نشر بتاريخ: 06/10/2016 ( آخر تحديث: 06/10/2016 الساعة: 15:49 )
رام الله- معا- رحبت وزارة الخارجية بالموقف الأمريكي الذي جاء على لسان الناطق باسم الخارجية الأمريكية، والذي أدان بشدة القرار الإسرائيلي الأخير ببناء 98 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "شيلو"، والذي أشار الى أن هذا الاستيطان يرسخ الإحتلال وواقع الدولة الواحدة.
كما رحبت الخارجية بالبيانات التي صدرت عن الخارجية البريطانية والإيطالية وغيرهما، في إدانة واضحة لهذه الخطوة الاستيطانية الجديدة، وهنا من الضرورة بمكان تذكير الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، والناطقين الآخرين، أن مثل هذه الادانات رغم شدتها اللغوية لم تمنع أو توقف اسرائيل عن الاستمرار في اعلاناتها لبناء وحدات استيطانية جديدة، متحدية هذه الادانات ومتمردة عليها.
ودعت الخارجية الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية أن يقرأ التصريحات والبيانات التي صدرت عن الخارجية الإسرائيلية وعن المسؤولين الإسرائيليين، والتي ترفض هذا التنديد الأمريكي بالاستيطان، معتمدة في رفضها على مواقف وتصويتات الإدارة الأمريكية، طيلة المراحل السابقة في مجلس الأمن ازاء موضوع الاستيطان، مضيفة على وجه الخصوص، استخدام أمريكا الفيتو ضد مشروع القرار الذي قدم الى مجلس الأمن بشأن الاستيطان في نوفمبر 2011، رغم تأييد غالبية أعضاء مجلس الأمن له، ودعم 145 دولة في الجمعية العامة للامم المتحدة لهذا المشروع.
وأضافت الخارجية أن المواقف الأمريكية التي تهدد باستخدام الفيتو ضد قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي، كانت ولفترة من الوقت هي المحفز المباشر الذي يشجع اسرائيل، ليس فقط على تحدي الارادة الدولية بالإعلان عن المزيد من المشاريع الاستيطانية الجديدة، وانما أوصلتها مؤخرا للتطاول على الموقف الأمريكي الذي وفر لها الحماية في مجلس الأمن طيلة السنوات الماضية.
وأوضحت الوزارة أن السؤال المطروح الآن هو: هل ستقدم الإدارة الأمريكية أمام هذا التمرد الإسرائيلي في موضوع الاستيطان، أن تصوت لصالح مشروع قرار جديد يتم العمل عليه في مجلس الأمن؟، آخذين بالاعتبار هذه اللغة الشديدة التي استعملت من قبل الخارجية الأمريكية في إدانة الاستيطان، خاصة عندما قالت الخارجية أن على الاسرائيليين أن يقرروا ويختاروا بين توسيع المستوطنات وحل الدولتين، أم أن الادارة الامريكية سوف تضطر كما هي الحالات السابقة، الى الانسجام مع تعهداتها للجانب الاسرائيلي في دعم حالة التمرد الاسرائيلية على قرارات الأمم المتحدة بالتصويت ضد مشروع القرار المقترح؟!!.
وأكدت الوزارة على أن اختبار مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية بات على المحك، وفي القريب العاجل، سوف يتبين إن كانت هذه التصريحات الشديدة اللهجة هي ذر للرماد في العيون بشأن الاستيطان، لنعود من جديد الى شكل التصويت الذي كان في الحالات السابقة، أو اضطرارات استباقية تعكس وصول الموقف الأمريكي الى القناعة بخطر الاستيطان وأهمية التصويت الايجابي، مضيفة أن ما ينطبق على الموقف الأمريكي ينطبق أيضا على مواقف دول أخرى، غالبا تحتمي بالموقف الأمريكي.
وبينت وزارة الخارجية أن ما يحتاجه الشعب الفلسطيني الآن هو موقف واضح وصريح في مواجهة هذه المنظومة الاستيطانية غير القانونية، التي تدمر حل الدولتين، وعلى هذه الدول في مجلس الأمن أن تقرر قريبا موقفها من الاستيطان وبشكل واضح.