غزة- معا- نظمت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية في مدينة غزة، يوم الاربعاء، لقاءً موسعاً، بعنوان: مشاركة النساء في الحياة السياسية "واقع وتحديات".
ودعت المشاركات والمشاركين فيه النظام السياسي، ومؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب بضرورة تحمل المسؤولية الكاملة تجاه قضايا النساء، وإعادة الاعتبار للدور الوطني والاجتماعي لهن كجزء من عملية النهوض المجتمعي، وإعادة الاعتبار للدور الوطني العام، وربط قضايا التحرر الوطني بقضايا التحرر الاجتماعي، وضرورة إجراء مراجعة نقدية شاملة لدى كافة الأحزاب السياسية، بما فيها مواقفها من تعزيز مشاركة النساء في جميع مجالات الحياة، وإعادة النظر في البرامج الاجتماعية داخل الأحزاب، وأهمية استمرار فتح حوارات ولقاءات مع الأحزاب السياسية، بهدف تطوير آليات النهوض بواقع النساء، والتركيز والاهتمام بالفئات الشبابية؛ من أجل خلق قيادات شابة، وتجديد الدماء داخل الأحزاب السياسية، وتوعيتهم بالقضايا الوطنية والمجتمعية.
وشارك في اللقاء، أكثر من 120 شابا وشابة، وعدد من المؤسسات والقيادات النسوية والمجتمعية، وعضوات مجالس الظل في قطاع غزة، وممثلات عن الوفد النسوي القادم من الضفة الغربية الى غزة وقيادات حزبية وسياسية، وذلك بهدف الضغط على الأحزاب والقوى السياسية، من أجل المضي قدما في دعم قضايا النساء استنادا إلى رؤية وطنية وحقوقية وتنموية جامعة.
ويأتي هذا اللقاء، ضمن جهود جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، المتواصلة لمناهضة التمييز ضد النساء، وزيادة نسبة تمثيلهن في الهيئات القيادية، وتوسيع وتعميق دورهن في المشاركة السياسية،وفي كل مستويات القرار في النظام السياسي على قاعدة أن حقوق النساء هي حقوق إنسان،غير قالبة للتجزئة.
وأدار اللقاء ياسين أبو عودة منسق مشروع مجالس الظل والانتخابات في قطاع غزة، الذي تشرف عليه جمعية المرأة العاملة، حيث رحب بالمشاركين والمشاركات وبالوفد الفصائلي والمؤسساتي القادم من الضفة الغربية.
وتحدث أبو عودة عن أهمية مشاركة المرأة في صنع القرار، متطرقا الى الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا، نتيجة انسداد الأفق السياسي، وتصاعد إجراءات الاحتلال، وآثار العدوان والحرب الاسرائيلية على غزة، واستمرار الانقسام، والآثار السلبية التي يتركها على المواطنين الفلسطينيين بشكل عام وعلى النساء بشكل خاص.
من جهتها تحدثت آمال حمد مسؤولة الاتحاد العام للمرأة في المحافظات الجنوبية،وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح،عن مشاركة النساء في العملية الانتخابية، وعن الطعون التي قُدمت لإسقاط بعض القوائم الانتخابية، مضيفة أن الجميع بانتظار قرار محكمة العدل العليا لتحديد موعد لإجراء الانتخابات المحلية أو الغائها، حيث ستلتزم حركة فتح بأي قرار يصدر عن المحكمة، وأضافت حمد، أن الانتخابات استحقاق وطني وديمقراطي غاب عن غزة منذ ما يقارب 10 سنوات.
وأكدت أن الانتخابات المحلية هي الاساس في انهاء الانقسام، والذهاب نحو اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وأضافت أن القانون يشكل حالة الالتزام للفصائل لإشراك المرأة، داعية الى المطالبة بزيادة نسبة "الكوتا" النسوية.
وأشارت حمد،الى أن النساء هن من يدفعن ثمن الانقسام، والحصار الاسرائيلي، واستمرار المعاناة اليومية.
واستعرضت الأستاذة ريما نزال عضوة المجلس الوطني الفلسطيني، نسبة مشاركة النساء المرشحات لانتخابات الهيئات المحلية في الضفة الغربية وغزة، حيث تحدثت عن وجود 860 قائمة رشحت في الضفة وغزة منهن 182 قائمة نجحت بالتزكية، وأضافت نزال أن نسبة تمثيل النساء في القوائم بلغت 26%.
وأعربت نزال عن استيائها من تمثيل اغلب الفصائل للنساء بالرقم الخامس في قوائمها، منهن 54 قائمة في قطاع غزة، وتحدثت عن ان الانتخابات المحلية لها طبيعة وطنية خاصة، ويجب ان تكون مدخلا لإنهاء الانقسام.
