"التعليم البيئي" و"جودة البيئة" ينظمان أنشطة للمنتديات الخضراء
نشر بتاريخ: 24/10/2016 ( آخر تحديث: 24/10/2016 الساعة: 20:41 )
بيت لحم- معا- نظم مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة بالتعاون مع سلطة جودة البيئة حوارات للمنتديات النسوية، الني يطلقها المركز منذ ثلاث سنوات في عدة محافظات.
ففي بلدة عنبتا بمحافظة طولكرم، نفذ المركز حواراً لأعضاء المنتدى النسوي بمقر بيت النساء، الذي يتخذ من قلعة الحمد الله مقرً له وسط البلدة. واستعرض مدير "جودة البيئة" في طولكرم وقلقيلية م. عصام قاسم تطور الاهتمام العالمي بالقضايا الخضراء، والذي بدأ عام 1972، في وقت كفل القانون الأساسي الفلسطيني بالمادة (33) البيئة كحق للأجيال القادمة، فيما خرج قانون البيئة إلى النور عام 1992.
وأضاف إن المنتديات النسوية والجمعيات والنوادي تساعد المؤسسة الرسمية في التعريف بما يشمله قانون البيئة من حقوق وواجبات، في وقت تُقابل البيئة بوعي متراجع ينعكس سلبًا على سائر مناحي الحياة.
وأكد قاسم أن البيئة لا تصان بالقانون لوحده، بل تحتاج إلى توعية ومسؤولية، والتعامل مع المحيط البيئي كصديق.
وأشار إلى أن تطبيق قانون البيئة في المحاكم الفلسطينية ليس بالكبير، بفعل العديد من الأسباب الموضوعية، وفي مقدمتها الجوانب الاجتماعية، وعدم اللجوء إلى القضاء في حل الخلافات القائمة على أساس بيئي في الغالب.
وذكر قاسم أن الوعي أمر بالغ الأهمية، فحرق النفايات ليس مسؤولية سلطة جودة البيئة بمفردها، بل يحتاج إلى تعاون، كحال النفايات وتقليل انتاجها وحرقها وتحويل المواد العضوية فيها إلى أسمدة عضوية، وتدوير المواد البلاستكية والورقية والزجاح.
واستعرضت الناشطات التحديات التي تطرق بيئة عنبتا كالمجاري في وادي الزومر وما يتسببه من روائح وبعوض وفيضانات تختلط بالمياه العادمة، إضافة إلى مكب النفايات العشوائي بمفرق بلعا، ومسلخ الدواجن في أطراف البلدة، وتلوث الهواء بانبعاثات الورش الصناعية، ومخلفات مصانع مواد التنظيف.
ورد قاسم على الناشطات مشيرًا إلى وجود نظام للشكاوى البيئية، تتعامل به "جودة البيئة" ويسعى إلى التخفيف من مظاهر التلوث.
وخرج الحوار بمبادرة لاستضافة مسؤولي المحافظة والبلدية وجهات الأختصاص الأخرى، والمطالبة بوضع حد للتعديات البيئية، من خلال منتدى نسوي عنبتا البيئي.
بدورها، أشارت مديرة "بيت النساء" جهاد سبوبة إلى أن نقاش الهم البيئي يهدف إلى البحث عن حلول لما يعانيه المجتمع من خلال الالتقاء بالمسؤولين، ويساهم في التقليل من آثار المشاكل البيئية السلبية على الصحة والحياة. مؤكدة أن توعية النساء بالمفاهيم الخضراء أمر ضروري ويسهل عمل المرأة في المنزل وأماكن العمل، من خلال اللجوء إلى البدائل الطبيعية والآمنة وتجنب الكيماويات.
نقاش في جنين
وفي جنين، نُظم نقاش بيئي لناشطات منتدى نسوي مرج ابن عامر البيئي، ضم 20 ناشطة وجامعية وعقد في الجمعية النسائية الثقافية بالبلدة القديمة من المدينة.
وقدمت المهندستان سيرين ربايعة وأماني أبو بكر من "جودة البيئة" عرضًا سريعًا لقانون البيئة كحق وواجب، وتطور التشريعات الخضراء، وأبواب قانون البيئة وأبرز ما يشتمل عليه من نصوص جاءت في 82 بندًا، في وقت تعد الحقوق البيئية من الحقوق التكميلية، التي نتجت عن تطور المجتمع الإنساني.
وأضافتا: إن آلية الشكاوى سهلة، وتضمن سرية المعلومات، وتسعى إلى تصويب الأوضاع البيئية إلى سابق عهدها، ومعاقبة المتسببين بالتخريب والتلوث والاعتداء على عناصرها المختلفة.
