الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: لن تتخلى الحكومة عن مسؤوليتها الاجتماعية ولن تسمح بالاستغلال الحزبي لحاجة المواطنين المحتاجين

نشر بتاريخ: 04/12/2007 ( آخر تحديث: 05/12/2007 الساعة: 00:24 )
رام الله- معا- ترأس د. سلام فياض رئيس الوزراء اللقاء الأول للجان الزكاة المركزية الجديدة في المحافظات الشمالية، والذي عقد في مقر وزارة الأوقاف صباح اليوم لاعتماد وتدشين لجان الزكاة، وبيّن خلاله الدور الفعال لصندوق الزكاة وتوحيد لجان الزكاة في لجان مركزية في كل محافظة.

وقال فياض: لن تتخلى الحكومة عن مسؤوليتها الاجتماعية ولن تسمح بالاستغلال الحزبي لحاجة المواطنين المحتاجين

وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء في هذه المناسبة:


كلمة د.سلام فياض رئيس الوزراء

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جمال بواطنة - سيادة الفريق عبد الرزاق اليحيى - الاخوة المحافظون - الاخوة اعضاء لجان الزكاة - السادة الحضور - ابدأ بتحية الاسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واستهل بان انقل لكم تحيات الاخ الرئيس الاخ ابو مازن والذي يسعى دوما لبذل كل جهد ممكن لحشد الدعم اللازم لانجاح مسيرتنا الوطنية ومشروعنا الوطني. وانقل لكم ايضا مباركته للخطوة التي نحن بصددها اليوم فيما يتصل بتنظيم اعمال الزكاة في هذا الوطن الحبيب.

الاخوة الكرام: ان نستهل يوم عملنا هذا في وزارة الاوقاف، فهذه بركة. وان نستهله في هذا الكنف من اكناف بيت المقدس، فهذه بركة مضاعفة. وان نستهله ونحن بصدد الحديث عن تنظيم العمل بهذا الركن الهام من اركان ديننا الحنيف، فهذا خير وبركة. نعم ايها الاخوة نلتقي اليوم لكي ندشن رسميا انشاء صندوق الزكاة والبدء بالخطوات العملية المتصلة باعادة تنظيم العمل في هذا المجال الحيوي والهام. ولابد لي في البداية من ان اتقدم بجزيل الشكر لسماحة الشيخ جمال بواطنة ولزملائه في وزارة الاوقاف على ما بذلوه من جهد في هذا المجال وفي المجالات الاخرى المتصلة بعمل هذه الوزارة الهامة من وزارات ومؤسسات السلطة الوطنية والتي ياتي العمل في مجمل خطواتها ونحن ومشروعنا الوطني نمر بمرحلة في غاية الحساسية والدقة، وهي مرحلة تتطلب منا جميعاً، مسؤولين ومواطنين، ومن الكل، كلٌ في موقعه، بذل كل جهد ممكن من اجل انجاح المسيرة وانجاح مشروعنا الوطني والوصول الى تحقيق اهدافه كافة. تعلمون، اخواني، ما نحن بصدده اليوم، ألا وهو البدء بالخطوات اللازمة رسميا لتنظيم العمل في هذا القطاع الحيوي والهام والذي يمس فريضة ويمس ركنا من اركان ديننا الحنيف. الزكاة فرض، وتنظيم العمل في هذا المجال واجب يقتضيته الوازع الديني وتقتضيه المسؤولية الوطنية والاخلاقية.

مضت سنوات طويلة دون الالتفات بما يكفي لما يجري في هذا القطاع وفي هذا المجال، وهو جزء هام من المسؤولية المجتمعية. للسلطة الرسمية فيها دور ولقطاع الاهالي دور. وهذا مثلٌ ونموذجٌ على الجهد المشترك الذي لا بد من بذله دائما بين مختلف الشرائح من مسؤولين ومواطنين كل في موقعه ومن موقعه. لهذه الحكومة وللسلطة الوطنية رؤية تتصل بضرورة العمل على تنظيم امورنا وتدبيرها بشكل افضل، ومسؤولية الحكم تقتضي ذلك ومسؤولية الحكم الصالح والادارة السليمة تقتضي ذلك.

وهذا واجب في كافة مناحي الحكم والإدارة. فكيف لا يكون كذلك في شان يتصل بركن من اركان ديننا الحنيف وبهذه الفريضة هذا واجب لا بد من الالتفات له ولا بد من البدء في العمل على تنظيمه.

وترى السلطة الوطنية بكافة مؤسساتها من الاخ الرئيس ابو مازن ومن الحكومة ومن كافة المسؤولين في هذه الخطوات المباركة التي بادرت وزارة الاوقاف لاتخاذها خطوات هامة جدا على سبيل تنظيم العمل في مجال الزكاة ولجانها ما نحن بصدده اليوم بالاضافة الى تدشين صندوق الزكاة، هو البدء بالعمل للجان الزكاة التي تمت اعادة تشكيلها على النحو الذي تعلمون. ايها الاخوة ان الحافز لذلك ينبع من القناعة التامة لدينا جميعا في السلطة الوطنية الفلسطينية بضرورة تنظيم العمل في هذا المجال وادارته على اساس سوي مستقيم ينسجم مع تعاليم ديننا الحنيف وينسجم مع قواعد الحكم الصالح والادارة السليمة.

وقد روعي في الاختيار الكفاءة والمهنية ونظافة اليد والنزاهة وحسن السيرة لضمان وصول الحقوق لاصحابها بشكل سليم ولكي لا يبقى العمل في هذا المجال او في أي مجال اخر يتصل بنشاط السلطة الوطنية في مجال المساعدات الاجتماعية عرضة للتدخلات السياسية او للاستغلال الحزبي من أي طرف كان. لقد روعي في هذا الاختيار حسن السيرة ونظافة اليد والنزاهة لضمان ان تصل الحقوق لاصحابها فهذه هي السلطة الوطنية سلطتكم ولن تسمح بعد اليوم بالاستغلال الحزبي لحاجة المحتاجين على الاطلاق. وهذا عهد قطعناه على انفسنا ونحن جادون في تنفيذه شأننا في هذا المجال شانناً في كافة مناحي الحكم والادارة الاخرى في نواحي ادارة المساعدات الاجتماعية المقدمة والمدارة من المؤسسات الاخرى للسلطة الوطنية الفلسطينية كوزارة الشؤون الاجتماعية على سبيل المثال. واود ان اؤكد هنا حرص الحكومة والسلطة بشكل عام على التعامل مع احتياجات شرائح مجتمعنا الاقل حظا ممن تقطعت بهم السبل لاي سبب كان. هذا واجبنا وهذه مسؤوليتنا وسوف نلتزم بها في ادائنا لمهامنا كافة. نعتبر ان هذا واجب اساسي للحكومة ولاي حكومة ان ترعى المواطن في كافة المواقع وكافة المحافظات وان توفر له عيشاً كريماً من خلال البرامج المختلفة. الزكاة جزء مهم من هذا وهي فرض وركن لابد من البدء بالعمل بتنظيمه. انا سعيد جدا للمشاركة في هذا الاجتماع المبارك والذي امل ان يؤذن ببدء العمل بخطوات واثقة مع هذه الوجوه الطيبة من شرائح مجتمعنا العظيم في محافظات الوطن ممن يمثلون خيرة وصفوة من يمكن ان يقوم بهذا العمل على نحو شريف ونزيه ومستقيم .