الاردن يصنع التاريخ في كأس العالم للسيدات
نشر بتاريخ: 29/09/2016 ( آخر تحديث: 29/09/2016 الساعة: 21:46 )
عمان - معا - موقع الاتحاد الاسيوي : هناك ميل طبيعي لدى الناس للنظر إلى بطولات العالم للشباب باعتبارها نسخ مصغرة عن بطولات الكبار. لكن بطولة العالم للسيدات تحت 17 عاماً رسمت لنفسها هوية خاصة رغم عمرها القصير.
الولايات المتحدة وألمانيا، البلدان اللذان يهيمنان على كرة القدم النسائية وبطولاتها الرئيسية، تشهدان بأسى أن هذه البطولة تأبى أن تكون نسخة عن بطولات الكبار. وفي الواقع لم يتمكن أي من هذين البلدين الكبيرين أبداً من الفوز بكأس العالم للسيدات تحت 17 عاماً. لا بل أن الأمريكيات، مثلهم مثل البرازيليات، أخفقن حتى في التأهل للبطولة قبل عامين، بينما جاءت الألمانيات في ذيل مجموعتهم.
ومقابل ذلك، كان هناك دائماً نكهة آسيوية لهذه البطولة، حيث فازت بها كل من كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان. وكانت فرنسا البلد الوحيد غير الآسيوي على قائمة الفائزين. تذهب اليابانيات إلى بطولة 2016 في الأردن بوصفهن حاملات اللقب بعد أن حطمن كل الأرقام القياسية في طريقهن لنيل كأس البطولة التي جرت في كوستاريكا قبل عامين. ويبدو المنتخب الياباني الآن من بين المنتخبات الأكثر ترشيحاً للفوز ببطولة هذا العام.
مدرب اليابان ناوكي كوسونوز قال مؤخراً لموقع الاتحاد الدولي: هدفنا هو الفوز ببطولات متتالية. وكحاملات للقب، أعتقد أن علينا مسؤولية اللعب بأسلوب جيد. من الصعب التحدث عن لاعبات محددات، لكن عليكن متابعة دفاعنا الصامد وتكتيكاتنا العالية.
متحدون وقادمون جدد
الكبار الذين سبق ذكرهم توجهوا مع ذلك، إلى البطولة في الأردن، الولايات المتحدة وألمانيا كأبطال لقارتيهما، محاولتان كسر هذه السيطرة الأسيوية. أسبانيا، التي وصلت إلى المباراة النهائية قبل عامين تعود محاولة الفوز بها، بينما تفاخر الفنزويليات بطلات أمريكا الجنوبية بأنهن الفريق الأكثر خبرة في الأردن بوجود ثمانية عضوات مخضرمات بينهن لعبن للمنتخب في مشواره المفاجئ إلى قبل النهائي عام 2014. ويشمل هذا الثماني دينا كوستيلانوس، صاحبة أكثر الأهداف في النسخة السابقة وواحدة من عدة نجمات محتملات.
وإذا ما أضفت إلى هؤلاء الكبار دول مثل البرازيل وكندا وكوريا الشمالية ونيجيريا وانجلترا (العائدة لأول مرة منذ 2008) فستكون أمام مشهد لبطولة تنسجم مع التاريخ المفتوح وغير القابل للتكهن لبطولات كأس العالم للسيدات تحت 17 عاماً.
هناك أيضاً قادمان جديدان لهذه البطولة، هما الكاميرون والأردن. ويواجه الثاني مهمة صعبة لبلوغ الأدوار الإقصائية. إذ لم تتمكن أي من الدول الأربع التي استضافت النسخ السابقة من هذه البطولة من الفوز بهذا العرس الكروي، لا بل أن آخر دولتين مستضيفتين (أذربيجان وكوستاريكا) خسرتا مبارياتها الثلاث جميعها في مرحلة المجموعات.
مهمة كسر هذه الدائرة أحيلت الآن على المدرب الإنجليزي روبي جونسون، الذي، رغم التحديات، تحدث بإيجابية عن إمكانيات فريقه، حيث قال لموقع الاتحاد الدولي: منتخب الأردن للسيدات تحت 17 عاماً متحمس جداً، واللاعبات حريصات على التعلم. وعلى الفتيات اللواتي تم اختيارهن العمل معاً مع فريق الدعم الفني وبذل كل جهد ممكن ليظهرن في أفضل حالاتهن الجسدية والفنية. هذا سيضمن أننا سننافس المنتخبات الأخرى.
تركة دائمة
لكن بالنسبة للأردن فإن للبطولة، بطبيعة الحال، أهمية تفوق الأداء الذي سيقدمه فريق جونسون. وباعتبارها أول بطولة على المستوى النسائي ينظّمها الاتحاد الدولي في الشرق الأوسط، هناك أمل بأن يكون لها أهمية كبيرة في تطوير اللعبة في المنطقة ككل، حيث يهدف الأردن، الذي كان سباقاً في إطلاق برنامج كرة القدم النسائية عام 2005، إلى تشجيع الفتيات والنساء في الشرق الأوسط وخارجه على ممارسة هذه الرياضة.
وكما قالت جلالة الملكة الأردنية رانيا العبدالله: مشاهدة الشابات يمارسن الرياضة ويلعبن كرة القدم على وجه التحديد سيغير الكثير من نظرة المجتمع وفهمه للفتيات والشابات. إذا أرادت امرأة أردنية أن تلعب كرة قدم فإنني أقول لها افعلي ذلك لأنك ستكونين قدوة للمجتمع، تغيّر الأدوار التقليدية وتتحدى المفاهيم السلبية بشأن النساء. كرة القدم هي الوسيلة الأكثر صحة والهاماً لفعل كل ذلك.
إحداث تغيير اجتماعي قد يكون طموحاً كبيراً، لكن هذا هو أيضاً طموح الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة المحلية المنظمة التي ترأسها سمر نصار وتشكل النساء 75% من أعضائها. تقول نصار: سيشكل هذا العرس الكروي نقطة تحول في تاريخ كرة قدم السيدات في الأردن ويستقطب اهتماماً أكبر بهذه الرياضة. عندما تتواجد الفتيات على الملعب هنا فإنهن لا يلعبن كممثلات لأنفسهن أو لبلدانهن فقط وإنما كممثلات لجميع النساء في العالم. إنهن يلعبن لأجل تمكين المرأة ودفع المساواة بين الجنسين قدماً.
هناك إذن الكثير على المحك، داخل الملعب وخارجه، في بطولة الأردن 2016. وإذ تتنافس الفتيات للفوز باللقب من جهة ولتمكين النساء من جهة أخرى، فإن هذه بطولة تستحق الدعم.
المجموعات
المجموعة الأولى: الأردن، أسبانيا، المكسيك، نيوزيلندا
المجموعة الثانية: فنزويلا، المانيا، الكاميرون، كندا
المجموعة الثالثة: نيجيريا، البرازيل، إنجلترا، كوريا الشمالية
المجموعة الرابعة: الولايات المتحدة، بارغواي، غانا، اليابان
الملاعب
ستاد عمان الدولي، العاصمة عمّان
ستاد الملك عبدالله الثاني، العاصمة عمّان
ستاد الأمير الحسن، مدينة إربد
ستاد الأمير محمد، مدينة الزرقاء