الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة الأزهر تعقد ندوة سياسية بعنوان "مؤتمر أنا بوليس بين تحديات الواقع و آمال المستقبل"

نشر بتاريخ: 05/12/2007 ( آخر تحديث: 05/12/2007 الساعة: 14:28 )
غزة- معا- نظمت عمادة كلية الآداب و العلوم الإنسانية بجامعة الأزهر ندوة سياسية بعنوان " مؤتمر أنابوليس بين تحديات الواقع و آمال المستقبل " وذلك بقاعة المؤتمرات المركزية، بحضور عدد من الأكاديميين و السياسيين المختصين بالشؤون السياسية.

وفي كلمة الافتتاح رحب الدكتور محمد صلاح أبو حميدة عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالحضور والضيوف المشاركين في الندوة، الأستاذ طلال عوكل عضو مجلس الأمناء بالجامعة، الأستاذ الدكتور ناجي شراب، الدكتور مخيمر أبو سعدة.

وبين أن الهدف الأساسي الذي تبغي كلية الآداب تحقيقه من خلال عقد هذه الندوات هو استمرار التواصل مع الطلبة من أجل النهوض بالمستوى الثقافي والفكري والديني في الجامعة و الوطن، قائلا " نلتقي اليوم مع هذه الكوكبة من المحللين و المفكرين لنلقى الضوء على مؤتمر كثرت الأقاويل عليه، وبعد انتهاء انعقاده اعتقد أن الضبابية التي دارت حوله قد انقشعت إذ يفترض لها ذلك".

وطرح د. أبوحميدة مجموعة من الأسئلة التي تشغل بال المواطن الفلسطيني على الرغم من انتهاء المؤتمر بالابتسامات والكلمات المنمقة أهمها : ما الغاية الحقيقية من انعقاد المؤتمر؟ ماذا يختلف هذا المؤتمر عن غيره من المؤتمرات السابقة، مهمة المؤتمر هو الإيذان ببدء مفوضات جادة و تفعيل خارطة الطريق هل كان من المفترض أن يعقد مثل هذا المؤتمر؟ما البديل لنا كفلسطينيين إذا لم تنفذ إسرائيل ما وقعت عليه من اتفاقات .

وتحدث أ.د شراب عن حالة الإحباط التي تنتابه من النظر في الحالة السياسية بعد عقد المؤتمر، خاصة بعد أن سادت النظرة التآمرية التي تسيطر على عقلية المراقبين و الدارسين لهذه الأوضاع، وكأن الرئيس عباس قد تنازل عن الثوابت الفلسطينية على الرغم من أن خطاب الرئيس كان مطول ومرضي للرأي العام الفلسطيني.

وحسب رأيه أوضح د. شراب أن الهدف الأساسي من المؤتمر تمثل في بدء المفاوضات النهائية لحل النزاع العربي الإسرائيلي، موضحا أن الموقف الأمريكي يمثل المتغير الرئيس لعملية التفاوض، لا سيما وأنها لأول مرة تدعو لمؤتمر داخل أمريكا، وأن الموقف الأمريكي مثير لكثير من الشكوك على المستوى العام و الشعبي، بما أن هناك انحياز واضح من أمريكا لإسرائيل، هل من الممكن التطبيع مع أمريكا في ظل سياستها بالمنطقة، قائلا "السياسية الأمريكية تتنبأ بالتغير الكبير لأن الرئيس له مواقف تدعو للتفاؤل والتشاؤم، لا تعامل القضايا السياسية مثل قضيتنا بنظرة من التفاؤل والتشاؤم، السياسة الأمريكية سياسة واضحة تجاه الشرق الأوسط، فهي تريد ضمان تدفق النفط لها، كذلك تعتبر أمن إسرائيل من ثوابت السياسية الأمريكية، أيضا بالنسبة لقضية الإرهاب و التطرف فلدى أمريكا استراتيجية عليا مبنية على أساس القضاء على الإرهاب".

وختم د. شراب حديثه بقوله على القائد الفلسطيني أن يكون قادرا على إعادة إحياء الوحدة الوطنية، و إنهاء حالة الانقسام لأنه عامل قوة مهم، وعليه أيضا الاستفادة من الدم العربي الإسلامي.

من جانبه أكد أ. عوكل على ضرورة وجود حل سياسي و إطلاق المفاوضات لتبدأ معركة التفاوض و هي أصعب من المعركة العسكرية، مع تجنيد كافة الإمكانيات للفوز بهذه المعركة، قائلا " علينا ألا ننتظر حلا سحريا لأنه لا يمكن تقييم العمليات التفاوضية بسرعة، الأهم من هذا الموضوع سلفا أن المفاوضات فاشلة و لا تقدم شيئا وأننا غير مؤهلين و قادرين على هذه المفاوضات، موضحا أن الانقسام الفلسطيني سيساعد على ابتزاز المفاوض الفلسطيني كأحد أهداف المؤتمر كما يرى البعض، كما أن إسرائيل تنظر إلى الحكومة على أنها ضعيفة، ونحن في وضعنا اضعف من أن نخوض معركة بهذا المستوى، من منا لا يستطيع أن يكتسب الزخم في أنا بولس و تسخيره لصالحه، فالتحول في الرأي العام عملية مهمة جدا يجب استغلالها، لا مصالح أو قضايا يمكن أن تتحقق دون معالجة هذا الصراع في كل المنطقة لذلك السياسة الأمريكية فشلت في المنطقة ".

و أضاف "نحن لسنا أمام سؤال نجح أو فشل المؤتمر ،الواقع هو أن الرئيس محمود عباس رجع قوي فالقوة معنوية و حركة حماس تكرس الانقسام في كل ثانية ولا حلول في الأفق من اجل حل الانقسام الفلسطيني لإصرار القوى على تعزيز الانقسام، و لا يمكن وضع حل إلا بجعل الناس تقرر، الشعب هو القوة الضاغطة في المجتمع لذلك ربما الحل في يده ".

أما بخصوص الحوار فأوضح أ. عوكل أن الحوار مغلق و ليس هناك مجال للحوار لعدم وجود إشارات، من يريد الحوار يبادر بوقف التدهور ووقف الحملات الإعلامية المحرضة و المعززة للانقسام، نحن أمام حالة تسمم في الوضع ستعطي إسرائيل كل المبررات لاستئناف المفاوضات وجعل الفلسطينيين غير قادرين على إدارة الصراع و الحل الوحيد هو أن يأخذ الشعب القرار بنفسه".

من جانبه تحدث د. أبو سعدة حول مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد أنا بولس، موضحا أن خطاب الرئيس محمود عباس على خلاف كل التوقعات، ضرب بعرض الحائط التحريض الإعلامي الذي يحاول تشويه صورة الرئيس و الفريق المفاوض، جاء خطاب الرئيس محمود عباس متمسكا بالثوابت و الحقوق الفلسطينية التي أجمعت عليها كل الفصائل، متوازن و محافظ على القيم و الثوابت، ويبدو أن هناك تفاؤل عند الرئيس بإمكانية حل الصراع من خلال بدء مرحلة جديدة في المفاوضات.