نشر بتاريخ: 28/09/2016 ( آخر تحديث: 28/09/2016 الساعة: 15:37 )
بيت لحم- معا- سارع العديد من زعماء العالم إلى إرسال برقيات تعزية بوفاة شمعون بيرس الذي شغل العديد من المناصب المهمة في اسرائيل آخرها رئيسها، وسيشارك العديد منهم في جنازته بعد غد على رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وسوف تعقد الحكومة الاسرائيلية عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الاربعاء جلسة حداد يعلن فيها رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو رسالة خاصة بهذه المناسبة، بعد ذلك تعقد اللجنة الوزارية لشؤون المراسيم والرموز برئاسة الوزيرة ميري ريجف اجتماعا خاصا، وستقام جنازته يوم الجمعة الساعة 11 صباحا في القسم الخاص "بزعماء اسرائيل" في مقبرة جبل هيرتسل بمدينة القدس، وسيتم وضع تابوت بيرس في ساحة الكنيست غدا لوداعه من قبل الجمهور الاسرائيلي.
وأكدت الخارجية الاسرائيلية أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما سوف يصل اسرائيل الجمعة للمشاركة في جنازة بيرس، كذلك سوف يشارك في الجنازة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وزوجته مرشحة الرئاسة هيلاري كلينتون، كذلك رئيس وزراء كندا ورئيس وزراء استراليا والأمير تشارلز وملكة هولندا ورئيس توجو، وقد يعلن العديد من زعماء العالم في وقت لاحق مشاركتهم في جنازة بيرس وفقا للتقديرات الاسرائيلية.
من ناحيته أصدر الفاتيكان بيانا أعلن فيه عدم مشاركة البابا في مراسم دفن شمعون بيرس، وذلك خلافا لما كانت أعلنته وزارة الخارجية الاسرائيلية عن مشاركة البابا في مراسم الدفن.
يشار إلى أن شمعون بيرس من مواليد عام 1923 في مدينة فشينيا بروسيا البيضاء وهاجر مع عائلته الى فلسطين عام 1934، تلقى تعليمه في مدارس تل أبيب ومن ثم اكمل دراسته في جامعة هارفرد الأمريكية، وشغل بين عام 1941 و 1945 الناطق باسم ما يسمى حركة "الشباب العامل" وخلالها تعرف على بن غوريون، وفي عام 1947 تجند في صفوف منظمة "الهاغاناة" وتسلم مهمة ادارة شؤون التجنيد وشراء الأسلحة، وفي عام 1948 تسلم رئيس الخدمة لسلاح البحرية في وزارة الجيش، وفي عام 1950 اسندت له رئاسة وفد وزارة الجيش في الولايات المتحدة وعاد الى اسرائيل عام 1952، وتسلم مهمة نائب مدير عام وزارة الجيش وبعد مرور سنة أصبح شمعون بيرس مدير عام الوزارة، وفي عام 1959 تم انتخابه لأول مرة في الكنيست الاسرائيلي.
وكان من ابرز انجازاته قبل دخول الكنيست الاسرائيلي تأسيس الصناعات العسكرية الجوية وبناء المفاعل النووي في ديمونا وتوثيق العلاقات العسكرية مع العديد من الدول، وتنفيذ العديد من صفقات الأسلحة المهمة لاسرائيل خاصة صفقة الطائرات الفرنسية، وفي اول منصب سياسي له بعد انتخابه الأول في الكنيست تسلم منصب نائب وزير الجيش الاسرائيلي، وكان من النشطاء البارزين لحزب "مباي" ومن المقربين لرئيس وزراء اسرائيل دافيد بن غوريون، وفي عام 1965 انفصل عن حزب "مباي" وانضم للحزب الجديد "رافي" الذي شكله دافيد بن غوريون.
وفي عام 1967 انفصل عن بن غوريون وكان من ابرز المساهمين في توحيد حزب "مباي" مع حزب "رافي" والذي اطلق عليه اسم حزب "العمل"، وتسلم العديد من الوزارات من ضمنها الاستيعاب وكذلك وزارة الجيش عام 1974، وفي نفس العام بعد ان استقالت غولدا مئير من رئاسة الحزب والحكومة تنافس على زعامة الحزب مع اسحق رابين، ولكنه خسر بشكل كبير في الانتخابات الداخلية لصالح رابين، وفي عام 1977 نتيجة للفضيحة المالية التي اطاحت برئيس وزراء اسرائيل رابين تسلم بيرس رئاسة الحكومة حتى الانتخابات التي خسرها الحزب لصالح "الليكود" برئاسة مناحيم بيغن.
وبقي شمعون بيرس رئيسا لحزب "العمل" منذ عام 1977 حتى عام 1992 عندما عاد رابين لهزيمته في الانتخابات الداخلية، وقد تسلم بيرس العديد من الوزارات في العهد الحديث ما بعد سنوات التسعين، من ضمنها الخارجية والمالية وكذلك رئاسة الوزراء، وكان من مهندسي اتفاقية أوسلو الذي وقع مع منظمة التحرير الفلسطينية وعلى أثره قامت السلطة الفلسطينية، ويعتبر في اسرائيل مع رابين بأنهما صانعي اتفاقية اوسلو ومشروع السلام مع الفلسطينيين، وانتهى به المطاف السياسي في رئاسة اسرائيل .