نشر بتاريخ: 21/09/2016 ( آخر تحديث: 21/09/2016 الساعة: 16:52 )
رام الله- معا- نظمت
الإغاثة الزراعية وبدعم من "Christian Aid" اليوم الأربعاء، فعاليات المؤتمر العلمي الزراعي بعنوان "الأصول الوراثية النباتية في فلسطين: واقع وتحديات"، في حرم جامعة فلسطين التقنية خضوري.
وعقد المؤتمر تحت رعاية وزير الزراعة ومحافظ محافظة طولكرم اللواء عصام أبو بكر، وبالشراكة مع جامعة فلسطين التقنية خضوري، ومركز البحوث الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية، وكلية الزراعة، والطب البيطري في جامعة النجاح الوطنية.
وجاء المؤتمر ضمن مشروع تطوير البذور البلدية كأداة في مقاومة التصحر، بحضور مساعد رئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري د.ضرار عليان، ومدير عام الإغاثة الزراعية خليل شيحة، ومدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية محمد أبو عيد، ورئيس المؤتمر تحسين سياعرة، وعميد كلية الزراعة، والطب البيطري في جامعة النجاح سليمان خليل، وعمداء الكليات ومدراء المراكز وكادر الجامعة، ووزارة الزراعة وسلطة جودة البيئة والمؤسسات غير الحكومية.
الحفاظ على الموروث التاريخي
نقل المحافظ أبو بكر تحيات الرئيس محمود عباس للقائمين على فعاليات المؤتمر، مؤكدا على أهمية الحفاظ على الموروث النباتي للشعب الفلسطيني، والذي يعد جزءا من الحفاظ على الموروث التاريخي لشعبنا.
وشدد أبو بكر على أهمية وجود توثيق وإحصاء للنباتات الفلسطينية، موضحا أن الإحتلال يعمل على سرقة وطمس الموروث الفلسطيني، مؤكدا على تبني المستوى الرسمي وجهات الإختصاص لتوصيات المؤتمر لتطوير القطاع الزراعي في محافظة طولكرم وجميع محافظات الوطن.
تطوير القطاع الزراعي والنهوض به
واعتبر عليان أن عقد المؤتمر يأتي ضمن سلسله المؤتمرات والفعاليات العلمية التي بدأتها الجامعة منذ العام الماضي، للنهوض بالمستوى العلمي للجامعة وكلياتها.
وقال عليان إن القطاع الزراعي يواجه هجمة من قبل الإحتلال الإسرائيلي المتمثل بمصادرة الأراضي والمياه، واقتلاع الأشجار، وتضييق الخناق على المزارعين لإجبارهم على التخلي عن أرضهم وتهجيرهم منها والإستيلاء عليها، وهو ما يزيد من الإصرار على تطوير هذا القطاع والنهوض به، خاصة وان موضوع البذور البلدية يعتبر جزءا من التراث الثفافي للمزارع الفلسطيني والمنتج البلدي الذي يفضله المواطن الفلسطيني.
ربط المساعي التنموية بعملية البحث العلمي
أوضح خليل شيحة أن الإغاثة الزراعية تنبهت منذ ما يزيد عن 25 عاما إلى أهمية تسليط الضوء على هذا الموضوع الحيوي والهام وفي حركة ربما كانت معاكسة لتيار الحداثة الزراعية والإنتاج الكثيف، وبلورت تدخلاتها في حماية الغطاء النباتي بالتركيز على حماية البذار البلدية بالإستناد إلى رؤيتها لمستقبل الزراعة في فلسطين، وما تواجهه من تحديات من خلال المحور الاقتصادي والمحور البيئي والمناخي والمحور الثقافي الإجتماعي والمحور السياسي والسيادي.
ودعا شيحة إلى ربط هذه المساعي التنموية بعملية البحث العلمي التي من شأنها صقل هذه الممارسات، وفتح المجال أمام أصناف جديدة والإنتقال إلى الأصول المتوارثة في قطاع الثروة الحيوانية والدواجن، وتركيز البحث حول كيفية رفع إنتاجية الأراضي المعتمدة على الأصناف البلدية وتحسين وتوحيد شكل المنتج والتعمق في دراسة ميزاته في مجال الحفظ والتصنيع مما سيعزز ويوسع من قاعدة انتاجه واستهلاكه.
الاحتفاظ بالمواد الوراثية
بين خليل أن فلسطين تمتاز بموقع جغرافي وتباين مناخي جعلها من اغنى المناطق في التنوع الحيوي، ويبلغ عدد الأنواع النباتية فيها تقريبا 2000 نوع تشمل على 54 نوعا لا يوجد الا في فلسطين، بالإضافة إلى وجود أكثر من 368 نبات طبي في القائمة الوطنية للنباتات الطبية في فلسطين.
وشدد على أهمية الطرق السائدة في دراسة الأصول الوراثية من خلال جمع العينات وتصنيفها وتوثيقها، ومن ثم تخزينها في البنوك الجنينة التي تستخدم في دراسة وتقييم الأنواع النباتية بما فيها برامج تربية النبات وتطويره، من أجل الاحتفاظ بالمواد الوراثية في بيئتها والحفاظ على ديمومة نموها داخل بيئتها.
