شاهر سعد يشارك في مؤتمر وزراء العمل لدول حوض البحر الأبيض المتوسط
نشر بتاريخ: 27/09/2016 ( آخر تحديث: 27/09/2016 الساعة: 18:24 )
عمان- معا- شارك "شاهر سعد" أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، في أعمال المؤتمر الوزاري من أجل المتوسط، الذي عقد في الجانب الأردني للبحر الميت، حيث القى أمام الحضور كلمة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، وجاء فيها:
"تحيط بنا الأحداث والمشاكل من كل جانب، وجميعها تتسم بالعنف المستشري في المنطقة العربية، ونسمع يومياً عن خطط وابتكارات خلاقة للتغلب على العنف، صادرة عن كل محفل ومنتدى، ونكاد لا نسمع أي حديث عن مسببات وبواعث هذا العنف، الذي يهدد مستقبل شبابنا وشاباتنا، ويهدد مستقبل منطقتنا العربية بالكامل، وقلة من أصحاب تلك الخطط من أشاروا إلى (البطالة والفقر) كبواعث رئيسة لتلك المشكلات".
وتابع (سعد) حديثه قائلا: "أكد الإحصائيات الوطنية والدولية، بأن هناك 40 مليون عربي يعانون من نقص التغذية أي ما يعادل 13% من سكان هذه المنطقة تقريباً, وهناك مائة مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر، و 45% من الشباب لم يحظو بأي فرصة عمل، وهم جزء من شباب هذه المعمورة التي يشكل الشباب نصف قاطنيها؛ ممن هم دون سن الــثلاثين، غالبيتهم العظمى في الدول النامية بما فيها دول الوطن العربي كافة، وهناك ثلاثة وسبعين مليون شاب عاطل عن العمل، وأكثر من أربعة عشر مليون شاب نازح أو لاجئ أو مشرد"
وأضاف (سعد) "هذه حقائق تستدعي أيها السادة التدخل الجاد لإصلاح السياسات المتسببة بهذه المآسي وفي مقدمتها إعادة تصميم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما فيها سياسات التشغيل، وانتهاج سياسة رشيدة لتوزيع الثروات ومحاربة الفساد، لإيقاف دوامة العنف الذي بدأ يستقطب كل أشكال العنف في العالم، هذا العالم الذي يواجه تحديات وجودية لم يواجه مثلها من قبل، وفي مقدمتها تحدي الأمن والسلام الدوليين الذي يقوضه الإرهاب المتعاظم في مختلف قارات العالم، ويستهدف الإنسانية جمعاء".
وتابع (سعد) حديثه أمام الحضور بتأكيده على أن الاضطراب وعدم الاستقرار وتبعاته يعصف بغالبية دول المنطقة إلا أن أشده يحدث في فلسطين التي تشهد أخطر أنواع الركود الاقتصادي والاضطراب الاجتماعي الناتج عن استفحال ظاهرتي البطالة والفقر، وهي الظاهر التي أشار إلى وجودها بوضوح شديد تقرير مدير منظمة العمل الدولية السيد "جي رايدر" بإشارته الصريحة إلى "وجود ركودٍ اقتصادي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ إن نمو الناتج المحلي الإجمالي لم يلبِّ التوقعات؛ وكان ضعيفاً بشكلٍ خاص في الضفة الغربية، ولم يفضِ ذلك إلا إلى تحسنٍ طفيف في إجمالي معدل البطالة الذي انخفض من 27% عام 2014م إلى 25.9 في المائة عام 2015م"، ليعاود الارتفاع في عام 2016م ويصل إلى 34% في الضفة الغربية و 45% في قطاع غزة وهو الأعلى على مستوى العالم، وهما الناتجتين عن توحش سياسة الإغلاقات العسكرية المحكمة؛ وتقييد حرية عبور الفلسطينيين من وإلى إسرائيل طلباً للعمل، إذ تسببت هذه السياسات بتخفيض عدد العمال الفلسطينيين في إسرائيل خلال السنوات الخمس الماضية من 110.000 عامل وعاملة، إلى (50.000) عامل وعاملة نظاميين".
واستكمل (سعد) حديثه قائلاً: "الأمر الذي عمق من استفحال وتعمق ظاهرة الفقر، لتشمل 20% من سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعد هذه الظاهرة من المعضلات الكبرى التي لم تتمكن السلطة الفلسطينية من التغلب عليها منذ تأسيسها لغاية الآن، وقد دعونا وما زلنا ونجدد دعوتنا تلك على مسامعكم في هذا اليوم، بأنه لا بد من دعم الأصدقاء الدوليين والعرب للسلطة الوطنية الفلسطينية لتتمكن من معالجة ظاهرتي (البطالة والفقر) بشكل جذري واستراتيجي، وليس من خلال زيادة حجم المدفوعات الحكومية للشرائح المجتمعية، بل من خلال خطط إستراتيجية ثاقبة محورها الاهتمام بقطاعات التنمية الاقتصادية، والبدء بتشييد مشروعات البنية التحتية، وتقديم قروض ميسرة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ودعم القطاع الزراعي وزيادة الاهتمام بالبحث العلمي وتحسين مستويات التعليم والصحة".
وتابع (سعد) حديثه بالقول "إن معيقيات الاحتلال وخطوط إعاقته وتعطيله التي يرسمها حول المدن الفلسطينية، ويمنع بها أي إمكانية لنهضتها وتطورها، لا تقتصر على ما تم سرده من معطيات، فهناك المزيد والمزيد، ومنها مصادرة الأراضي، وبناء المستعمرات جدار الفصل العنصري، والحواجز العسكرية الإسرائيلية، وملاحقة العمال واعتقالهم وقتلهم".
واختتم (سعد) حديثه للمؤتمرين، بدعوته لهم وللدول التي يمثلونها للمساهمة في مساعي تمكين شعبنا المقاوم وفي مقدمته عماله، بدعم حقيقي ومستدام، عبر دعم وتمكين صندوق التشغيل الفلسطيني، لأنه يلامس تطلعات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، في تثبيت قواعد ومنطلقات العمل اللائق كعادات متبعة وقوانين فعلية ناظمة لعلاقة أرباب العمل الوطنيين بالعمال والعاملات، لنرى تأثيرة الفعال والدائم في تطوير العمل داخل المؤسسات العامة والخاصة، وتطوير التعاون وتعزيزه بين أطراف الانتاج الرئيسة، وصولاً إلى شراكة فعالة ومستدامة قوامها الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية في فلسطين، وسيسهم وجود هذا الصندوق في إثراء الخيال اللازم لابتكار وإطلاق مشاريع صغير ومتوسطة من شأنها الاسهام في تخفيض مستويات البطالة الفقر، وتوفير فرص عمل للخريجين من الشباب والشابات، وسيسهم في دعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني وتمكينه من الاستدامة والاستقرار.
وعلى هامش المؤتمر التقى (سعد) مجموعة من رؤساء الوفود العربية والأجنبية الصديقة لشعبنا، وفي مقدمتهم وزراء عمل الدول المشاركة في المؤتمر، ورئيس الاتحاد العربي للنقابات ((ATUC "مصطفى تليلي" وأمين عام الاتحاد العربي للنقابات، و "الموليد المخاريق" أمين عام اتحاد المغربي للشغل، و "مازن المعايطه" رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن، ووفد نقابي من دول الاتحاد الأوروبي.