السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

طائرات مدنية صغيرة تراقب تحركات الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 16/10/2016 ( آخر تحديث: 21/10/2016 الساعة: 09:54 )
طائرات مدنية صغيرة تراقب تحركات الفلسطينيين
بيت لحم- معا- تحولت الطائرات الصغيرة دون طيار المدنية التي تستخدم عادة في تصوير الافراح وغيرها من المناسبات خلال السنوات الاخيرة، الى وسيلة وأداة شائعة الاستخدام في الجيش الاسرائيلي الذي بات يستخدمها تقريبا في كافة الوحدات بمختلف انواعها، لتنفيذ سلسلة طويلة من المهام العملياتية واللوجيستية وأخرى خاصة بالجبهة الخلفية.

وتجد اليوم طائرات من هذا الطراز يستخدمها الجيش الاسرائيلي مثلا في مراقبة ومطاردة من يطلق عليهم اسم "المطلوبين" و"المخربين" او من يدخلون إسرائيل دون تصريح، اضافة لتنفيذ عمليات ميدانية في ارجاء الضفة الغربية المحتلة والجولان والحدود اللبنانية، اضافة لحضورها القوي خلال مختلف التدريبات العسكرية التي تجريها ألوية المشاة والمدرعات وغيرها، وفقا لما اورده، اليوم الاحد، موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني الناطق بالعبرية.

وأزال الجيش الاسرائيلي تحفظاته حول كل ما يتعلق بهذه الآلة الصغيرة واستخدامها، وبات الجيش الإسرائيلي يستخدم المئات منها في مختلف المهام اليومية.

" كنت شريكا في الكثير من برامج ومشاريع التسليح، لكني لم اشهد قفزة نوعية بهذه السرعة، كما حدث فيما يتعلق باستخدام هذه الطائرات وسرعة دمجها ضمن المنظومات التسليحية، وإدخالها للخدمة الفعلية" قال الرائد "ايتي هرونيان" قائد السرية الخاصة ضمن كتيبة مخابرات الميدان القتالية المعروفة اختصارا باسم "نيتسان" التابعة لقيادة المنطقة الوسطى في قوات الاحتلال المسؤولة مباشرة عن احتلال الضفة الغربية.

وتحولت كتيبة "نيتسان" الى كتيبة طلائعية في مجال استخدام هذه الطائرات في عمليات ميدانية، حيث ولت فكرة استخدام هذه الوسيلة من "اسفل" من الجنود والضباط والطواقم.

" وجدنا اننا نعاني فجوة في مجال البحث النوعي المجدي، ففكرنا في وسيلة لجسر هذه الهوة، وهنا عرض بعض الجنود عدة نماذج قمنا بتجربتها لتنتقل هذه الظاهرة لتكتسح الجيش بأكمله" قال قائد كتيبة "نيتسان" العقيد "ايلون بيرتس".


رصد مثيري "الشغب" ومراقبة منازل المطلوبين:

تأتي الشهية مع تناول الطعام كما يقول المثل العبري، وعلى هذا الاساس ازدادت مستويات الثقة بهذه الطائرة الصغيرة شهرا اثر اخر فيما تعترف كتيبة "نيتسان" بتحطم عدد من هذه الطائرات خلال عمليات ميدانية بسبب خلل فني، لكن بقيت الايجابيات اكبر وأعظم من السلبيات خاصة توفر هذه الطائرة في كل وقت وزمان، وسمحت للقوات الخاصة العاملة في الضفة الغربية المحتلة بالاستفادة من وحدة "نيتسان" خاصة اثناء تنفيذ العمليات فيما اسماه الموقع الالكتروني بـ"معاقل الارهاب" في مخيمات اللاجئين، حيث تمر هذه الطائرات محلقة في أجواء الأزقة الضيقة لفتح الطريق امام "الجنود" اضافة لمراقبة وتفتيش أسطح المنازل التي ربما تحصن عليها مشبوهين مسلحين، كما تقوم هذه الطائرات بتحديد الاماكن "المسيطرة" على ميدان العمليات، كما تحدد الاماكن الخطرة "مناطق الموت" اثناء حركة "الجنود" كما تقوم هذه الطائرة برصد ومراقبة وتفتيش منزل المطلوب دقائق قبل اقتحامه" قال قائد كتيبة "نيتسان" العقيد "بيرتس".


تحديد ارقام السيارات من ارتفاع 30 متر:

سبب المفاجأة المتعلقة بسرعة استيعاب الجيش الاسرائيلي لهذه الطائرات وادخالها بسهولة نسبية، منظومته التسليحية كونها وسيلة قتالية لم يطورها الجيش، وليست من انتاج الصناعات العسكرية، وتم انتاجها بناء على طلب الجيش الاسرائيلي، كما يجري مع كل الوسائل التقالية الجديدة تقريبا بل جميع الطائرات الصغيرة التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي هي من انتاج شركات مدنية عادية، يمكن شراؤها عبر الانترنت بمبلغ ما بين 3000-5000 شيكل فقط لا غير.

وتعتبر الطائرة الصغيرة التي تحمل اسم "فاتوم" الاكثر شيوعا في الجيش الاسرائيلي، خاصة خلال العمليات الميدانية.

" قررنا عدم انتظار تطوير منتج عسكري بل تلقف المنتج المدني المتاح واستخدامه" قال ضابط رفيع في لواء التكنولوجيا، التابع للقوات البرية في الجيش الاسرائيلي.

وكشف الضابط عن تطوير اول طائرة صغيرة عسكرية حملت اسم "تسور" ويمكنها حمل ذخائر ومعدات لوجيستية، وذلك لتجنب تعريض الجنود للخطر عبر حملهم معدات ثقيلة الى ارض"العدو" اضافة للقدرات الاستخبارية التي تتمتع بها هذه الطائرة، التي تحمل وسائل مراقبة ورصد غاية في التطور والتعقيد ذات قدرات ليلية ونهارية على حد السواء، ويمكنها العمل والتحليق لساعات طويلة، ويصل مداها الى 10-15 كم، فيما تتمتع بمحرك أكثر هدوءا وصمتا من نظيرتها المدنية.

ويصل وزير الطائرة الصغيرة المدنية المستخدمة حاليا في الجيش الاسرائيلي الى 2:5 كلغ كما ان كاميرا التصوير النهارية محدودة القدرات من حيث التركيز فيما يتمتع بقدرات تصوير ليليلة يمكن وصفها بالارتجالية، كما ان قدرته على التحليق لا تتعدى 20 دقيقة بسبب محددات تتعلق بالبطارية، ما يجبر مشغليه على اطلاق طائرات اخرى تتبعه حتى يحافظ على التواصل المستمر وعدم انقطاع البث، كما يمكن للطائرة "المدنية" تسجيل ارقام سيارة عن ارتفاع 30 مترا، كما يبلغ مداها اثناء الاستخدام العسكري 2.5 كم، علما ان نفس الطائرة يصل مداها الى 4 كم في الاستخدام المدني، كما انها مرتبطة بنظام "GPS" لضمان تحديد مكان ومسار الهدف الذي يجري تتبعه.

إن تطوير الجيش الاسرائيلي لطائرة "تسور" سيتواصل العام القادم بعد ان خضعت لعدة تجارب، وفي ذات الوقت يعمل الجيش على تطوير حماية الطائرات الصغيرة المستخدمة حاليا.