الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فقدان البوصلة أمر خطير!!

نشر بتاريخ: 18/09/2016 ( آخر تحديث: 18/09/2016 الساعة: 18:30 )
فقدان البوصلة أمر خطير!!
بقلم : أسامة فلفل

الفرقة والانقسام داء عضال يفتك بالأمم والشعوب والهيئات والأفراد ويذهب شخصيتهما ويزيل معاني الأصالة والقوة فيهما ، والأمة التي تبتلى بهذا المرض القاتل لا تحس بما أصابها ولا تدري عنه ولذلك يصبح علاجها أمرا صعبا وفهمها سبيل الرشد شيئاً عسيراً وصعب.

اليوم وفي هذه المحطة الفارقة والاستثنائية من تاريخ نضالنا الوطني والرياضي والإعلامي يقع على كاهل الإعلام الرياضي الفلسطيني مسؤولية وطنية وأخلاقية في لعب دور مؤثر في تصحيح المسار بآليات علمية ومهنية وترسيخ ثقافة وطنية جامعة شاملة لمواكبة حالة التطور الهائل في هذا المجال والمحافظة على كينونة هذا الإطار ، الذي يمثل خط موازي للحركة الرياضية وضلع أساس من أضلاعها الفتية.

من هنا نجد أنه من الضروري على الإعلام الرياضي أن يقوم بالمساهمة الفاعلة بصياغة الواقع الرياضي الفلسطيني وتأدية دوره المهم في هذه المحطة والعمل على التحلي بروح المهنية وأدبيات المهنة بعيدا عن المناكفات والتجاذوبات السياسية التي لا تخدم المشروع الوطني الرياضي والإعلامي بالمطلق.

لذلك لابد من مراقبة هذا الإطار والكيان الوطني الإعلامي المستقل حتى لا يصاب بالتمزق وتشتت الرؤى، ويفقد الثقة في كل ما يمت بصلة لمنظومة الإعلام الرياضي وفقدان البوصلة والدخول في متاهات لا يعلم مدها إلا الله.

الإعلام الرياضي الفلسطيني مطلوب أن يلعب دورا بارزا في مواجهة الغزو الفكري وحماية مشروعنا الرياضي العملاق الأخذ في التوسع والازدهار مع تنمية الثقافة الوطنية والمجتمعية لتحقيق الأهداف الوطنية التي نستمدها من تضحيات ونضال القيادة الرياضية وأركانها والتي تخدم بدورها أهداف الوطن المفدى والمنظومة الرياضية الفلسطينية.

الإعلام الرياضي اليوم وفي هذه المرحلة بالذات قادر بما يمتلكه من مخزون هائل من الكوادر والقيادات الإعلامية والعناصر الفاعلة والمؤثرة في خلق أجواء الترابط الاجتماعي والوطني وتنمية روح الولاء والانتماء لهذا الوطن والمنظومة الرياضية والإعلامية الفلسطينية.

تبقى كلمة مهمة تتمثل في ضرورة إبعاد منظومة الإعلام الرياضي في منأى عن التجاذوبات السياسية والانقسام والاهتمام بحالة الحراك الرياضي الفلسطيني لإبراز الرياضة الفلسطينية وحالة النهوض التي تعيشها وتحقيق الإستراتيجية الرياضية والوطنية والإعلامية التي تقوم على تحقيق الانجازات وإحداث نهضة متطورة وعصرية في كل مجالات وقطاعات الرياضة الفلسطينية ومواصلة مشوار وطريق التميز والإبداع والاحتراف وملامسة النجاح.

ختاما ...

حان الوقت أن نتحلى بالمسؤولية الوطنية و الأخلاقية و نبذ كل أسباب الفرقة و التشرذم والعمل بروح وثابة لبلوغ سنام المجد و إعادة بوصلة الإعلام الرياضي الوطني لمكانتها البارزة وطي صفحات الماضي بكل تبعاته و تغليب المصلحة العليا للوطن و المنظومة الرياضية و الإعلامية على كل المصالح الضيقة .