الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إيهاب بسيسو يفتتح معرض عمان الدولي للكتاب

نشر بتاريخ: 28/09/2016 ( آخر تحديث: 29/09/2016 الساعة: 11:14 )
إيهاب بسيسو يفتتح معرض عمان الدولي للكتاب

عمان - موفد معا - انطلقت مساء اليوم، في العاصمة الأردنية، فعاليات معرض عمّان الدةلي للكتاب في دورته السادسة عشرة، تحت شعار "كلنا نقرأ"، والتي شهدت مشاركة متميزة لدولة فلسطين كضيف شرف للمعرض ممثلة بوزارة الثقافة، وهو المعرض الذي ينتظم حتى الثامن من تشرين الأول المقبل، تحت رعاية الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع أمانة عمّان الكبرى، وتحت مظلة وزارة الثقافة الأردنية.
وقال وزير الثقافة إيهاب بسيسو، في كلمته بحفل الافتتاح: جئنا من فلسطين، ونحن نحمل في صدورنا الكثير الكثير من الحكايات والإرادة والأمل والألم .. جئنا إليكم بكل ما لهذه البلاد فينا من صور وشخصيات وآفاق تحملها إبداعات الفلسطيني أينما وجد .. جئنا اليوم، وفي افتتاح معرض عمّان الدولي للكتاب ونحن نحمل ذكرتان أليمتان: الذكرى الثالثة عشرة لرحيل المفكر الكبير إدوارد سعيد، والذكرى التاسعة لرحيل القائد الكبير حيدر عبد الشافي، هؤلاء وغيرهم من القامات الفلسطينية الكبيرة يشكلون بالنسبة لنا مصدر إلهام وإرادة لهذا الشعب الذي يتوق إلى الحرية، مستشهداً بأبيات للراحل الكبير محمود درويش في رثاء إدوارد سعيد، منها "إذا كان ماضيك تجربة فاجعل الغد معنى ورؤية .. لنذهب إلى غدنا واثقين بصوت الخيال ومعجزة العشب".


وأضاف بسيسو: سنذهب إلى غدنا واثقين بقدرة الإبداع الفلسطيني على صياغة ملامحنا الثقافية، وبحرصنا على الرواية والذاكرة، وبانفتاحنا على تعددنا فينا، وبقدرتنا على نحت الإرادة شمساً للإبداع الفلسطيني .. سنذهب إلى غدنا مسلحين بهذه الإرادة التي تواجه كل يوم غول السياسات الاستيطانية وبشاعة الجدار العنصري، ومفردات الاحتلال الذي يمارس عزل فلسطين عن عمقها العربي وعمقها الإنساني .. سنذهب إلى الغد واثقين بقدرتنا على الانتصار للرواية وللأرض، وللتاريخ والمستقبل.


وشدد وزير الثقافة على أن هذه المشاركة "تقدم صورة من إلارادة الفلسطينية المتلاحمة مع عمقها العربية"، موجهاً الشكر لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين على جهوده المتواصلة في دعم القضية الفلسطينية، ولدعمه حضور فلسطين الثقافي في هذه التظاهرة المميزة، والتي تستضيف فلسطين كضيف شرف في معرض عمان الدولي مدشنة برنامج ضيف الشرف فيه، كما وجه الشكر للحكومة الأردنية ووزارة الثقافة الأردنية واتحاد الناشرين الأردنيين وأمانة عمّان الكبرى، وكل الجهود التي أثمرت هذا الحضور المميز للمعرض، مؤكدا على عمق العلاقات الفلسطينية الأردنية ومتانتها، مهنئاً نبيه شقم على توليه حقيبة وزارة الثقافة الفلسطينية.


ولفت بسيسو إلى أن حضور فلسطين في المعرض "يحمل رسالة شعبنا الذي يواجه كل يوم التحديات ويقدم التضحيات .. بالأمس ودعت فلسطين الشهيد ياسر حمدونة الذي استشهد في سجون الاحتلال جراء الاهمال الطبي .. إنهم هؤلاء معجزة العشب كما قال محمود درويش .. هم معجزة الأرض ومعجزة الصوت الذي يحمل أصواتنا وملامحنا وإرادتنا نحن المستقبل".


وأضاف: أردنا أن يكون حضور فلسطين في معرض عمان الدولي للكتاب حاملاً لهذه الأصوات جميعاً، مرتكزاً على ثلاثة محاور هي: القدس والشباب والمنفى.. "القدس جوهرة الوجود الوطني، وعنواننا نحو الغد والمستقبل والدولة، مهد ميلاد إدوارد سعيد، وهي التي قدمت واصف جوهرية، وخليل السكاكيني، وسلفادور عرنيطة، وعبد القادر الحسيني، وغيرهم الكثير من أعلام فلسطين الكبار ممن ساهموا في صياغة المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي".


وتابع وزير الثقافة: الشباب سفراء التجدد والتجديد في الإبداع الفلسطيني، هؤلاء الذين يحملون اسم فلسطين جيلاً بعد جيل في الرواية والشعر والسرد والفن التشكيلي والسينما والمسرح والموسيقى وغيرها من صنوف الثقافة والفنون .. هؤلاء الذين يواجهون شتى صنوف التحديات بصلابة نادرة، وبقوة الذاكرة لحماية الهوية الوطنية من التفتت الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي بسياساته أن يكرسه، لكن الشباب بهوياتهم الإبداعية هم من يتصدون لها.


وختم بسيسو كلمته بالتشديد: إننا لم نخترع النكبة كي نؤرخ لشعبنا، لكن النكبة هي التي أفرزت هذا الوجود الفلسطيني في الدول المختلفة، ولهذا فإن الثقافة الفلسطينية ليست حكراً على جغرافيا محددة، بل تمتد خارج الحدود السياسية لتحتضن الإبداع الفلسطيني أينما وجد، فلكل مبدع ومبدعة فلسطينيين سواء أكانوا داخلها أم خارجها الحق في تمثيل الثقافة الفلسطينية، بما لديهم من ذاكرة، وأمل، وإرادة، وتطلع نحو الحرية والدولة".


ورافق وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو نظيره الأردني نبيه شقم وبرفقة رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين فتحي البس إلى جناح دولة فلسطين ضيف شرف المهرجان، حيث قدم له شرحاً وافياً عن تصميم الجناح ودلالاته، وإصدارات الوزارة والمؤسسات الفلسطينية الأخرى التي احتضنها الجناح (مركز الأبحاث الفلسطينية، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، والمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار)، وجمعية إنعاش الأسرة، ومؤسسة ياسر عرفات، ورواق، وبيت الطفل الفلسطيني، ومؤسسة عبد المحسن القطان، ومؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية)، قبل قيامه بتكريم الوزير الأردني نبيه شقم، ورئيس اتحاد الناشرين الأردنيين فتحي البس، وممثل أمانة عمّان الكبرى سامر خير.