عبد الرحمن أبو وطفه.. حكاية بطل خطف الذهب

غزة- معا - سها الحمراوي : عشق التحدي والإصرار , اختار النجاح طريقة للحياة ، لم يرضى بأقل من لقب أول فأصبح لاعب منتخب فلسطين الأول لذوي الاحتياجات الخاصة .

"عبد الرحمن أبو وطفة" ابن ألـ 24 ربيعاً لاعب نادي الجزيرة الرياضي، ترجع عائلته إلى أصول فلسطينية هاجرت قسرا من نعلية، ونشأ في أسرة ميسورة الحال مكونة من 5 أولاد و4 بنات .

عانى عبد الرحمن منذ ولادته من عيب خلقي في قدمه اليمنى لم يتمكن الأطباء من علاجها فتم بترها واستعاض عنها بطرف صناعي وهو بعمر 7 سنوات بمنحة من الصليب الأحمر

البداية

بدأ عبد الرحمن مشواره الرياضي منذ نعومة أظافره, حيث لم تسمح له الظروف بإكمال تعليمه ودفعه شغفه وحبه بالرياضة إلى الانضمام إلى نادي الجزيرة بعمر 17 عاما، حيث يقول أبو وطفه "بدأت أمارس لعب كرة القدم في الحي الذي أسكن فيه، وكنت متفوقا كحارس مرمى، شجعني جاري الأستاذ يوسف أبو سمعان مدرس التربية الرياضية للانضمام إلى رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة بعد مشاهدته لي في أحدى المباريات ومن هنا بدأ انضمامي لنادي الجزيرة منذ7 سنوات , تمردت على إعاقة جسدي وأعلنت التحدي من أجل الوصول إلى هدفي في تمثيل فلسطين في البطولات الفلسطينية .

البطولات الدولية :

ويضيف أبو وطفة " ولُدت الإعاقة في نفسي إصرار على أن أكون شخصية مثاليه في المجتمع متسلحا بقوة الإرادة والإصرار لتحقيق حلمي بأن أصبح بطل فلسطين لألعاب القوى".

ويتابع "كانت بدايتي على الصعيد المحلى بحصولي على المركز لأول في منتخب فلسطين لألعاب القوى, ومن ثم انتقلت إلى البطولات الدولية وحصلت على 13 ميدالية دولية منها ذهبية و5 فضيات و6 برونزيات في دفع الجولة والقرص في كل من اليابان والإمارات وتونس وقطر، وتلقيت مؤخرا دعوة رابطة الرياضية للمعاقين في الجزائر ضمن التبادل الرياضي بين البلدين, ولكن تعذر وصولي إلى هناك بسبب ظروف المعبر.

عوائق وصعوبات:

ورغم الانتصارات التي حققها التي ترجمها إلى جوائز دولية إلا إن هناك صعوبات وعوائق تعرقل وصوله لمستوى أفضل.

ويطالب أبو وطفه الجهات المعنية بضرورة الاهتمام برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير أماكن ملائمة لألعاب القوى وتوفير راتب منتظم للمعاقين الأبطال.

يذكر أن أبو وطفه يعمل في تغليف الهدايا والكتب في احد المكتبات في قطاع غزة لتوفير حاجاته الأساسية ومساعدة عائلته

التكريم

تم تكريم أبو وطفه من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ،و جبريل للرجوب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ,وعلى النزلى رئيس الاتحاد العاب القوى للمعاقين وعدد آخر من المسؤلين.

دعم الأسرة :

يعيد أبو وطفه الجزء الأكبر في نجاحه إلى مساندة وتعاون أسرته ويقول "لم يشعروني يوما بإعاقتي ولا باليأس والإحباط ولم ألاحظ نظرة يأس منهم"

وعن نظرة المجتمع يقول أبو وطفه تغيرت نظرة المجتمع لي من صحاب إعاقة إلى بطل فلسطيني في الرياضة, ويفخر المجتمع بوجود شباب من ذوى الإعاقة رياضيين مثابرين ويشجعهم ويأخذ بأيديهم نحو النجاح.

طموحه:

ويطح أبو وطفه للوصول إلى منصات التتويج في اولمبياد اليابان عام 2020 ممثلا فلسطين .

ويقول ابو وطفة لولا إعاقتي لما اكتشفت الإبداع الكامن بداخلي لم اشعر بالحرج من إعاقتي بل بالعكس تأقلمت معها وساعدتني في تخطى بعض العقبات.

كلمة شكر:

وتوجه أبو وطفة بالشكر لكل من ساعده ليصل إلى هذه المراحل وخص بالذكر يوسف أبو سمعان مدرس التربية الرياضة الذى دعمه للوصول إلى نادي الجزيرة، مازن سرحان ومدربه في بطولة اليابان ، وحسان عماوي مدرب الحديد.

ويوجه نصيحة لأقرانه أن الإعاقة ليست نهاية العالم , ولا حجر عثرة في طريق النجاح لذوى الإعاقة ، وبالعزيمة ولإرادة وحدها كافية لتحقيق أهدافه.