الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

تطورات معركة "استعادة الموصل"

نشر بتاريخ: 18/10/2016 ( آخر تحديث: 20/10/2016 الساعة: 09:32 )
تطورات معركة "استعادة الموصل"
بيت لحم- معا- أحرزت قوات الحكومة العراقية والقوات الموالية لها مكاسب في المراحل الأولى لعملية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، آخر معقل رئيسي للتنظيم المعروف باسم "الدولة الإسلامية" في البلاد.
وبدأت القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية التحرك صوب المدينة في الساعات الأولى من صباح الاثنين.
وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على الموصل في حملة خاطفة في يونيو/حزيران 2014.
ويتقول شبكة البي بي سي إن المعركة ستكون صعبة وقد تستغرق شهورا. وأعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن سلامة المدنيين.
وأفادت أن وحدات الدبابات الكردية أصبحت على بعد نحو 300 متر من مواقع مسلحي تنظيم الدولة.
ونجحت القوات الكردية في السيطرة على قرى عديدة في الساعات الأولى من العملية.
وقال قائد عسكري كردي كبير بعد بدء العملية: "إذا قتلت اليوم، فسأموت وأنا سعيد لأنني حققت شيئا لشعبي."
وقال مصدر عسكري عراقي إن الوحدات القتالية بالجيش العراقي ألحقت خسائرا كبيرة لمسلحي التنظيم الذين تراجعوا نحو حي الحمدانية شرقي الموصل.
وأعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات الانتحارية التي استهدفت القوات الموالية للحكومة العراقية وقوات البيشمركة الكردية على أطراف المدينة.
وأحرز متطوعو العشائر والحشد الشعبي الموالون للحكومة مكاسب في تحركاتهم باتجاه الموصل من الجنوب، بحسب مصادر أمنية.
وتعمل هذه القوات انطلاقا من قاعدة القيارة الجوية التي استعادت الحكومة العراقية السيطرة عليها في أغسطس/آب الماضي.
ويدعم التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، عملية استعادة الموصل من خلال ضربات جوية على تنظيم الدولة.

من هم أطراف القتال؟
يشارك نحو 30 ألف جندي من القوات الموالية للحكومة في العملية، بينما تقود قوات الأمن العراقية الهجوم الرئيسي.
ويحاول نحو أربعة آلاف مقاتل كردي تطهير القرى الواقعة شرقي الموصل للسماح لقوات الجيش العراقي بالتقدم.
وتقدم قوات أمريكية خاصة الاستشارات العسكرية للجنود على الأرض، ويتوقع أن تنضم قوات مكافحة الإرهاب العراقية التي تنتمي للنخبة إلى معركة الموصل خلال الأيام القادمة.

ما هي أهمية الموصل؟
كانت الموصل، عاصمة إقليم نينوى والغنية بالنفط، ثاني أكبر مدينة عراقية قبل أن يجتاحها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو/حزيران عام 2014.
وأصبحت السيطرة على الموصل رمزا لصعود التنظيم كقوة كبيرة ولقدرته على السيطرة على أراض ومناطق في العراق.
وفي هذه المدينة، أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي تأسيس "خلافة" في أجزاء من العراق وسوريا المجاورة.
وكانت هذه المدينة واحدة من أكثر مدن العراق تنوعا لأنها تضم عربا سنة وأكرادا وأشوريين وتركمانا، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأقليات الدينية.
وبالرغم من أن أفراد هذه الأقليات فر أغلبهم من الهجوم الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية، فإن العديد من السكان العرب السنة رحبوا بالمسلحين في بادئ الأمر بسبب استيائهم من السياسات الطائفية للحكومة المركزية السابقة.
لكن بعد مرور عامين على الحكم الوحشي لتنظيم الدولة، بدأت المعارضة له تزيد داخل الموصل، بحسب تقارير.
وأحد المخاوف الرئيسية للسكان الذين لا يزالون موجودين في المدينة هي مشاركة الميليشيات الشيعية في الهجوم بعد اتهامها بارتكاب تجاوزات طائفية في مدن أخرى استعيدت السيطرة عليها.
وسعى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى طمأنة السكان بالتأكيد على أنه سيُسمح فقط لقوات الأمن العراقية بدخول الموصل.
وحتى إذا نجحت القوات العراقية في طرد تنظيم الدولة الإسلامية فإنه سيظل مسيطرا على مناطق أخرى شمالي وشرقي العراق.

ما هو مصير المدنيين في الموصل؟
قال ستيفن أوبراين منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة: "إنني قلق بشدة على سلامة نحو 1.5 مليون شخص يعيشون في الموصل وقد يتضررون من القتال."
ويُعتقد أن العديد من السكان محاصرون وسط القتال، وهناك مخاوف من إمكانية استخدامهم دروعا بشرية من جانب تنظيم الدولة الإسلامية.
وقد يضطر نحو مليون شخص إلى الفرار من منازلهم.
وقالت بيكي بكر عبد الله من المجلس النرويجي للاجئين لوكالة فرانس برس إن معظم السكان من المتوقع أن يغادروا مناطقهم "بالملابس فقط على ظهورهم".