الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

السوداني يستنكر تحطيم الاحتلال لمقبرة "باب الرحمة"

نشر بتاريخ: 24/10/2016 ( آخر تحديث: 24/10/2016 الساعة: 17:09 )
السوداني يستنكر تحطيم الاحتلال لمقبرة "باب الرحمة"
رام الله- معا- استنكر أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الشاعر مراد السوداني في بيان له اليوم الاثنين، اقتحام وتدنيس حرمة مقبرة باب الرحمة وتحطيم ونبش قبورها من قبل ما يسمى "بسلطة الآثار" التابعة لحكومة الإحتلال.
وقال السوداني إن اقتحام المقبرة جاء بالتزامن مع دعوة رئيس حكومة الإحتلال لشعبه وإجباره على المشاركة في الحفريات أسفل المسجد الأقصى وإزالة التراب من تحته خلال الأسبوع الجاري، بحجة البحث عن الآثار اليهودية، إلى جانب استمرار الإقتحامات اليومية للمسجد الأقصى والإعتداء على المصلين وموظفي الأوقاف العاملين فيه.
واعتبر السوداني ذلك تصعيدا خطيرا لسياسة الإحتلال الممنهجة تجاه مدينة القدس وسكانها وهويتها العربية والإسلامية، وتعديا سافرا ومنافيا لكافة القرارات والقوانين والمواثيق الدولية وتحديا للشرعية الدولية.
وأوضح أن اقتحامات سلطات الإحتلال المتواصلة للمقابر الإسلامية في مدينة القدس، وعلى رأسها مقبرة مأمن الله، ونبش قبور صحابة الرسول محمد عليه السلام قبل شهر تقريبا، ومقبرة باب الرحمة يوم أمس، خطوة تصعيدية خطيرة من قبل الإحتلال تجاه مدينة القدس، وتأتي ضمن سلسلة الإنتهاكات المتواصلة بحق المقدسات والمعالم الأثرية والتاريخية، وضمن سياسة الإحتلال الهادفة إلى دفن تاريخ المدينة وماضيها العربي والإسلامي وأسرلتها بشكل كامل. 
وأكد على أن مقبرة "باب الرحمة" هي واحدة من أكبر وأقدم وأشهر المعالم الأثرية والوقفية الإسلامية في القدس وفلسطين، والتي تمتد من باب الأسباط وحتى نهاية سور المسجد الأقصى، بالقرب من القصور الأموية في الجهة الجنوبية على مساحة تزيد عن 20دونما، وتحوي العديد من قبور الصحابة وأبرزهم "عبادة بن الصامت" و"شداد بن أوس"، إضافة إلى قبور العديد من المجاهدين والعلماء والصالحين الذين شاركوا في فتح القدس أثناء الفتحين العمري والأيوبي.



كما شدد السوداني على أن مواصلة سلطات الإحتلال أعمال الحفر والتنقيب تحت المسجد الأقصى والمقابر الإسلامية والبلدة القديمة في مدينة القدس والبحث عن أي أثر يعود لليهود يناقض الرواية الصهيونية المزيفة والمفبركة والتي لم تجد شيئاً يعود ويشير لروايتهم المدعاة ، وهذا يدعم ويعزز قرارات اليونسكو الأخيرة إلى جانب قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ، خاصة قراري مجلس الأمن رقم 465 و 478 اللذان يؤكدان على أن مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وحائط البراق هي إرث ووقف إسلامي وتعود ملكيتها للفلسطينيين والعرب والمسلمين فقط ، بعيداً عن إدعاءات الإحتلال وتزييفه . وبما يؤكد زيف رواية الإحتلال التي ضلل بها الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي لعقود طويلة من الزمن ادعى فيها مدينة القدس مكاناً مقدساً لليهود منذ آلاف السنين .



كما رحب السوداني بمشروع القرار الجديد الخاص بحفظ التراث بمدينة القدس المحتلة، والذي تقدمت به كل من دولة الكويت ولبنان وتونس إلى لجنة التراث التابعة لمنظمة "اليونسكو" لصالح دولة فلسطين والأردن غير العضوين في اللجنة ، التي تضم 21 دولة ،ويتجاهل العلاقة بين الحرم القدسي واليهودية، ويؤكد أن المسجد الأقصى هو مكان عبادة للمسلمين فقط .



وطالب السوداني بضرورة الحفاظ على الطابع الإسلامي والعربي لمدينة القدس وتراثها الإنساني ومواصلة التحرك الفاعل على كل المستويات العربية والإسلامية والدولية وعلى رأسها منظمة اليونسكو للضغط على سلطات الإحتلال للإلتزام بالقانون الدولي وإتفاقيات جنيف والإتفاقيات والقرارات الدولية المتعلقة بمدينة القدس وتراثها العربي والإسلامي، لوقف سياستها الممنهجة لضم القدس الشريف وتهويدها والمحافظة على عروبتها وطابعها الإسلامي وفقاً لقرارات الشرعية الدولية . مؤكداً أن محاولات الإحتلال لجعل الصراع دينياً هي محاولة فاشلة ومرفوضة ، فالصراع سياسي ضد الإحتلال وأدواته التي تسعى لاستباحة الجغرافيا والتاريخ والوعي والتراث .