الاطلاع على المستجدات البحثية العلمية
من جهته، بين رئيس المؤتمر د. تحسين سياعرة أن عقد هذا المؤتمر يهدف إلى الاطلاع على آخر المستجدات والأساليب البحثية العلمية التي تصب في تطوير القطاع الزراعي، بالإضافة إلى تسلط الضوء على أهمية حماية وحفظ السلالات المحلية من البذور البلدية لما تمثله من موارد وراثية، وكجزء من التراث الثقافي للمزارع الفلسطيني ولحماية التنوع الحيوي.
وأوضح أن استضافة الجامعة ومشاركتها في فعاليات هذا النوع من المؤتمرات تقوم بواجبها تجاه المجتمع الفلسطيني بشكل عام والقطاع الزراعي بشكل خاص، والتي تصب في خدمة وتنمية هذا القطاع، واستمرارا لتأدية رسالة خضوري الزراعية والتي كانت منذ بدايات القرن المالي معهدا مرموقا للتعليم الزراعي على المستوى الإقليمي، وقد تبدأ خريجوها مواقع قيادية وريادية في قطاع الزراعة في العديد من الدول.
الجلسات العلمية والأوراق البحثية
بدوره، تحدث د.رائد كوني من جامعة النجاح عن دور التقانة الحيوية في نشر والحفاظ على النباتات والأصول والوراثية، وقدم شرحا تفصيليا حول التجارب التي تم تنفيذها في فلسطين بما يتعلق بالمواد الوراثية في أنواع مهمة من النباتات.
ومن جانبه، قدم د.رزق اسليمية من جامعة الخليل عرضا مفصلا حول نسب الأمطار في فلسطين، وتأثيرها على المزروعات والنباتات بشكل عام، مشيرا إلى انخفاض نسبة الأمطار الملحوظ في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط في الفترة الأخيرة.
كما تحدث د.جهاد عبادي من جامعة القدس عن آليات امتصاص البوتاسيوم في محاصيل الزيوت البديلة (العصفر وعباد الشمس) في أنواع مختلفة من التربة، موضحا ضرورة استمرارية استخدام التربة عن طريق إدخال استخدام أنواع معينة من النباتات التي تمتص البوتاسيوم.
فيما قدم كل من سامح جرار، وعلاء مرعي، وناريمان قراريه وناصر عبادي، عرضا حول حفظ الموارد الجينية النباتية.
وتحدث كل من روزان طنبوز وحسان أبو قاعود من قسم الإنتاج والحماية في جامعة النجاح الوطنية عن مضاعفة وإعادة تجديد جذور نبات الحمص، وكيفية وآليات مضاعفتها والفوائد المجنية من مضاعفة جذور الحمص.
وأوضح كل من خالد صوالحة وابراهيم عباسي التوصيف الوراثي لنباتات مثل الفلورا الفلسطينية، وتعرض هذه النباتات لخطر الانقراض نتيجة الاستخدام الجائر من السكان المحليين، وممارسات الاحتلال الإسرائيلي الخطيرة التي تفاقم التهديد لهذه النباتات في مواقعها الطبيعية، و تأثير هذه العوامل في تغير المناخ على مستوى محلي وإقليمي وحتى عالمي، وضرورة توثيق ودراسة نباتات مختارة من التنوع الحيوي في فلسطين باستخدام التحليل الوراثي بتطبيق مؤشرات وراثية من أجل التوصيف الوراثي الدقيق.
وبدورهم، غدير عمر، ومرام محمد صقر، وغالب عدوان تحدثوا عن البقوليات والقرنيات التي تعتبر ثالث اكبر عائلة في النباتات الزهرية، واهميتها الإقتصادية، التي تعتبر مصدرا للغذاء وخصوبة التربة، بالإضافة إلى أربعة أجناس من هذه العائلة: العدس، البيقة، الجلبان و البازيلاء، تحتوي صفات شكلية متداخلة فيما بينها.
وقدم خالد صوالحة من جامعة القدس شرحا حول تأثير تغير المناخ على الفلورا الفلسطينية، وأصبح تغير المناخ مشكلة عالمية يجب التحرك سريعا لمواجهة تأثيرها محليا وإقليميا وعالميا، بالإضافة إلى تأثر الطبيعة الفلسطينية بشكل كبير وخاصة الغطاء النباتي الممثل في التنوع الحيوي النباتي في المناطق البرية وخاصة في السفوح الشرقية لجبال فلسطين.
وتوصل المؤتمر إلى توصيات هامة منها: ضرورة الإسراع بإتمام إنشاء بنك بذور وطني، وتوفير وتخصيص الدعم اللازم لتنفيذ المزيد من التجارب والأبحاث الزراعية وتحسين الأصناف البلدية، وضرورة توحيد الجهود بين المؤسسات المختلفة الفاعلة في مجال حفظ الأصول الوراثية، بالإضافة إلى توفير السياسات والقوانين للحفاظ على الأصول الوراثية.