الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل يصمد "التربية الوطنية" أمام التهديد والترغيب؟

نشر بتاريخ: 08/10/2016 ( آخر تحديث: 09/10/2016 الساعة: 21:50 )
هل يصمد "التربية الوطنية" أمام التهديد والترغيب؟
القدس- معا- تحاول وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال، التدخل بالمنهاج الفلسطيني الذي يُدرس في المدارس المقدسية التابعة لها بشتى الطرق، من خلال الترغيب والإغراء عبر تقديم الأموال والحوافز لتلك المدارس التي تدخل المنهاج الى صفوفها تارة، ومن خلال التهديد بالعقوبات تارة أخرى، وكان آخرها محاولة حظر كتاب "التنشئة الوطنية والاجتماعية" للصف الثالث الابتدائي.

وعممت وزارة المعارف وبلدية الاحتلال مؤخرا، كتابا رسميا على مدراء المدارس التابعة لها وعددها في القدس حوالي 150 مدرسة، طالبت فيه بعدم تدريس كتاب "التنشئة الوطنية والاجتماعية" للصف الثالث الابتدائي، وسحبه من الطلبة واعتماد كتاب "التربية الوطنية" السابق.

الكتابان "التربية الوطنية" و"التنشئة الوطنية والاجتماعية"، هما من المنهاج الفلسطيني، لكن الأول تمكنت بلدية الاحتلال خلال السنوات الماضية من حذف بعض الدروس والصفحات المختلفة منه، بينما لم تتمكن من ذلك بكتاب "التنشئة الوطنية والاجتماعية" وحيث تم توزيعه مع بداية العام الدراسي الجديد، لأنه ضمن الكتب والمقررات الجديدة التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية هذا العام.

كتاب "التنشئة الاجتماعية والوطنية" للصف الثالث الجزء الأول يحتوي على وحدتين، وهما "أحب وطني فلسطين وتضم عدة دروس حول علم فلسطين، والنشيد الوطني الفلسطيني، ومدينة القدس عاصمة فلسطين، وذكرى إعلان الاستقلال، أما الوحدة الثانية فهي "كيف أتصرف مع الآخرين، وتتمحور دروسها حول الحوار واحترام الشعوب والتسامح."

التربية.. الرموز الوطنية حق لكافة الشعوب

الأستاذ سمير جبريل مدير التربية والتعليم في القدس رفض بشكل قاطع التدخل بالنظام التعليمي الفلسطيني، وقال لوكالة معا:" ان نظام التعليم هو نظام كامل وشامل لكافة أبناء الشعب الفلسطيني سواء كانوا بالقدس أو جنين أو غزة، لا يحق لأي جهة التدخل بالنظام التعليمي ومحتويات الكتب".

وأضاف كتاب "التنشئة الوطنية والاجتماعية" مثل باقي الكتب، ينمي روح المبادرة وروح الانتماء والهوية عند الطالب الفلسطيني وهو حق لكل الشعوب، بأن يكون الطالب مميزاً في هويته وإبراز ثقافته الخاصة به، ومن حقه أن يكون له الرموز الوطنية التي يعتز بها كالعلم والنشيد الفلسطيني وشعار السلطة.

وشدد على ضرورة التزام كافة المدارس بتدريس هذا الكتاب والذي يعتبر حقاً من حقوق أبناء الشعب الفلسطيني في التعليم ولا يحق لأي جهة منعه او رفضه، مناشدا المعلم الفلسطيني أن يلتزم بهذا النظام بعيدا عن أي تدخلات خارجية.

الشمالي.. البلدية تحاول تثبيت المنهاج الاسرائيلي

زياد الشمالي رئيس لجنة أولياء الأمور في المدارس التابعة لبلدية القدس ووزارة المعارف أوضح لوكالة أن رسالة وزارة المعارف تم تعميمها على إدارة المدارس، بحجة أن كتاب التنشئة الوطنية والاجتماعية لا تتوافق مضامينه مع سياسة البلدية والمعارف.

وأضاف الشمالي أن كتب التربية الوطنية وبعض الكتب الأخرى حذفت منها خلال السنوات الماضية دروس العلم والنشيد والأسرى والنكبة والشهداء، بحجة انها مواد تحريضية للطلبة، أما هذا العام وللمرة الأولى تدعو البلدية وبكتب رسمي وبشكل صريح "عدم تدريس كتاب بشكل كامل بحجة عدم موافقته لمضامينها، وهذا يأتي ضمن التدخل الإسرائيلي المتواصل والمتدرج في المنهاج الفلسطيني، في محاولة لفرض المنهاج الإسرائيلي على مدارس المدينة.

وتابع الشمالي ان بلدية القدس تقوم بشطب شعار السلطة وبعض الصفحات والدروس من المنهاج الفلسطيني المقرر الذي يدرس في مدارس المدينة، فهي تريد منهاج دون قيم ودون محتوى.

ولفت الشمالي ان البلدية حاولت قبل بدء العام الدراسي الحالي اغراء المدارس، "بترميم المدارس مقابل تدريس المنهاج الاسرائيلي"، فخلال توزيع الميزانيات للعام الدراسي أقر "المكتب المختص بشؤون القدس" في الحكومة الإسرائيلية مبلغ 20 مليون شيكل، لدعم ترميم المدارس في المدينة التي تدرس المنهاج الإسرائيلي."

وشدد الشمالي على ضرورة تحرك رسمي فوري وجاد، لإيقاف التدخل الإسرائيلي بالمدارس التابعة لها، ولضرورة بقاء تدريس المنهاج الفلسطيني دون أي تحريف أو شطب أي مادة منه.

ولفت الشمالي أن عدد المدراس في القدس التابعة لبلدية يبلغ حوالي 80 مدرسة، إضافة الى حوالي 70 مدرسة "وهي مدارس المقاولات -سخنين والحياة"، تابعة لها.

وفي مقابل تدخل بلدية الاحتلال في المدارس التابعة وفرض أجندتها بكافة الطرق، فلا تزال تهمل احتياجات المدارس والطلبة، وأوضح الشمالي أن نقصا ما بين 2000- 2600 غرفة صفية في القدس، ويوجد 700 غرفة صفية غير مطابقة لمعايير التعليم الخاص بالمدارس، ناهيك عن نسبة التسرب المرتفعة في مدارس المدينة.

تقرير: ميساء ابو غزالة