الإثنين: 11/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نشوة الكتابة ،،،،، وضعف النقد ،،، وهلامية الكلام

نشر بتاريخ: 09/10/2016 ( آخر تحديث: 09/10/2016 الساعة: 16:05 )
نشوة الكتابة ،،،،، وضعف النقد ،،، وهلامية الكلام
بقلم : فتحي براهمة

ثمة اسئلة نواجهها حول ممارستنا للكتابة والنقد والتحليل ، خاصة من اولئك المتابعين بعين الحرص والفكر الثاقب الناقد ، الساعي للحقيقة وزرع قيم التعبير الصادق ، حيال مختلف القضايا العامة

ما يدفعنا للقول بان هناك فرقا بين السخاء الكتابي الابداعي القائم على عمق الفكرة وسبل المعالجة لموضوع النقد والتحليل ، من خلال الرد على اي استفسار او نقد لاسلوب الادارة والقيادة وممارسة المهمات و وجهات نظرنا المتداخلة او المتعارضة مع الاخرين ، التي تخلق في اعماقنا نشوة غير محسوسة لممارستنا الكتابة بتجلي واحترافية بعيدا عن الفذلكة او الاصطفاف خلف محاور لافائدة منها ، او لارضاء صاحب ذي شاْن ومسؤلية

بالمقابل ينتقد البعض ممارسة ممن وصف نفسة ناقدا لممارستة اسلوب النقد التجريحي او التشكك بالاخرين ، ويصفقوا ذلك بانة شكل من الاسهال الكتابي اللغوي ، الذي يريد ممارسوة الظهور بثوب الواعظين وحماة الشاْن العام ، لدرجة تغليط الاخرين والتشكيك بوعيهم ، ليظلوا في واجهة الحدث ، كي يشير لهم الاخرين بالنقاء والوفاء والامانة


وما بين السخاء الكتابي وغزارة التعبير من جهة و غزارة النقد الفلهوي والفذلكة اللغوية الخاوية ، مساحة كبيرة وشاسعة يضع خلالها القاريء نقاط استفهام على صدق وحقيقة ما يكتب من نقد او مداهنة لغوية او تضليل للراي العام ، ليكون هو الحكم وليس سواة


ان غزارة كتابة النقد على حساب جودة الفكرة بهدف تاليب الراي العام والجمهور ، ياتي دائما بالشك بنوايا اصحاب هذة الاقلام ، ويجعل من تكرار نصوصهم ومفرداتهم هزيلة مكررة ، ويضعها في موضع خلاف من القراء والمتابعين ، خاصة اذا ما تمحورت حول نفس الموضوع والفكرة وان اختلفت اطر وبروازير تشكيلها او التعبير عنها ، لكنها في محورها واحدة لاتجديد ولامهنية فيها

وتكون مخالفة لقيم التعبير اللغوي للنقاد الذين يمتلكون ادواتهم التعبيرية بصدق وامانة صحفية والتزام ادبي مهني ، بعيدا عن تشكك الاخرين والتهتة اللغوية ، وتؤكد ان الاسلوب الكتابي الممجوج المتكرر يكون مستغربا وتطرح في شأنه الأسئلة التعجبية والاستنكارية


بالمقابل هناك اقلال في الكتابة وتعفف في ممارسة النقد ، لكن ذلك لاينفي مهنية الناقد والكاتب ، ويزيد من مساحة الود بينة وبين والقاريء ، ويخلق بينهما صداقة وشراكة قائمة على الاقتناع ، بعيد عن دروب التضخيم والتفخيم والاقوال اللذعة التي لاتسمن ولا تغني عن جوع ولا تروي لهفة من ينتظر الحقية والرسالة المراد ايصالها بممارستنا للنقد الابداعي

علينا اذا التفريق بين من يمارس النقد والكتابة بتعمق واحترام لذات الاخرين ودورهم ويؤسس لتراكمية الانجازات دون التقليل من مكانة المنقود ، وبين من يضاجع مفردات هلامية لا يستهويها القاريء ، وربما يقراءها بتقزز واشمئزاز لانها خاوية ضعيفة ولاتعد اكثر من ثرثرة لغوية.