الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو ليلى ممثلا عن الرئيس في احتفال بجنوب إفريقيا: تجاهل المرجعيات الدولية يهدد بتحويل المفاوضات لحوار طرشان

نشر بتاريخ: 01/12/2007 ( آخر تحديث: 01/12/2007 الساعة: 18:51 )
يريتوريا -معا- قال النائب قيس عبد الكريم (أبو ليلى)، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ورئيس لجنة القضايا الاجتماعية في المجلس التشريعي الفلسطيني ان خطوة إلى الإمام تحققت في مؤتمر انابولس، ولكنها خطوة صغيرة جدا ومحدودة تقتصر على الإعلان الرسمي عن بدء المفاوضات حول قضايا الوضع الدائم التي تمثل جوهر الصراع، الأمر الذي كانت إسرائيل تتهرب منه على امتداد السنوات السبع الماضية.

كما أشار أبو ليلى إلى ان الإعلان المشترك عن إطلاق المفاوضات تجاهل تحديد المرجعيات التي تستند إليها هذه العملية، الأمر الذي يهدد بإفراغها من مضمونها وتحويلها إلى مجرد حوار "طرشان" عقيم.

جاء ذلك في الكلمة الرئيسية التي ألقاها أبو ليلى ممثلا عن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في الاحتفال الرسمي الذي أقامته حكومة جنوب إفريقيا في مدينة بريتوريا بالتعاون مع الأمم المتحدة والسفارة الفلسطينية هناك، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي تحدث فيه أيضا وزير الأمن القومي لجنوب إفريقيا روني كاسترلز ممثل رئيس جمهورية جنوب إفريقيا ثامبو مبيكي، والسفير الفلسطيني علي حليمة، والسفير الليبي عميد السلك الدبلوماسي هناك، والسكرتير العام لكنائس جنوب إفريقيا ايدي ماكو ممثلا لحملة إنهاء الاحتلال، ومديرة البعثة الإعلامية في الأمم المتحدة، وبمشاركة عدد من السفراء المعتمدين في جنوب إفريقيا وعدد كبير من مؤيدي نضال الشعب الفلسطيني، ورجال أعمال وصحفيين وإعلاميين، وممثلين عن المجتمع المدني، إضافة إلى مسؤولين كبار في الحكومة ووزارة الخارجية في جنوب إفريقيا.

وتركزت الكلمات التي القيت بهذه المناسبة على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وإدانة سياسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني المتمثلة في بناء جدار الفصل، وإقامة المستوطنات وضم الأراضي وانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني، وسياسة القتل والاغتيالات ضد المدنيين الفلسطينيين.

وشدد المتحدثون على أهمية حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية. مؤكدين أيضا على ضرورة وضع حد للمعاناة التي يكابدها الشعب الفلسطيني جراء الحصار الاقتصادي المفروض عليه.

من جانبه أكد أبو ليلى على ان تبني منظمة التحرير الفلسطينية لحل الدولتين بقرار المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، هو الذي حدد معالم الحل الوسط التاريخي الكفيل بتسوية الصراع وتصويب الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني، والناجم عن اقتلاعه من أرضه وحرمانه من حقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه.

وشدد أبو ليلى على ان المطامع التوسعية الإسرائيلية هي التي تقف عقبة في طريق عملية السلام، وان الشعب الفلسطيني لن يقبل التفريط بشبر واحد من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، وفي القلب منها مدينة القدس.

وأوضح أبو ليلى، ان إسرائيل رفضت بشدة مبدأ التنفيذ المتوازي للالتزامات التي تفرضها المرحلة الأولى من خارطة الطريق على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لأنها تريد تنفيذاً من جانب واحد وهو الجانب الفلسطيني، وتتهرب من الالتزام بوقف الاستيطان وتفكيك البؤر الاستيطانية والانسحاب إلى مواقع 28 أيلول 2000، وإلغاء الحظر على المؤسسات الفلسطينية في القدس، وغيرها من الالتزامات التي تمليها عليها الخطة الدولية.

واستنكر النائب أبو ليلى المطالب الإسرائيلية المنافية للمنطق وللشرعية الدولية والتي تطرحها بدعم أمريكي بشأن الاعتراف بها كدولة يهودية، أو كوطن قومي مزعوم للشعب اليهودي. وقال: "انهم بهذا يطلبون من الفلسطينيين ليس فقط صنع السلام معهم بل أيضا اعتناق الإيديولوجية الصهيونية، الأمر الذي لا يمكن ان يقبله أي فلسطيني".

وأشاد أبو ليلى بشعب وقيادة جنوب إفريقيا للدور الهام الذي تلعبه في دعم ومساندة النضال الذي يخوضه شعبنا الفلسطيني من اجل حقوقه الوطنية، مؤكدا ان تجربة جنوب إفريقيا مثلت نموذجا ملهما للثوريين الفلسطينيين.