عائلة بكر .. العيد مؤجل حتى إشعار آخر
نشر بتاريخ: 14/09/2016 ( آخر تحديث: 14/09/2016 الساعة: 11:38 )
غزة-معا- تعيش عائلة بكر في قطاع غزة حالة من الحزن الشديد بسبب فقدانها 29 شخصا في السفينة التي افقدت اثارها قبالة سواحل الإسكندرية في السادس من ايلول لعام 2014 فلا أعياد ولا مناسبات دخلت بيوتهم منذ ذلك اليوم، أفراحهم مؤجلة حتى عودة المفقودين والنساء والرجال على حد سواء امتنعوا من المشاركة في أفراح بني عمومتهم.
ويأتي عيد الأضحى هذا العام ومازالت أم نادر بكر تفتقد شقيقها وبناته وأحفاده وأربعة من بني عمومتها الذين اختفت اثارها منذ تلك الحادثة حتى عيدنا هذا، مؤكدة ان العيد يمر ثقيلا ثقل فراقهم وحزينا بقدر حزنهم عليهم وتقول في هذا الصدد:"إحنا لا عنا عيد ولا عنا أعراس".
وتؤكد "أم نادر" أنهم منذ سنتين لم يعرفوا طعما للفرح كما لم يعرفوا طريقا للأعراس فأفراحهم وأعراسهم مؤجلة الى يوم الفرج كما تقول:"كل شي في حياتنا مؤجل حتى نلاقي ولادنا".
ومن بين المفقودين لام نادر عدد من النساء من بينهم فتاة كانت حاملا لا بد انها وضعت حملها كما تقول وإخوة عاطلين عن العمل لم يجدوا فرصهم في غزة وآخرين تسبب الانقسام في معاناتهم فمكثوا في العريش سنوات قبل الهجرة هربا من ظروف اقتصادية صعبة وشح في فرص التعليم وحرمان من العودة الى قطاع غزة كما تقول أم نادر.
وتبدي أم نادر يقينا أن أقاربها على قيد الحياة خاصة وأنهم عائلة احترفت مهنة الصيد فاحترفوا السباحة منذ نشأتهم "مش مصدقين إنهم ميتين حتى لو قالوا إنهم ميتين ولأدنا طيبين وعايشين بمصر".
أما عبد الرحمن أبو سمك فلا تختلف قصته عن قصة "أم نادر" وان اختلفت أعداد المفقودين فتامر شقيقه خرج على متن السفينة مع عائلة بكر وغيرهم من العائلات واختفت اثارهم منذ ذلك الوقت.
ويأتي عيد أضحى آخر دون أن يكون لتامر بصمات النحر وصلة الرحم وزيارة الأقارب فحتى هذه الطقوس حرمت منها العائلة منذ فقدان تامر في الـ2014 حيث يؤكد شقيقه عبد الرحمن أن أعيادهم مؤجلة الى حين معرفة مصير تامر هل هو حي يرزق أم انه في عداد الأموات.
ويتابع عبد الرحمن:"لا نريد كثيرا نريد إجابات شافية تشفي صدورنا وصدور أمهاتنا أين تامر وجميع المفقودين".
وتساءل عبد الرحمن عن الأسباب التي تدفع المسئولين للتكتم عن مصير 150 فلسطينيا قضوا في السفينة.
ويستيقظ عبد الرحمن كل يوم على دموع أمه التي لا تنفك تذرف الدمع الما وحسرة على تامر دون أن تعلم ما هي الظروف التي تحيط به وأين تكون نهايته متسائلا:"ما الذنب الذي ارتكبته أمي حتى تعيش هذا الظلم".
وبينما ينطوى عيد آخر من حياتنا تبقى معاناة هذه الأسر مفتوحة الى أعياد مؤجلة بانتظار أخبار عن أحبائهم هل هم أحياء أم أموات يتجرعون مرارة الفقدان وألم الفراق وحسرة الغياب.
وفقد نحو 150 فلسطينينا بينهم 29 من عائلة بكر في سفينة كانت متجهة لأوروبا دون ان يأتي ما يؤكد مصير المفقودين.
تقرير هدية الغول