نشر بتاريخ: 14/10/2016 ( آخر تحديث: 14/10/2016 الساعة: 11:40 )
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا من الابرشية الارثوذكسية الانطاكية في استراليا ضم عددا من ابناء الكنيسة هناك والذين وصلوا في زيارة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين ، وقد ضم الوفد 70 شخصا من مدينتي سيدني وملبورن وهم من اصول سورية ولبنانية وفلسطينية.
واستهل الوفد زيارته للاماكن المقدسة بلقاء مع المطران عطا الله حنا صباح اليوم الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة حيث ابتدأت الزيارة بصلاة امام القبر المقدس وتأمل روحي ومن ثم جولة داخل الكنيسة مع سماع شروحات وتوضيحات عن اهم المواقع الدينية الموجودة فيها ، ومن ثم استقبل المطران الوفد في الكاتدرائية المجاورة حيث استمعوا الى حديث روحي.
ورحب المطران بالوفد الزائر مؤكدا على اهمية هذه الزيارة التي تحمل طابعا كنسيا وروحيا وايمانيا كما انها تشير الى تعلق الكنائس الارثوذكسية ومؤمنيها بمدينة القدس باعتبارها ام الكنائس وحاضنة اهم المعالم الدينية المسيحية في العالم لا سيما كنيسة القيامة والقبر المقدس، ان زيارتكم لمدينة القدس هي عودة لجذور الايمان ففي هذه المدينة المقدسة قدم المخلص كل ما قدمه للانسانية من اجل خلاصها وانعتاقها من الموت والفساد والخطيئة، انها المدينة التي بزغ فيها نور القيامة لكي يبدد ظلمات هذا العالم ولكي يبعث الامل والرجاء في القلوب ، انها المدينة التي نعتبرها في تراثنا المسيحي العاصمة الروحية للمسيحيين وحاضنة اهم مقدساتهم وقبلتهم الاولى والوحيدة والمكان الذي يحجون اليه ملتمسين النعم والبركات من لدن الرب .
وقال: "اما الكنيسة الانطاكية الشقيقة التي تنتمون اليها فهي كنيسة رسولية بشر فيها القديسان الرسولان بطرس وبولس وهي المكان الذي فيه سمي المسيحيون بهذه التسمية للمرة الاولى ، ان لقاء القدس وانطاكية هو لقاء الكنيسة الواحدة والايمان الواحد والتراث الروحي الواحد والمشترك ، نحن كنيسة واحدة وسنبقى كذلك معبرين عن ايماننا وانتماءنا وتعلقنا بهذا المشرق العزيز على قلوبنا والذي يُستهدف بفعل الارهاب والعنف بهدف النيل من حضارته وتاريخه وهويته ونسف قيم العيش المشترك القائمة فيه".
وأضاف "ان فلسطين الارض المقدسة هي وطننا كفلسطينيين وهي البقعة المقدسة من العالم التي نفتخر بانتماءنا اليها وتعلقنا بتاريخها وهويتها واصالتها وتراثها الانساني والروحي والوطني ، في فلسطين هنالك ابطال يناضلون من اجل الحرية ويكافحون من اجل تحقيق امنيات وتطلعات شعبهم ، في فلسطين هنالك شعب يناضل من اجل الحرية ونحن قابعون في ظل الاحتلال العنصري ولكن شعبنا لن يستسلم للعنصرية ولن يستسلم للاحتلال مهما كان الثمن ، في فلسطين هنالك شعب واحد بمسيحييه ومسلميه يدافع عن قدسه ومقدساته وكرامته وحريته ويسعى من اجل تحقيق امنياته وتطلعاته وثوابته الوطنية ، فلسطين ليست تاريخا مجيدا نتغنى به فحسب وليست مقدسات نفتخر بتعلقنا بها فحسب بل هي اولا وقبل كل شيء الانسان ، فلسطين هي الانسان وهي الشعب وهي القضية وهي حاضنة التراث والتاريخ والمقدسات والهوية ، فلسطين هي بقعة مقدسة من العالم اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته للانسانية وهي وطن نسكن فيه بأجسادنا ولكنه ساكن في قلوبنا وفي وجداننا وفي ضمائرنا ، نتمنى منكم ان تذكروا شعبنا في صلواتكم وفي ادعيتكم ونحن على يقين بأنه اذا ماتخلى عنا جبابرة هذا العالم فلن يتخلى عنا الله ، فالله معنا وهو مع كل انسان مظلوم ومحزون ومتألم في هذا العالم ، نحن نحمل صليب آلامنا ومعاناتنا ولكن ايماننا قوي بأن الله سيفتقدنا في الوقت الذي يراه مناسبا وسنصل الى نهاية مسيرة آلامنا وعذاباتنا وصولا الى الحرية المنشودة وتحقيق العدالة والسلام في ديارنا ، نحن شعب يعشق هذه الارض ، نحن شعب متشبث بمدينة القدس ومقدساتها ، نحن شعب يعشق الحرية والكرامة وفي سبيلها يقدم هذا الشعب تضحياته الجسام ، نتمنى منكم ان تلتفتوا الى شعبنا والى معاناته لان آلام وجراح فلسطين هي آلامنا وجراحنا جميعا والنزيف الفلسطيني هو نزيفنا جميعا ولن يتحقق السلام المنشود في ديارنا الا بتحقيق العدالة وانهاء الاحتلال وازالة كافة المظاهر العنصرية التي تستهدف شعبنا وانساننا في هذه الديار ، الهنا هو نصير لكل انسان مظلوم ومتألم ومعذب".
واجاب المطران على عدد من الاسئلة والاستفسارات، أما اعضاء الوفد الانطاكي الارثوذكسي الاتي من استراليا فقد شكروا المطران على استقباله وكلماته وتوجيهاته واعربوا عن تأثرهم واعتزازهم بزيارة هذه الارض المقدسة ارض القداسة والفداء والقيامة والنور مؤكدين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وادعيتهم من اجل السلام في سوريا وفي سائر ارجاء المنطقة العربية.