهؤلاء يستطيع من خلاله غير القادر والقادر منهم أن يتقدم للأضحية والعقيقة بأسعار زهيدة لا تزيد عن 90 دينارا أردنيا لهذه السنة، وبذلك نقيم الحجة على الناس ونشجعهم على إحياء السنن وإيفاء ما بذمتهم من أضاحي وعقائق ونذور وكفارات، أما إبقاء هذه الذمم في رقبتهم فهذا ما لا يرضاه الله ورسوله، ونكون آثمين جميعا إن تركناهم فريسة تحكم الاحتلال بأسعار الأعلاف وحصار الكوتا وضبط مصادر الاستيراد لنبقى في النهاية نعمل بشكل أو بآخر كملحق اقتصادي".

وبين، أن هذه الفكرة زاوجت بين المقصد الإسلامي والرخص الاقتصادي، وهي ضرورة إحياء هذه السنن وتشجيع الناس عليها، مشيرا، إلى أن هدف الحملة بالدرجة الأولى ليس التبرع للحالات الفقيرة بل تشجيعها على إلقاء ما بذمتها من أمانات أضاحي وعقائق ونذور وكفارات، ولأن الشعب الفلسطيني الواقع تحت ظلم الاحتلال هو الأحوج لتعزيز صلته بربه ودينه ورفع منسوب إيمانه".

اتفاقية باريس الاقتصادية حددت كميات الاستيراد ومصادرها

وفي رده على سؤال يتعلق بإمكانية تأثير الحملة على السوق المحلية، قال راشد، إن تلك السوق محاصرة وحددت اتفاقية باريس الاقتصادية كميات استيراد الثروة الحيوانية ومصادر إدخالها، ما أدى ويؤدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء.

وقال: "إن فكرتنا لا تمس السوق المحلية، بل تشجع على إحياء السنة، ونحرص على فتح خيارات بديلة شرعية واقتصادية أمام الناس وهذا ما نفعله، وحملتنا مقتصرة على أداء السنن وتشجيع الناس عليها، أما سوق اللحوم فلا يعنينا، وما يحصل يخضع للطلب والعرض".

وفي رده على سؤال يتعلق بحاجة الشعب الفلسطيني لدعم وتبرعات وليس العكس لكونه تحت الاحتلال، قال راشد: "نحن نقدم للشعب الفلسطيني سنويا أكثر من عشرين مليون دولار ونكفل أكثر من عشرين ألف يتيم، ونتبرع باللحوم الحية، ونجلب آلاف الأضاحي الأسترالية سنويا، ولكن ما يجري اليوم هو وضع آلية عمل تيسر على الناس أداء السنن وإحياء هذه الشعائر لتعزيز قيم التكافل والتضامن، ونحن نشدد على إمكانية أن يسترد المضحين او المعققين او المتصدقين أضاحيهم حتى يتصرفوا بها كيفما شاءوا، ومن رغب بالتبرع فيتم تسليم تبرعه للجهات الخيرية والمختصة في البلد لكي تقوم هي بتوزيعها وفق قوائم ومعايير واضحة، ونحن لنا تجارب مع هذه الجهات وتعرف نظام الهيئة الدقيق بهذا الشأن".

ضمانات ذبح الأضاحي وفق المواصفات الشرعية والصحية

وحول ضمانات سلامة الأضاحي وذبحها وفق المواصفات الشرعية والصحية، قال راشد: "إن الهيئة تحضر الأضاحي منذ سنوات وتوزعها على الأسر الفقيرة بالتعاون وتحت إشراف الجهات ذات الاختصاص، ولم يشكو أحد منها، ويعرف الجميع أن اللحوم الأسترالية المجمدة موجودة في السوق الفلسطينية ويعرفها ويأكلها معظم الناس، فلماذا تكون الأضاحي استثناء؟!، ومن ثم دولة مثل أستراليا هل ستوافق على منتجات لا تخضع لظروف سليمة، وحتى لو هذا حدث أليس لدينا رقابة موانئ إسرائيلية وفلسطينية، خاصة وأن فترة صلاحية هذه اللحوم تمتد لسنتين، وتحمل كل الشهادات، وتخضع لكل الفحوص والظروف الصحية والبيطرية المناسبة والشديدة".

