ميري الأطرش :العاب ريو أثبتت للعالم بان فلسطين موجودة
نشر بتاريخ: 18/09/2016 ( آخر تحديث: 18/09/2016 الساعة: 16:21 )
الخليل – معا - عبد الرحيم ابو حديد : عند الحديث عن دورة الألعاب الأولمبية فانت تتحدث عن الرياضة بنكهة وطنية وسياسية واجتماعية وحضارية وثقافية ، تتحدث عن وجود شعوب تتحدث عن تطور وعن مثابرة و تحدي ، تتحدث عن منافسة الرياضي لنفسه من اجل وطنه ، تتحدث عن دموع تذرف تتحدث عن تاريخ يكتب ، تتحدث عن إدارة وتخطيط ومتابعة وامكانيات تتحدث عن اقتصاد .
فكان لا بد لفلسطين الا ان تكون موجودة فكنا اول المنتصرين ، في حفل الافتتاح حينما دخلت بعثتنا الى ارض الميدان متوشحين الكوفيات بالثوب الفلسطيني ، ليقف العالم جمعيا بشكل لا ارادي معترفا بحقنا ونافيا كل محاولات طمس هويتنا .
واليوم نكون مع احدى بطلات فلسطين والتي قدمت جهدا خرافيا في ظل إمكانيات يمكن وصفها بالشبه معدومة ، ابنة بيت ساحور وصاحبة ال22 عاما وصفت نفسها ببنت ارض فلسطين والتي لا تتخلى عن حلمها لان هذه ثقافة شعبها صاحب الإرادة القوية
ميري الأطرش التي شاركت في سباق ال50 متر حرة والتي أحرزت المركز الثالث على مجموعتها محطمة رقمها الشخصي
كيف وصلت ميري الى ريو ؟
بينت الأطرش بان مشاركاتها الخارجية وتسجيل أرقام وتحسينها من بطولة إلى أخرى مثل بطولة العالم في كازان الروسية وبطولة دبي أدى إلى تأهلها للاولمبياد ، الذي عنى لها الكثير كونها حظيت بفرصة لرفع العلم أمام العالم اجمع كي يعرفوا فلسطين بكل مكوناتها ومكنوناتها وتأكيدا للوجود الفلسطيني في المنظومة الدولية ، مؤكدة أن وجودها في ريو هو تتويج لجهودها في التدريبات المتواصلة لتحقق حلم أي رياضي يحلم بالمشاركة بالألعاب الأولمبية ، معتبرة أولمبياد ريو أساس التحضير لاولمبياد طوكيو بعد أربع سنوات .
وعن إمكانية الاستناد على قدرات السباحة الفلسطينية اعتبرت الأطرش ان السباحة في فلسطين بحاجة الى تطوير اكثر ويبدا هذا بإيجاد مسبح اولمبي لأنه من الغير منطقي التدريب في مسابح مخالفة للمعاير الأولمبية ، وقارنت الأطرش ذلك بسؤال استنكاري "هل من الممكن ان يتدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم على نصف ملعب من اجل خوض تصفيات الأمم الاسيوية القادمة في العام 2019 بالإمارات على نصف ملعب ؟!"
وقالت من اجل وضع خطة تدريبية للمنافسة يجب تجهيز المكان واللاعب من حيث الأدوات الرياضية اللازمة ، وهذه مسؤولية مشتركة بين الاتحاد والأندية والمجتمع ومؤسساته
كما اعتقدت الأطرش ان استقدام مدربين وخبرات خارجية سيعطي السباحة دفعة الى الامام كي تكون المشاركات القادمة اكثر قربا للمنافسة .
وأكدت الأطرش على قوة ورغبة الفتاة الفلسطينية في صنع أحلامها رغم الصعوبات والتحديات المجتمعية والثقافية التي تقمع المرأة وأحلامها بان تكون فاعلة مجتمعيا ، وهذا نفسه الحال ينطبق على الرياضة النسوية في فلسطين ، ووجدت الأطرش حلول لذلك من خلال توعية الفتيات بأهمية الرياضة وتعزيز ثقتهن بأنفسهن وهذا سيؤدي إلى تشجيع الفتيات في خوض المنافسات الرياضية وتمثيل فلسطين في كل المحافل.
وعن الحياة اليومية والخاصة لميري بينت انها تفضل اكل المسخن والمقلوبة وتشجع نادي ريال مدريد واكثر مكان مفضل لها هو البحر والذي لا يمكن رؤيته سوى بتصريح وعن قدوتها الرياضية فكان والدها أولا والسباح التونسي أسامة الملولي كقدوة على مستوى السباحة ، وامنيتها تحرير فلسطين لتكون بلد واحدة لشعب واحد لا يميز بين افراده الدين والايدلوجيا ويكون هناك اهتمام اكثر للرياضة .
وفي نهاية حديثها وجهت الأطرش رسالة للشعب الفلسطيني عموما والرياضيين خصوصا "بأننا لا نستسلم وهذا هو أساس وجودنا حتى اللحظة ويجب التمسك بالصمود لان فلسطين تستحق كل شيء نملكه ، مؤكدة على ضرورة الحلم والطموح ، معتبرة ان الرياضة إحدى اهم الوسائل لإيصال معاناة شعبنا الذي يتعرض للظلم والقهر وهذا ظهر عندما لبسنا الثوب الفلسطيني ورفعنا علمنا في محل دولي .
وشكرت الأطرش الاتحاد الفلسطيني للسباحة برئاسة فواز زلوم والذي لم يتوانى عن تقديم كل ما هو ممكن رغم قلة الإمكانيات فوفر معسكرين الأول في الأردن والثاني في الجزائر ، مثمنة دورة اللجنة الاولمبية الفلسطينية على جهودها في توفير كل ما يلزم