من جانبها تحدثت الدكتورة مريم أبو دقة رئيسة مجلس ادارة جمعية الدراسات النسوية وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن هذا اللقاء وأهميته للمطالبة بإجراء الانتخابات المحلية، وأهمية مشاركة المرأة في صنع القرار، وتعزيز دورها ومكانتها.
وأكدت أبو دقة أن المرأة الفلسطينية ناضلت ونجحت في جميع الميادين المحلية والعالمية، مشيرة الى أن النساء والشباب هم الفئة الأكثر تضررا من تواصل الانقسام.
وأعربت أ. سوسن صالح من حزب "فدا"، عن سعادتها لوجودها في غزة،وأكدت وجود فجوة في قانون الانتخابات بخصوص مشاركة النساء، ووضعهن وترتيبهن في القوائم الانتخابية،اضافة الى الفجوات في تطبيق القانون داخل الأحزاب والائتلافات، داعية الى أهمية إجراء الانتخابات المحلية للتأسيس والتحضير لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية شاملة.
من جانبها تحدثت أ. فايزة أبو الهيجا من جبهة التحرير الفلسطينية في رام الله، عن الانتخابات المحلية كاستحقاق ديمقراطي،مشيرة الى وجود تراجع كبير في الأحزاب الوطنية وتحديدا في القوائم الانتخابية لصالح العشائرية والقبلية،وطالبت جميع الفصائل والأحزاب بوقفة جادة لإنهاء الانقسام.
وطالبت سحر القواسمي من مؤسسة أدوار في الخليل، بضرورة وجود حراك فلسطيني فاعل لإنهاء الانقسام والتوحد لمواجهة الاحتلال، وأضافت القواسمي، أن الانتخابات استحقاق وطني لتوحيد أبناء شعبنا.
وأكدت على أهمية دور الأحزاب في دعم قضايا النساء، وتعزيز مشاركتهن في الحياة السياسية، معربة عن سعادتها لزيارة غزة للمرة الاولى.
بدورها، تحدثت آمال خريشة المديرة العامة لجمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، عن أهمية مشاركة المرأة السياسية، وأهمية تمثيلها تمثيلا يوازي نضالاتها وتضحياتها، داعية الى توقف محاولات اقصاء النساء عن المشاركة السياسية الفاعلة لأسباب مجتمعية وحزبية.
وأكدت خريشة، أنها ترفض إجراء الانتخابات المحلية في الضفة دون غزة، لان ذلك يساهم في تعزيز وتعميق الانقسام وتقسيم الوطن.
وأضافت المديرة العامة لجمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، أن وثيقة الاستقلال كفلت تمثيل النساء بنسبة 30%، ولم يتم العمل بها،مطالبة بالتمثيل الحقيقي لنسبة النساء 50%، حيث وقعت الأحزاب السياسية على وثيقة الشرف برفع نسبة تمثيل المرأة بما لا يقل عن 30% كحد أدنى، ولم تلتزم بالتطبيق العملي.
ودعت خريشة، الى ضرورة استنهاض طاقات أبناء شعبنا رجالا ونساء لمواجهة التحديات السياسية الوطنية والاجتماعية، مطالبة في الوقت ذاته الى تشكيل شبكة حماية ودعم للنساء المرشحات بعد الاعتداءات التي حصلت في بعض المناطق من تهديد وقمع للنساء المرشحات .
وشكرت خريشة، المشاركات والمشاركين في اللقاء، مطالبة بتعزيز "حراك وطنيون لإنهاء الانقسام".
وفي ختام اللقاء، تم فتح باب النقاش والحوار مع المشاركات والمشاركين، حيث أكد الحضور على أهمية النزول الى الشارع للمطالبة بإجراء الانتخابات.
وتحدثت مرشحات للانتخابات المحلية عن الصراعات والمساومات التي سبقت تسجيلهن في القوائم الانتخابية، وذلك لوضعهن في القوائم ضمن الأرقام السادسة والسابعة ، ورفضهن لهذه الخطوة لانتهاكها لحقوق ومشاركة النساء بشكل فاعل.
وأوصى المشاركين/ات بضرورة اختيار المرشحين/ات على أساس الشخص المناسب في المكان المناسب، والابتعاد عن الحزبية والعشائرية.
وأكد منسق مشروع الظل والانتخابات في نهاية اللقاء،على أهمية مشاركة النساء في صنع القرار، والدور التاريخي والنضالي الذي لعبته النساء الفلسطينيات، باعتبار أنهن شريك أساسي في صنع القرار، مشددا على ضرورة تفعيل هذا الدور في جميع الأطر والأحزاب السياسية.
يشار الى أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة مشروع مجالس الظل والانتخابات في قطاع غزة، بدعم من "CIS" المنظمة النسوية العالمية في حزب الوسط السويدي.