نشر بتاريخ: 13/10/2016 ( آخر تحديث: 13/10/2016 الساعة: 18:39 )
بيت لحم- معا - من المنتظر ان تصادق "لجنة المدراء" التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" المكونة من 58 دولة، الخميس، على صيغة قرار فلسطينية ينفي بالمطلق أي علاقة يهودية بمدينة القدس عموما والمسجد الاقصى خصوصا.
ويطالب القرار الفلسطيني المنظمة الدولية، بإيفاد لجنة من الخبراء الدوليين لدراسة الاماكن المقدسة والإطلاع على اعمال تدمير الارث التاريخي والتراثي والأثري التي تقوم بها اسرائيل في هذه الاماكن، اضافة لتعيين مراقب دائم من قبل "اليونيسكو" في القدس المحتلة.
وتضمن القرار الفلسطيني سلسلة ادانات لأعمال واعتداءات اسرائيلية، منها هدم مدرسة فلسطينية في منطقة الخان الاحمر، فيما تدعي اسرائيل انها هدمت مجرد "كرفان" متهالك دون ان تمس المدرسة.
واورد الفلسطينيون سلسلة طويلة من الامثلة التي تدلل على تدمير إسرائيل الممنهج للاماكن المقدسة، مثل خط القطار الخفيف والحفريات "الاثرية" بأنواعها المختلفة.
وقالت مصادر اسرائيلية إن الحكومة الاسرائيلية قررت الاستعانة بالفاتيكان وطلب مساعدته لوقف هذا القرار، الذي تدعي بأنه قد يمس بالأماكن المقدسة المسيحية ايضا.
وقال موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني الذي اورد النبأ، ان اسرائيل تعمل خلال الايام الماضية على ضرب الاغلبية المؤيدة للفلسطينيين داخل "اليونيسكو" من خلال الاتصال بالدول الغربية، مثل فرنسا التي ايّدت في نيسان الماضي القرار الفلسطيني، لكنها ابلغت اسرائيل انها ستعارض هذا القرار هذه المرة، فيما تعمل الولايات المتحدة على "اقناع" دول اخرى بمعارضة القرار الفلسطيني والتصويت ضده.
وتوجهت إسرائيل رسميا الى الفاتيكان وسفيرها لدى منظمة "اليونيسكو" رغم انه لا يملك حق التصويت، لكنه شريك بالعملية الديناميكية التي ترجي وراء الكواليس.
وتحاول اسرائيل جرّ الفاتيكان الى دائرة جهودها المعادية للقرار الفلسطيني، بحجة ان هذا القرار لا يسعى الى قطع ونفي علاقة اليهود بالمسجد الاقصى والقدس فقط بل الى نفي ورفض علاقة المسيحية بهذه المدينة ايضا.
واتصل السفير الاسرائيلي لدى الفاتيكان بنائب وزير خارجية الحضرة البابوية، وطلب منه ان يعمل الفاتيكان على اقناع الدول الاعضاء في المنظمة الدولية بمعارضة القرار الفلسطيني والتصويت ضده.
"اسرائيل والشعب اليهودي لا يحتاجان لمصادقة "اليونيسكو" او أي دولة اخرى على علاقتهما المميزة، وارتباطهما الخاص بالقدس عموما والأماكن المقدسة مثل المبكى وجبل الهيكل بشكل خاص، ولا يوجد أي شعب آخر على وجه الارض يرتبط باي مكان في العالم بنفس القوة والعظمة والعمق التي يرتبط بها الشعب اليهودي بالقدس، سواء من الناحية الدينية او التاريخية او القومية، وهذا الارتباط والعلاقة صمد في وجه التحديات لأكثر من 2000 عام" قال السفير الاسرائيلي لدى اليونيسكو "كراميل شمئاه هكوهن".
وقال موقع "يديعوت احرونوت" إن السفير الاسرائيلي يدرك تمتع الفلسطينيين بما اسماه بالأغلبية التلقائية "الاتوماتيكية" لكنه يسعى الى زيادة نسبة المعارضين لهذا التوجه، ودقع اسفين في هذه الاغلبية التلقائية.
" جهودنا اثمرت ونجحنا في تجاوز الوضع السابق الذي كانت تصوت فيه لصالحنا الولايات المتحدة فقط، وزدنا عدد هذه الدول الى 6، ورفعنا عدد الدول التي تمتنع عن التصويت" قال السفير الاسرائيلي.
وأصدرت الخارجية الاسرائيلية "كراسة" خاصة ضمن حربها لإثبات وترسيخ الرابط الديني والتاريخي بين اليهودية والقدس والأقصى.
وحمّلت الكراسة عنوان "علاقة التاريخية بين اليهودية والقدس" وتم توزيعها على 120 سفيرا يمثلون دول العالم في منظمة "اليونيسكو" وتقيم دولهم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وتحتوي الكراسة على صور وشروح خاصة حول بعض المكتشفات الاثرية التي عثرت عليها اسرائيل في امكان مختلفة في القدس وغيرها، بعضها تم اكتشافها مؤخرا وتثبت حسب الادعاء الاسرائيلي، بشكل لا يقبل الشك علاقة الشعب اليهودي بمدينة القدس منذ 3000 عام.
وفي باب الضغط المالي، امتنعت الولايات المتحدة منذ انضمام دولة فلسطينية بعضوية كاملة لمنظمة "اليونيسكو" عن دفع حصتها السنوية المقدرة بـ 80 مليون يورو، وزال هذا الامتناع قائما بحجة ان الفلسطينيين يستخدمون المنظمة الدولية ضد اسرائيل بشكل متطرف، ويصدرون منها قرارات احادية الجانب.