معارض متنوعة ولوحات راقصة وزجل شعبي- انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي الفلسطيني في الجزائر
نشر بتاريخ: 05/12/2007 ( آخر تحديث: 05/12/2007 الساعة: 21:25 )
الجزائر-معا- انطلقت اليوم فعاليات المعرض الفوتوغرافي "ع الحاجز" لخالد جرار، والذي ياتي ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الفلسطيني في الجزائر، والتي تتواصل حتى العاشر من الشهر الجاري، في عاصمة الثقافة العربية للعام 2007.
والمعرض، الذي منعت سلطات الاحتلال خروجه من الأراضي الفلسطينية، قبل أن يتم اللجوء لتحميض الصور مجدداً في الخارج، يرصد عذابات الفلسطينيين عند الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي فاق عددها الخمسمائة حاجز في الضفة الغربية، ويقدم صورة حية عما يحدث على الأرض، ويظهر مدى بشاعة الاحتلال.
وأراد جرار، الذي قدم معرضه في البداية عند حاجز حوارة العسكري، ثم عند معبر قلنديا العسكري، وقرب الجدار، "توثيق كل هذه الأعمال غير الإنسانية بعمل فني يظهرها كما هي"، كما يقول، مضيفاً: أخذت التقط الصور المفاجئة للناس والجنود على الحواجز.. واجهت المنع والقمع من قبل الجنود، وحجزت لساعات طويلة.. إنهم يحاولون طمس الحقائق، لكنني خرجت بهذه الصور لتبيان ما يحدث على الحواجز".
وأعرب جرار عن سعادته لمشاركة المعرض في الأسبوع الثقافي الفلسطيني في الجزائر، مشدداً على أهمية نقل هكذا أعمال خارج الأراضي الفلسطينية، لنقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم .. الصورة كما الفيديو باتا من أهم وسائل فضح جرائم الاحتلال .. ولذلك فالاحتلال يحاربنا على الدوام .. يستهدفنا كما يستهدف كاميراتنا، وما نلتقطه من صور".
وإضافة إلى معرض جرار، تفتتح اليوم في إطار الأسبوع الذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية، بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص في الجزائر، معارض عدة، منها معرض للفنون التشكيلية، بمشاركة عدد من الفنانين الفلسطينيين من داخل وخارج الأراضي الفلسطيني، علاوة على معرض للمطرزات والصناعات التراثية الفلسطينية، وآخر للكتاب الفلسطيني، يشتمل على الكثير من العناوين في حقول مختلفة، لا تقتصر على الأدب فقط.
وفي حفل افتتاح الأسبوع الثقافي الفلسطيني في الجزائر، الليلة، تقدم فرقة أصايل للفنون الشعبية، لوحات راقصة تعكس التراث الفني الفلسطيني، وتقدم الفلكلور من دبكة وغيرها من فنون الأداء التي تشتهر في الأراضي الفلسطينية، بما يعكس صورة عن الماضي بعيون الحاضر، وبرؤية قادرة على المزج ما بين الصالة والمعاصرة ببراعة فائقة.
وتعتبر فرقة أصايل من أهم فرق الفنون الشعبية في الأراضي الفلسطينية، والتي باتت تنتزع إعجاب الجمهور، أينما قدمت عروضها، داخل فلسطين أو خارجها، ولعل هذا ما دفع أحد النقاد العرب لوصفها بأنها "هي القادرة من خلال لوحاتها الراقية، أن تشكل حلقة الوصل مابين عراقة الشعب الفلسطيني وارتباطه بأرضه وثقافته وتراثه الكنعاني العميق، وبين سجله الناصع في مواجهة آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية، وكل محاولات الاحتلال الهادفة لطمس هويته، وسرقة تراثه العريق"، مشيراً إلى أنها وبأدائها الجذاب، "استطاعت أن تصل إلى قلوب وعقول كل من كان له شرف مشاهدتها، ومتابعة عروضها".
وسيكون الجمهور الجزائري والعربي، على موعد الليلة مع شيخ الزجالين الفلسطينيين، موسى حافظ (أبو الحافظ)، وزميله المتألق أكرم بوريني، حيث يقدمان وصلات من الشعر الشعبي الفلسطيني، والزجل، والحداء، والغناء، يتطرقان فيها لقضايا وطنية، وتراثية، وأخرى لا تخرج عن إطار مناقشة الوضع الراهن في الداخل الفلسطيني، والمنطقة، وربما العالم، علاوة على بعض الوصلات التي تتغنى بالقدس، وفلسطين، وتترحم على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، غير مغفلين بعض الوصلات ذات العلاقة بالشعر الغزلي، الذي يبقى للشعراء الشعبيين في فلسطين لهم فيه بصمات واضحة، ومميزة.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه المعارض حتى نهاية الأسبوع الثقافي، من المقرر أن تشتمل فعاليات يوم غد، على لقاء مفتوح مع وزير الثقافة الفلسطيني، د. إبراهيم أبراش، وأمسية شعرية لمحمود أبو الهيجاء، إضافة إلى عرض فيلم "الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، وهو الحاصل على جوائز عالمية عدة، من بينها جائزة لجنة النقاد في مهرجان برلين السينمائي، علاوة على ترشحه كأول فيلم عربي، للمنافسة على جائزة الأوسكار العالمية.