ورد راشد على سؤال حول قيمة الأضحية إن لم توزع في العيد على الأهل والفقراء، فقال: "نحن نشجع أن يذبح الناس في العيد وهذا هو الخيار الأول، ولكن الذين يريدون أن يعظموا شعائر الله والسعر لا يناسبهم، نوفر خيارات أخرى، وحاجة الفقير ملزمة في العيد وغير العيد، وقد شدد الشارع الإسلامي على وقت الأضحية مثل رمضان والحج ضمن مواقيت إسلامية، لكن مسألة التوزيع يمكن أن تتم في العيد أو غير العيد، والشكل الذي نطرحه شكل إستراتيجي على قاعدة أن الدين مقاصد، فالمقصد العام من الأضاحي خلق حالة تكافل وتضامن مجتمعي، وإذا استطعنا عبر آلية السوق المحلية أن نطعم آلاف الفقراء فالآلية التي نوفرها نستطيع أن نطعم الناس من خلالها على مدار السنة، ونطمح إلى إنشاء برادات كبيرة في الشمال والوسط والجنوب تتوفر فيها اللحوم للفقراء على مدار العام وليس ضمن مشروع مؤقت أو محدد".

جواز التضحية بالتوكيل

وركز، على آلية الإشراف الشرعي على الأضاحي في أستراليا، حيث قال، إن للجانب الشرعي أهمية كبرى في توعية الناس حول جواز التضحية بالتوكيل.
وأضاف: "إن هيئة الأعمال الخيرية تنشط في أستراليا منذ نحو 26سنة وهي هيئة إسلامية تستمد أعمالها الخيرية من المعين القرآني والهدي النبوي، وتمارس هذه الذبائح منذ ذلك الوقت، وتعيد توزيعها للعالم، ولكن زيادة في اطمئنان الشعب الفلسطيني، توجهنا إلى دائرة الإفتاء الشرعي في فلسطين وحصلنا منها على فتوى رسمية، ثم للشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وللشيخ حسام الدين عفانة أستاذ كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة القدس، فالذين ينتظرون الرأي الشرعي فهو معروف، ونحن هنا نتحدث عن مؤسسة قائمة ومعروفة وقدمت خدمات جليلة للشعب الفلسطيني، ومبدأ العمل هنا التوكيل فإما أن نثق أو لا نثق، ورغم ذلك نحن نصور الأضاحي وهي حية، ونوثق عملية الذبح وآليات العمل حتى يزداد الناس اطمئنانا".

وبشأن إمكانية إيصال الأضاحي حية بدلا من أن تذبح في أستراليا وـاتي مجمدة وبذلك ترى الناس بعينها، قال راشد: "إن الفلسطينيين محكومون بواقع احتلال واتفاق اقتصادي يحول دون أن تأتي الخراف حية إلا بعد أن تكون بمستوى وأسعار الأسواق الإسرائيلية، وهذا من خلال الجمارك والضرائب والإجراءات التي لا تمكن السوق الفلسطينية من أن تكون معافاة وحرة، وبالتالي الآلية التي نطرحها بسعر 90دينار ليست عبثية، وإنما مبنية على قراءة اقتصادية وواقعية وتجارب منذ سنوات، والأخوة في وزارة الزراعة خير من يجيب على إشكالية اللحوم الحمراء، حيث يبذلون جهودا جبارة لتخفيض أسعارها، ونحن نشكرهم كما نسكر وزارة التنمية الاجتماعية لتشجيع فكرة وحملة إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور".

