نشر بتاريخ: 09/10/2016 ( آخر تحديث: 09/10/2016 الساعة: 16:30 )
رام الله - معا : مساء يوم الجمعة السابع من تشرين الأول للعام ٢٠١٦ كان مساءً ليس كأي مساء واستثنائياً بكل المقاييس للجميع في المزرعة الشرقية، إذ كانت كل العيون والقلوب شاخصة على إستاد الشهيد فيصل الحسيني البوابة الشمالية للمدينة المقدسة مدينة القدس أرض الإسراء والمعراج، والتي كانت مسرحاً وأرضاً وشاهداً وأي شاهد على إنجازٍ برسم الإعجاز حققه نادي المزرعة الشرقية وكتيبته البيضاء بعد أن ضرب موعداً ثلاثي الأبعاد مع التاريخ بخروجه من وحل الإنتظار وصعوده إلى مصافي أندية الدرجة الثانية في عامٍ واحد، وجاء ذلك بكل جدارةٍ واستحقاق وقبل جولةٍ من نهاية المنافسات، بعد أن أثبت علو كعبه على المنافسين واحداً تلو الآخر في دوري الدرجة الثالثة وهذه المرة على حساب منافسه نادي ثقافي البيرة بعد فوزه عليه بهدفٍ دون رد لحساب مباريات الجولة الثامنة رافعاً رصيده إلى ١٩ نقطة تصدر بها مجموعته الثانية بفارقٍ كبير عن أقرب مطارديه في مباراة فاحت منها رائحة وعبق المواجهات السابقة بين الفريقين وأدرك فيها لاعبوه بأن ورقة التأهل ولعبة المصير باتت بين يديه وتحت أقدام لاعبيه دون انتظار هدايا الآخرين وهذا الذي كان.
وفي تفاصيل المواجهة التي شهدت على ترشحه لمصافي أندية الدرجة الثانية وتحت أنظار ما يزيد عن ألف متفرجٍ من أنصاره ومحبيه اللذين هزّوا أرجاء الملعب والمكان،وتحت الإدارة المحنّكة لربان سفينته المدرب والكابتن عايد السنجلاوي حقق نادي المزرعة الشرقية فوزاً صعباً ومعقداً على شقيقه نادي ثقافي البيرة بهدفٍ دون رد في مباراة أُطلق عليها مباراة النقيضين كون الأول متصدراً مجموعته ويبحث عن ضمان ورقة الترشح والآخر يترنّح بين فرق المأخرة محاولاً التشبث بما بقي له من حياة من أجل البقاء وعدم الغوص في وحل فرق الإنتظار مرةً أخرى.
وكما كان متوقعاً جاءت المباراة معقدة في تفاصيلها إذ وقف ثقافي البيرة نداً قوياً في الملعب محاولاً الخروج بأقل الأضرار وافتكاك ما يمكن افتكاكه من نقاط من فم الأسد، وما كادت المباراة تنطلق حتى بدأ كلا الفريقين محاولاتهما للسيطرة على الملعب والكرة والضغط على الخصم دون أن ينجح أي منهما في فرض سيطرته وأسلوبه على الآخر، وساد الشد العصبي أرض الملعب في شوط شحت فيه الفرص والخطورة على المرميين وانتهى بالنتيجة السلبية للفريقين.
وفي الشوط الثاني دخل الفريقان بصورة مغايرة إلى أرض الملعب وانتهجا استراتيجية اللعب المباشر والمفتوح لأن طاقة الوقت أخذت بالنفاذ فزادت الخطورة والفرص على المرميين دون جدوى الى أن لاحت فرصة الضربة القاضية والمشهد المنتظر عندما ظهر اللاعب سند شلبي كما يظهر أبطال القصص والحكايات في اللحظات الحرجة وأودع الكرة شباك الثقافي إثر رأسية من داخل منطقة الجزاء تسللت بين أقدام اللاعبين وسكنت أقصى الشباك في الدقيقة ٧٠، فدوت معها الحناجر وتعالت الصيحات والآهات وارتفعت دقات القلوب وانفجرت المدرجات فرحاً بهذا الهدف.
وفي ما تبقى من وقت المباراة حاول الثقافي جاهداً تعديل النتيجة والبحث عن بصيص أمل، فضغط على خصمه الذي أغلق كل الطرق والمنافذ المؤدية الى شباكه الى أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة مطلقاً العنان لصافرة قطار الفرح للأنصار اللذين اجتاحوا أرض الملعب وشاركوا أبطالهم فرحة التأهل والإنتصار.
وفي مشهدٍ آخر من ذاك المساء انطلق قطار الفرح من أرض الملعب أرض القدس الشريف الى أن وصل شوارع البلدة، حيث جابت قوافل المشجعين أرجاء وشوارع البلدة مرددةً الأغاني والأهازيج والهتاف بحياة اللاعبين في ليلةٍ ستنام طويلاً على خاصرة الحلم وستحفر عميقاً في وعي وذاكرة الأجيال وعشاق الساحرة المستديرة وفي السجلات الكروية لنادٍ تعهد وأخذ عل نفسه الإستمرار في العمل والتطور والبناء حتى بلوغ أعلى الدرجات لأنه ظمأه لا يرتوي من بحر الإنتصارات.
الصور من نادي المزرعة الشرقية