ولا يزال الصحفيين الفلسطينيين يعانون الأمرين نتيجة الإنتهاكات الإسرائيلية المختلفة التي تمارس بحقهم بالإضافة إلى تداعيات الإنقسام التي ألقت بظلالها عليهم منذ عشر سنوات ويطالبون بضرورة حمايتهم.
وأشار المشاركون في المظاهرة الى وجود أكثر من 22 صحفيا في سجون الإحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى استشهاد أكثر من 40 آخرين نتيجة الحروب التي شنت على القطاع، وممارسات الأجهزة الأمنية التي على الصحفيين في الضفة وقطاع غزة.
ووجه عماد الافرنجي رئيس المنتدى في كلمة أمام مقر الأمم المتحدة غرب غزة نداء عاجلا إلى اتحاد الصحفيين العرب بضرورة دعم الصحفي الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع الجرائم من قبل الإحتلال الإسرائيلي.
وقال الافرنجي إنهم يتطلعون الى موقف أفضل من قبل اتحاد الصحفيين العرب تجاه الصحفيين، ولا يريدون أن تكون القضية الفلسطينية في آخر نشرات الأخبار.
ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين ولجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك إلى ملاحقة مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين، والتوجه الى محكمة الجنايات الدولية لتقديم مرتكبي الجرائم للمحكمة.
وذكّر الإفرنجي الأجهزة الأمنية في قطاع غزة والضفة بدور عمل الصحفي وأهميته وقال :" الصحفي ليس عدوا لأحد"، وأدان ملاحقة ومحاكمة أي صحفي في أي مكان، مؤكدا على ضرورة الإحتكام للقانون رغم التحفظات عليه.
وأشار الصحفي صالح المصري منسق لجنة دعم الصحفيين إلى تواصل الإعتداءات الإسرائيلية بحق الصحفيين والمصورين الفلسطينيين وكافة وسائل الإعلام المختلفة، خاصة منذ اندلاع انتفاضة القدس والتي قاربت على مرور عام على انطلاقها.
وقال المصري لمراسل معا، إن هناك أكثر من 489 انتهاكا إسرائيليا بحق الصحفيين منذ انتفاضة القدس تشرين أول 2015 حتى شهر آب 2016 الحالي، شمل 174 انتهاكا في الأشهر الثلاثة الأخيرة منذ عام 2015، و315 انتهاكا منذ بداية العام الحالي 2016.
وتتمثل الإنتهاكات الإسرائيلية بحسب الصحفي المصري بالإعتقال والإحتجاز وتمديد الإعتقال والاعتداء المباشر بغرض إيقاع أكبر ضرر بهم كإطلاق الرصاص الحي والمعدني والضرب والإعتقال، إضافة لعشرات الإنتهاكات جراء الإستهداف بالغاز والقنابل الصوتية ومنع الطواقم من العمل والتغطية الإخبارية بحقهم وغيرها.
وحول انتهاكات الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أكد الصحفي المصري استمرار الإنتهاكات بحق الصحفيين في قطاع غزة والضفة.
وسجلت لجنة دعم الصحفيين 79 حالة اعتقال واحتجاز خلال انتفاضة القدس، و32 حالة تمديد اعتقال للصحفيين المعتقلين في سجون الإحتلال من بينهم صحفيين معتقلين كان لهم التمديد عدة مرات.
كما ذكرت اللجنة أنه منذ بداية شهر تشرين أول 2015 وحتى آب 2016، تعرض 130 صحفيا من بينهم 16 صحافية وإعلامية للإعتداء والإصابة تنوعت ما بين الإعتداء المباشر بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، والضرب بالهراوات، إضافة إلى الإصابة بحالات اختناق وتسمم جراء إلقاء الغاز السام وغاز الفلفل على الصحفيين خلال تأديتهم واجبهم المهني.
وبينت اللجنة أن قوات الإحتلال أغلقت 4 إذاعات فلسطينية منذ بداية انتفاضة القدس، بهدف قمع حرية التعبير ومحاولة لإسكات الصوت الفلسطيني المعارض للإحتلال، كان آخرها في شهر آب 2016، التي تمثلت بإغلاق محطة "السنابل" إضافة إلى إغلاق إذاعات "منبر الحرية، ودريم، وإذاعة الخليل" ومصادرة وتدمير معظم محتوياتها.
وطالبت اللجنة بتجسيد تضامن عالمي حقيقي مع الصحفي الفلسطيني، من خلال أشكال مختلفة لوقف الإعتداءات عليه حتى يستطيع القيام بعمله بحرية وأمان.
ودعت وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لدعم الصحفي الفلسطيني، وتسليط الضوء على الصحفيين المعتقلين في سجون الإحتلال، في الوقت الذي يقبع 26 صحفيا في السجون الإسرائيلية.
وتحدث وائل المناعمة المحاضر في قسم الإعلام بالجامعة الإسلامية في غزة، عن ما تقوم به إدارة الفيسبوك بالتنسيق مع الإحتلال الإسرائيلي وإغلاق العديد من حسابات الفيسبوك للنشطاء الفلسطينيين.
ودعا المناعمة خلال كلمة له أمام مقر الأمم المتحدة الى إعادة الروح والحياة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين أسوة بباقي النقابات، وقال" لا نريد نقابة ضعيفة لان عدونا لا يميز ولا يفرق بيننا".
ودعا إلى فتح باب الإنتساب الى نقابة الصحفيين في قطاع غزة والضفة والقدس، يليها الدعوة إلى إجراء الإنتخابات، لانتخاب من يمثلهم.
من ناحيتها، تحدثت الصحفية اسراء البحيصي في كلمة الصحفيات عن تجربتها خلال العمل في الحروب التي شنت على القطاع غزة.
وطالبت المؤسسات الدولية التي تعنى بحقوق الصحفيين بضرورة التحرك للضغط على الإحتلال لوقف عدوانه تجاه الصحفيين الفلسطينيين، ودعت إلى توفير الحماية الدولية إلى الصحفيين الفلسطينيين
وثمنت الجهود التي يقوم بها الصحفيون ووسائل الإعلام عامة في مواكبة الأحداث ونقل حقيقة ما يجري على الأرض، داعية كافة الزملاء لبذل المزيد من الجهود لإظهار جرائم المحتل.
تقرير: أيمن أبو شنب