لحوم عضوية سليمة

وحول مذاق اللحوم الأسترالية، قال راشد: "لا يمكن أن يكون طعم لحوم الخراف الأسترالية التي تسرح وتمرح في قارة خضراء وتأكل العشب الأخضر غير مقبول، فيما يدعي البعض أن لحوم الخراف التي تأكل الأعلاف الحيوانية أطيب، نحن نقدر أذواق الناس، ولكن ليعلم الجميع أنه لم يعد الناس في أوروبا أو أميركا يأكلون لحوما غير عضوية تتغذى على الأعلاف الحيوانية، لأنها جلبت العشرات من الأمراض عليهم، لكن للأسف لا زلنا هنا ونظرا لظروف الاحتلال نتمسك بالبديل الوحيد مع تقلص المساحات الخضراء".

وتحدث راشد، عن الشركاء الفلسطينيين للهيئة في هذه الحملة، فقال، إن هيئة الأعمال التي أضحى اسمها لامعا في عالم الخير وتحظى بمصداقية كبيرة، لن تطرح نفسها كبديل عن الشريك الفلسطيني، وإنما تعتز بالشراكات التي أسستها مع الجمعيات الخيرية التي نالت الثقة والمصداقية وأثبتت القدرة والعمل على الأرض، وللهيئة مذكرات تفاهم وعمل مع وزارات التنمية الاجتماعية، والزراعة، والأوقاف، وشؤون المرأة، والاقتصاد الوطني في العديد من المجالات، وعندما قامت ببناء الحملة قدمت في كل سنة آلاف الأضاحي من خلال هؤلاء الشركاء، وحصلت على الموافقات الرسمية لإنجازها وتعزيزها، وهي مستمرة في خدمة الشعب الفلسطيني وستبقى حتى يبقى كريما على أرضه حرا في وطنه".

وأشار، إلى حملات مشابهة أعلنت عنها بعض الجهات على غرار حملة "إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور"، فقال، إن الهيئة تعمل ضمن تنافس في الخير وتؤمن أنها ليست الوحيدة في الميدان رغم أنها تحرص على أن تكون الرائدة، والله عنده القبول.

هيئة الأعمال الخيرية تحرص على الرقابة والدقة في ذبح الأضاحي

وأضاف: "إن لدى الهيئة مكتب في أستراليا منذ 26سنة، وهي جهة خيرية إسلامية مرخصة ومعروفة بالشخوص والأسماء والأفعال والمحددات، ونستطيع أن نطمئن شرعيا وصحيا وقانونيا من جهة التنفيذ والعمل، ولكن باعتقادي أن تعاقد أية مؤسسة مع شركات تجارية في أستراليا يحتاج إلى مزيد من الرقابة والدقة، حيث أن القائمين عليها غير مسلمين، وغاية تلك الشركات التجارية الربح، ولذا نحن نعتز أن معظم المؤسسات الخيرية توكل هيئة الأعمال الخيرية في أستراليا، ونحن كممثلين عنها نرحب بأية شراكات أو تعاقدات تعزز هذا العمل الخيري".

وخلص راشد إلى القول: "نريد من هذه الحملة أن نعظم شعائر الله وندعو الناس في هذه الأيام الفضيلة لأن يستغلوها بشكل جيد نظرا لعظمها عند الله، والأضاحي جزء لا يتجزأ من ذلك لأهميتها وعظمها في دفع البلاء وجلب الرخاء عن النفس والأهل والمجتمع، وكان بإمكاننا أن نبقى مكتوفي الأيدي، ولكن العمل الخيري لا قيمة له إن لم يسهم في تعزيز صمود الناس وعيشهم الكريم بكل السبل، ويمكننا أن نصنع تغييرا في واقع وسوق اللحوم الحمراء وخاصة لفئة الفقراء، ونحن نتطلع للمستقبل حيث يمكننا أن نوفر آليات مالية واقتصادية أيسر في التنفيذ سنكشف عنها مع نجاح هذه التجربة".