السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس في العيد... انتهاكات وتصعيد

نشر بتاريخ: 18/09/2016 ( آخر تحديث: 18/09/2016 الساعة: 07:10 )
القدس في العيد... انتهاكات وتصعيد
القدس- معا - لم تتوقف الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس خلال أيام عيد الأضحى، حيث تواصلت خلاله حملات المداهمة للأحياء المقدسية، واعتقال الشبان والفتية، إضافة الى توزيع إخطارات الهدم على السكان، وإخلاء المقدسيين لصالح الجمعيات الاستيطانية.

هدم ذاتي... ولا فرحة بالعيد وأجوائه
المواطن مراد جعابيص انشغل خلال أيام عيد الأضحى والأيام التي سبقته بتفريغ محتويات منزله في قرية جبل المكبر الذي احتضنه لمدة 11 عاماً، وقام يوم أمس بهدمه بنفسه تنفيذا لقرار بلدية الاحتلال، وتفاديا لدفع مخالفات بناء جديدة وأجرة الهدم لطواقم البلدية.

وقال جعابيص :"سلطات الاحتلال لا تريد أن تبقي لنا أي ذكريات..حاولت اصدار رخصة بناء للمنزل خلال السنوات الماضية، ودفعت مخالفات هدم وصلت ل100 ألف شيكل، لكن البلدية أصرت على قرار الهدم بحجة البناء دون ترخيص."

ويعيش في منزل جعابيص 8 أفراد، 6 منهم أقل من 18 عاماً، وهو مكون من 4 غرف ومنافعهم، ولفت جعابيص أن بلدية الاحتلال حددت له جلسة محكمة في شهر كانون أول القادم للتأكد من تنفيذ قرار المحكمة، موضحا ان البلدية هددته بفرض مخالفة بناء جديدة عليه، اضافة لدفع أجرة هدم في حال عدم تنفيذ القرار.


مازن قرش... صمود في المنزل ومعارك في محاكم الاحتلال

أما المواطن مازن قرش فيتنقل هو الآخر بين منازل أقاربه بعد اخلاءه من منزله الكائن في حارة السعدية بالقدس القديمة، الخميس الماضي ( رابع أيام العيد)، لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم الاستيطانية"، بحجة أن العائلة "مستأجر غير محمي"، حيث فقدت حق الحماية باعتباره "الجيل الرابع".

وقال قرش :"بعد اخلائي اضطررت للتنقل عند اشقائي لحين أيجاد مأوى آخر، في العيد اقتحمت قوات الاحتلال منزلي وأجبرتنا على اخلاءه ومنعتنا من أخذ اغراضنا أو تفريغه من محتوياته، حتى الحليب لرضيعة تبلغ من العمر شهرين منعنا من أخذه، ويوم أمس قامت الشرطة وعمال بتفريغ محتويات المنزل (الاثاث) وتكسيره ومصادرته.

وأضاف قرش:" صمدت طوال السنوات الماضية أنا وأولادي وتحملنا اعتداءات المستوطنين الذين استولوا على أجزاء من المنزل عام 2010.. حيث الاعتداءات المتواصلة اليومية باغلاق باب المنزل وتحكم حارس المستوطنين بدخولنا وخروجنا من منزلنا... شتائم وألفاظ نابية لنا مضايقة علينا ورمي القمامة باتجاه منزلنا.. كما حاولت الحفاظ على منزلي من خلال القضاء الإسرائيلي، ومنذ عام 2010 وأنا داخل منزلي لا اخرج الى أي مكان خوفا من السيطرة والاستيلاء على ما تبقى من العقار الذي ولدنا وعشنا فيه، حتى شرعنت المحكمة العليا طردنا من المنزل لصالح الجمعية الاستيطانية".

عقار عائلة قرش هو "ملكية يهودية" تم شرائه من عائلة فلسطينية عام 1986، أما عائلة قرش هي مستأجرة من العائلة الفلسطينية منذ عام 1936، وحسب القانون الإسرائيلي فإن العائلة محمية لثلاثة أجيال ( الجد مصطفى وأولاده كمال وحربي وزوجاتهن)، وبعد وفاة آخر شخص من الجيل الثالث يتم إلغاء حق الحماية "المستأجر المحمي"، وفي عام 2009 توفيت "اعتدال"- والدة مازن وحسب العقد فإنها تعتبر آخر شخص في الجيل الثالث، وعليه فقد فقدت عائلة قرش الحماية في عقارها "المستأجر المحمي" بعد 3 أجيال، وعادت الجمعية الاستيطانية بالمطالبة بإخلاء العائلة من العقار باعتبارهم الجيل الرابع، أولاد كمال وأولاد حربي، وتوجهت العائلة لمحكمة الصلح والمركزية والعليا للمحافظة على منزلها دون جدوى.

وأضاف قرش أن المحكمة فرضت عليه دفع 230 ألف شيكل (أجار للمنزل منذ عام 2010 حتى 2016) لجمعية عطيرت كوهنيم، و20 ألف شيكل اتعاب لمحامي الجمعية، وبعد اخلاء عائلة مازن قرش بالقوة حلت محلها عائلات يهودية جديدة، لتنضم إلى عائلتين موجودتان هناك منذ الاستيلاء الأول على العقار.

وفي بلدة سلوان يخضع الطفل سعيد أحمد أبو دياب 3 سنوات للعلاج في المستشفى بعد اصابته في ساعة متأخرة من مساء الجمعة بحالة اختناق شديدة، خلال مواجهات عنيفة شهدها حي عين اللوزة بالبلدة، وأوضح مركز معلومات وادي حلوة أن الطفل ابو دياب يعاني من نقص بالاكسجين ونقل الجمعة لتلقي العلاج ولا يزال تحت المراقبة.

كما اوضح المركز أن خولة هادية 52 عاما نقلت الى مستشفى هداسا عين كارم لتلقي العلاج، إضافة الى اصابة العديد من سكان الحي بحالات اختناق شديدة تم علاجها ميدانيا.

وقامت طواقم البلدية باقتحام قرية صور باهر جنوب القدس، ووزعت اخطارات هدم إدارية، كما قامت قوات الاحتلال طوال ايام العيد باقتحام قرية العيسوية، ونصب الحواجز على مداخلها واعتقلت يوم الجمعة طفلا من القرية، كما اعتقلت فتى من قرية الطور.