الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تسجيل- أبو صبيح لـ معا: نحن بسجن وهذا العام تمادوا كثيرا

نشر بتاريخ: 09/10/2016 ( آخر تحديث: 10/10/2016 الساعة: 08:35 )
تسجيل- أبو صبيح لـ معا: نحن بسجن وهذا العام تمادوا كثيرا
القدس- تقرير معا- كان من المفترض أن يُسلم الناشط المقدسي مصباح أبو صبيح 40 عاما، عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الأحد، نفسه لإدارة سجن الرملة، لقضاء محكوميته البالغة 4 أشهر، لكنه أختار طريقا آخر، ففي ذات الوقت الذي كان مقررا أن يسلم نفسه نفذ عملية "اطلاق نار" في منطقة حساسة بالقدس بالقرب من "قيادة شرطة الاحتلال ومحطة القطار" بالشيخ جراح أدت الى مقتل اسرائيليين واصابة العديد منهم.

"أسد القدس والأقصى" بهذا كان يلقب الشهيد في القدس، وكان دائما يقف في مقدمة المدافعين عن المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، وكان آخر ما أوصى به الشهيد وكتبه على حسابه على موقع الفيسبوك قبل يومين: "الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيدا".

وكالة معا التقت مساء أمس هاتفيا مع الشهيد مصباح أبو صبيح، لإعداد تقرير مكتوب عن خبر "تسليم نفسه لادارة السجون صباح اليوم"، حيث أوضح في حديثه أن مخابرات الاحتلال أجبرته على تسليم نفسه لإدارة سجن الرملة، بصورة مفاجئة حيث كان من المقرر أن يسلم نفسه منتصف الشهر الجاري – حسب قرار محكمة الصلح الإسرائيلية-.

وخلال اللقاء معه قال: "بإذن الله سأقوم بتسليم نفسي يوم غدٍ (الاحد) الى سجن الرملة، بعد التهديد بتحويلي للاعتقال الإداري في حال تأجيل التسليم... سياسة الاحتلال معروفة قبل الأعياد اليهودية، لكن هذا العام تمادوا كثيرا... فلم يكتفوا بابعادي عن الأقصى لمدة 6 أشهر... فقاموا ( قبل أسبوع) بابعادي عن كامل القدس الشرقية لمدة شهر، وسلموني قرارا يقضي بمنعي من السفر لنهاية العام الجاري، ثم قرروا على ضرورة تسليم نفسي للسجن".

وأضاف "القدس في هذه الأيام تهود بشكل كبير، وتتعرض لهجمة غير مسبوقة من سلطات الاحتلال... احنا عايشين بسجن، خلال اسبوع واحد اعتقلت 5 مرات، وكانت اعتقالات لعدة ساعات أو ايام، تلاعبت المخابرات أمام القاضي في آخر اعتقال حيث قرر ابعادي عن القدس القديمة، لكنهم أصروا على ابعادي عن كامل القدس الشرقية".

وكان آخر ما كتبه الحاج مصباح أبو صبيح على صفحته في موقع الفيسبوك: "كم اشتاق لعشقي لحبي كم اشتاق وكنت أتمنى لو كنت آخر ما أراه واقبله واسجد على ثراه اقبل ترابك واصلي فيك ولكن هو الظلم وهم الظالمين لن اشتاق لأحد كاشتياقي إليك لن أحب أحد كحبي إياك رغم سجونهم حقدهم جبروتهم طغيانهم حبي لك يزداد قالوا 4 اشهر سجن لحبي إياك قلت والله قليل فعمري وحياتي وكل مالي فداه ان لم أستطع الوصول إليك بجسدي فروحي وقلبي وعيوني ما فارقتك وما تركتك وما نسيتك ألحب الأكبر والعشق الأبدي حتى الممات... الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيدا".

الحاج مصباح أبو صبيح، أسير محرر، قضى في سجون الاحتلال 39 شهرا - بشكل متقطع-، إضافة الى اعتقالات لأيام وأسابيع، بتهمة "الدفاع عن الاقصى"، وآخر الاعتقالات كانت العام الماضي، وافرج عنه في شهر كانون أول 2015، بعد اعتقاله لمدة عام بتهمة التحريض على الفيسبوك، حيث اعتقل حينها لنشره "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" و"أولادنا فداء للمسجد الأقصى"، وبعد الافراج عنه بفترة قصيرة أعادت سلطات الاحتلال فتح ملف "الاعتداء على شرطي في منطقة باب حطة – أحد أبواب المسجد الأقصى" ، وقال أمس في اللقاء: "فوجئت قبل عدة أشهر بفتح ملف قديم يعود لعام 2013، حيث اعتقلت حينها من باب المسجد الأقصى بتهمة الاعتداء على شرطي، وأفرج عني في ذات اليوم وسافرت لأداء العمرة، واغلق الملف، واعتقلت لمدة عام على ملف آخر، ثم عاودا وفتحوه لاحكم قبل شهر بالسجن لمدة 4 أشهر".

وفي مدينة القدس، اختلطت مشاعر ابنائها بالحزن على فراق الشهيد، فيما اغلقت الأبواب التجارية أبوابها حدادا، وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة في شوارع المدينة، واعتقلت تيسر أبو صبيح - شقيق الشهيد- وبعض أقاربه، وقامت بعد العملية باغلاق بعض مداخل الاحياء والقرى وعرقلت حركة المواطنين لحوالي ساعة.