الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفصائل الفلسطينية تؤكد أن المقاومة هي طريق التحرير في الذكرى الخامسة لانتفاضة الأقصى

نشر بتاريخ: 28/09/2005 ( آخر تحديث: 28/09/2005 الساعة: 18:21 )
غزة-معاً- أكد ممثلو القوى والفصائل الفلسطينية على أن المقاومة هي طريق الشعب الفلسطيني لتحقيق الأهداف الوطنية التي يسعى اليها والتي هي السبب وراء الانسحاب من القطاع وهي ما سيجبر إسرائيل على الاعتراف بكيان الدولة الفلسطينية بالانسحاب من باقي أجزاء الضفة الغربية.

ودعا متحدثون باسم الفصائل خلال اتصالات هاتفية مع وكالة معاً الى ضرورة العمل بشكل موحد بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني في ظل الآراء المتعددة للقوى والفصائل وتجنب العمل بشكل منفرد.

واكد جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية على أن من أهم المكاسب التي حققتها الانتفاضة الثانية وهي تنهي عامها الخامس و تبدأ عامها السادس الذي يصادف اليوم 28/9/2005 هو الصمود الذي أثبته الشعب الفلسطيني، مؤكداً انه هو الطريق الوحيد لنيل الحرية بعد أن وصلت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى طريق مسدود على حد قوله، مشيراً إلى ان الانتفاضة جاءت لترجع الجانبين إلى طاولة المفاوضات للوصول الى الحلول فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.

وأكد على أن الانتفاضة فرضت نفسها على الصعيد الدولي، حيث قام العدو الإسرائيلي لأول مرة منذ قيام كيان له على تفكيك مستوطناته في قطاع غزة و أجزاء من شمال الضفة الغربية، منوهاً إلى أن الانتفاضة جعلت الدولة الفلسطينية مسألة خارج أي تشكيل حيث قال أنها أصبحت حقيقة سياسية فرضت نفسها على الجميع وطرحت بقوة على جدول أعمال الأمم المتحدة، مضيفاً أنه من أهم ما حققته الانتفاضة على المستوى الداخلي هو محاربتها لسوء الإدارة و الفساد بشكل وصفه بالجزئي.

من جانبه قال رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أنه لا زال المستقبل مفتوحاً أمام استمرار الشعب الفلسطيني في انتفاضته الباسلة والتي أرجع إليها الفضل في الانسحاب من المستوطنات في ظل استمرار السياسة التوسعية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

وقال أن السياسة الإسرائيلية وصلت إلى نقطة اضطرتها الى التراجع أمام الخسائر وكلفت هذا الاحتلال أثمان باهظة في محاولة ضرب الانتفاضة في المقتل، مشدداً على ان صمود الشعب الفلسطيني واجه ذلك كله، قائلاً:" بفضل الانتفاضة عادت قضية الشعب الفلسطيني لتحتل موقعاً مرموقاً في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباتت قضية الشعب الفلسطيني قضية تفرض نفسها لإيجاد حل ينهي معاناة الفلسطينيين ويقر قيام دولة ذات سيادة كاملة" مضيفاً أنه بفضل الانتفاضة تحرك الرأي العام الدولي والمؤسسات المدنية بشكل واسع وغير مسبوق ضد جدار الفصل كما شهد العالم المسيرات والتحركات الضخمة للتضامن مع هبة الشعب الفلسطيني و تمرده على العيش تحت الاحتلال من خلال انتفاضته الباسلة والتي سقط خلالها أكثر من أربعة آلاف شهيد.

وأضاف أن ما حققته الانتفاضة على الصعيد الداخلي أنها جاءت لتجسد إرادة الشعب بكل فئاته وعبرت عن أشكال الوحدة والتلاحم في أرقى أشكاله ومستوياته.
وفي ذات السياق قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس أن الهدف من الانتفاضة كان فضح جرائم الاحتلال و مشاغلته وإرهاقه اقتصادياً وأمنياً" مستدركاً ما قال عنه أنها حققت انجازات تاريخية أبرزها فشل المشروع الصهيوني ومنع توسعه ودحره عن جزء من الأرض وفضح مخططاته الاستيطانية أمام الرأي العام العالمي وتعبئة الأمة وشعب فلسطين بمعاني الجهاد والاستشهاد وإحياء القضية الفلسطينية في نفوس وضمير الأمة العربية والإسلامية، مضيفاً أنها أثبتت أن الثمن الباهظ الذي دفعه الفلسطينيون لم يذهب أدراج الرياح.

ومن جانبه اعتبر يحيى رباح الكاتب و المحلل السياسي بأن الانتفاضة في الذكرى الخامسة لإحيائها كانت فترة زمنية طويلة أثبت ان الشعب الفلسطيني خلالها قادر على الصمود وأن إرادته لن تنكسر وأنه ارتكز على الشرعية الدولية في كل قراراته مما أكسبه تعاطف العالم ومساندته لقضيته، مضيفاً أنه من الضروري والمهم في هذه الفترة وفي ظل التصعيد الإسرائيلي تبني برنامج وطني مشترك حتى لا يصبح النضال الفلسطيني مبعثراً وغير منظم.

وفيما يتعلق بالانجازات التي لم تتحقق خلال الانتفاضة قال ممثلو الفصائل بأنها تتمثل في غياب الوحدة الوطنية لكافة القوى والفصائل الفلسطينية والسلطة الوطنية من جانب، واختلاف الآراء والاتجاهات فيما يتعلق بالأحداث التي تجري على الساحة الفلسطينية.

عدا عن إشارتهم إلى خسارة الشعب الفلسطيني على مدار السنوات الخمس الماضية للآلاف الشهداء إضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى واعتقال الفلسطينيين بالآلاف وتدمير المباني السكنية وتشريد ساكنيها وضرب الاقتصاد الفلسطيني في الصميم مما أدى إلى تفشي الفقر وتفجير حالة من البطالة في فلسطين، مطالبين بضرورة التكاتف للبدء في معركة البناء والتعمير وتعويض متضرري الانتفاضة واصفين تلك المعركة بالجهاد الى جانب المقاومة ضد الاحتلال.

كما استنكر الجميع تواصل العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية في ظل إعلان الفصائل التزامها بالتهدئة، مشيرة إلى أن شارون أراد تعزيز مكانته في أوساط حزب الليكود على حساب دماء الفلسطينيين بالضرب في كل مكان تطاله يديه.