الإعلام الرياضي ،،،،،،، والوصاية الشرعية بقلم / فتحي براهم
نشر بتاريخ: 03/12/2007 ( آخر تحديث: 03/12/2007 الساعة: 13:08 )
بيت لحم - معا - يجهل مدعي الكتابة الصحفية كثيرا من الأسس والقواعد الأخلاقية لمهنة المتاعب ، على اعتبار أن بعضا منهم قد وجد ضالته في الكتابة والتي يكون الطابع الغالب عليها ذاتيا ولايستند للمسؤولية الأخلاقية التي تتطلبها نزاهة النقد بل يكتفي مثل هؤلاء بالادعاء بأنهم إعلاميين وكتاب ، ومن اجل التوضيح ليس إلا فان قواعد وأسس الكتابة الصحفية رياضية آم اجتماعية آم اقتصادية أو سياسية هي ذات الأسس ، لكن التميز في الأسلوب وصياغة الأفكار وسلاسة تناول القضايا والمشكلات العامة تحدد طريقة صحفي دون أخر في الكتابة ، وحتى يستطيع الناقد الكاتب والمحلل اللماح المدجج بالوعي والثقافة العامة أن يوصل رسالته إلى القاريْ علية أن يدرك بان لغة الإبداع في الكتابة هي لغة واحدة ، ومغلفة بالتعبير من خلالها عن رأي السواد الأعظم من الرأي العام الرياضي ورغباته ، لا أن تسخر المقالة للهجوم الشخصي اولتجريح الآخرين أو للتقليل من قيمتهم الاجتماعية والإنسانية ، حينها تصبح الرسالة الإعلامية اوالمقالة وسيلة مجردة من الأخلاق والاحترام ، بل وطريقة لاقيمة لها للوصول لمأرب شخصية أو لحسم صراع شخصي لا أكثر باسم حرية النقد والتعبير
لكن أكثر ما لفت انتباهي في الفترة الأخيرة تلك المحاولات التي يقوم بها نفر معدود بل ومحسوب على الإعلام الرياضي للتدخل فيما يكتبه بعض الكتاب والاعلامين لدرجة فرض أراء معينة أو توجههم إلى قضية عامة وفق روؤيا هؤلاء أو تعبر عن مواقفهم منها،وهذا بالطبع عمل منافي لأبسط أسس حرية الكتابة الصحفية الحيادية والتي يمكن القول بأنها وسيلة من وسائل توجيه الإعلام أو ما يعرف ( با لإعلام الموجهة) وهو إعلام يسود في الدول المتخلفة أو التي تحكمها حكومات ديكتاتورية لا تحترم حق النقد ولا تجيز حرية التعبير ، لكن فلسطين التي تربى أبنائها على التمرد ورفض الهيمنة ولي الأذرع أو كم الافواة ، لا يقبل صحفيوها بالوصاية الشرعية من الآخرين ، على اعتبار أن سعيهم الدوؤب من اجل الاستقلال والحرية يتضمن حقوقهم المدنية وفي مقدمتها حرية النقد المسؤول وحق التعبير عن الرأي بأسلوب متزن وملتزم أخلاقيا ووطنيا
لذلك فان محاولات البعض سواء كانوا زملاء اعلامين أو دخلاء على مهنة الصحافة أو من مدعي الكتابة النقدية أن يكفوا عن مراجعة أي شخص إعلامي كان مراسل أم ناقد أو كاتب وان يحترموا أرائهم حتى لو تعارضت مع رغبات ورؤية الحريصين منهم على مسيرة ومستقبل الحركة الرياضية الفلسطينية، وان لا يسمحوا لأنفسهم بمصادرة حقوقهم على قاعدة من ليس معنا ضدنا ، هذا المنهج الخاطيْ يمثل الطامة الكبرى لحرية الإعلام الرياضي .
وحتى لانفعل ما فعلة احد الكتاب الزنوج ذات يوم حين حمل الورق والحبر بيد وامسك بالكفن ووقف عند حافة احد القبور وقال ألا يصلح هذا التابوت لان يكون مكتبا ، ومن اجل أن لا يحدث ذلك على من سمحوا لأنفسهم بذلك إن يكفوا عن الاعتقاد بان حرية التعبير والنقد لا تتحقق إلا من تحت آباطهم ، وعليهم أن يتذكروا جيدا ما قاله المفكر فولتير ذات مرة أنة لا يضرني كثيرا إذا ما كان التاج على راسي ما دام القلم بيدي .