وقدمت ناشطات "مرج ابن عامر" لائحة بأبرز التحديات التي تواجه المدينة، تضمنت: النفايات العشوائية وحرقها، والمجاري والقاذورات والزحف العمراني في مرج ابن عامر، وتربية الثروة الحيوانية والدواجن وسط المنازل، وانتشار هياكل المركبات القديمة، والقوارض والحشرات، ومناشير الحجر في قلب المدينة.
وأشارت هيام عبد العفو أبو زهرة رئيسة الجمعية النسائية الثقافية إلى أن المنتدى مهم، كون البيئة تمس مختلف الجوانب الحياتية. وأكدت أن النساء سيوجهن دعوة لأصحاب القرار لسماع ردود وحلول للتحديات البيئية التي تعانيها المدينة.
لقاء في "خضوري"
وشهدت جامعة فلسطين التقنية (خضوري) حلقة نقاش ضمت 22 من أعضاء المنتدى الطلابي البيئي، وبدأت بإشارة من منسق الأنشطة الطلابية خليل أبو علبة قال فيها إن البيئة تمس حياة المجتمع كله، وهي فضاء واسع يتيح الفرصة أمام الطلبة لتقديم أفكار إبداعية تساهم في تجميل البيئة داخل الحرم الجامعي وخارجه.
وتطرق مدير "جودة البيئة" في طولكرم وقلقيلية عصام قاسم إلى أهمية قانون البيئة، وضرورة المشاركة المجتمعية في تطبيقه، ومساهمة الوعي في تغيير المشهد البيئي.
وأكد أن البيئة تتعرض لانتهاكات يومية وتعديات ناجمة في الأساس عن غياب الوعي، فيما جاء القانون الوقائي بالأساس لحماية البيئة والدفاع عنها باعتبارها ملكية عامة، وغير مشترط بتحقق المصلحة الشخصية في ملاحقة التعديات على عناصرها.
وبيّن قاسم أن غياب الوعي الأخضر يترك تداعيات سلبية في كل مناحي الحياة، بدءًا من الإنتاج والاستهلاك غير المستدام، ومروراً بستيراد البضائع الرخيصة المعتمدة في تصنيعها على (التكنولوجيا الصفرية) والتي تعني أن تكلفة الإنتاج لا تكاد تُذكر على حساب الجودة، وهو الحال الماثل في ألعاب الأطفال، وانتهاءً بما يشهده العالم من قلق متزيد لوقف استعمال الزئبق في الصناعات المختلفة.
وأوضح أن البيئة وعناصرها لا يمكن الاستغناء عنها، وهي متصلة بكل مناحي الحياة، ولا نستطيع عزل أنفسنا عن محيطنا، في وقت نعيش علاقة مترابطة بين البيئة والتربية، ونشهد روابط وثيقة بين البيئة والنصوص الدينية.
وقدّم الطلبة عرضًا للتحديات البيئة في تجمعاتهم: مدينة طولكرم، وكفر صور، وكفر جمال، وعنبتا، وعلار بالمحافظة، وكفر راعي وسيلة الحارثية وعرابة في جنين، وطمون بمحافظة طوباس، ومدينة أريحا. وقدموا تصورات لمبادرات يمكن تنفيذها داخل الحرم الجامعي، تساهم في تقليل إنتاج النفايات، وتنقل إلى الطلبة مفاهيم الإستدامة وإعادة التدوير، والإستفادة من المياه الرمادية والسوداء.
في سياق متصل، ينظم "التعليم البيئي" و"جودة البيئة" حوارات مماثلة منتصف الأسبوع الحالي ونهايته لأعضاء منتدى الإعلام البيئي ( ندى) في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، ومنتدى نسوي قلقيلية البيئي، ومنتدى نسوي بيت لحم البيئي.
توعية واستكشاف
بدوره، أكد المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض أن المنتديات تسعى إلى تطوير الوعي البيئي للنساء والطلبة والتمكين في المفاهيم الخضراء نظريًا وعمليًا، كما توفّر فضاء لمحاورة المسؤولين وصناع القرار والمطالبة بحق العيش في بيئة نظيفة وخضراء وآمنة، إضافة إلى التعريف بالتنوع الحيوي لفلسطين عبر مسارات بيئية وجولات استكشافية، والتوقف عند التعديات التي تطال البيئة.
وأضاف أن المركز نفذ للمنتديات في الماضي ورش تدريب وتمكين، وعروض أفلام بيئية، وحملات نظافة تطوعية، وجولات استكشافية للتعريف بالتنوع الحيوي لفلسطين، ومهارات تصنيع وتدوير للمخلفات المنزلية، وأيام للغذاء الصحي.
واختتم عوض: سينظم المركز الشهر المقبل الملتقى السنوي الأول للمنتديات في بيت لحم، يشمل محاضرات إرشادية، وحوارات خضراء مع مسؤولي سلطة جودة البيئة وهيئات اختصاص أخرى، ومراقبة طيور وتحجيلها، وزيارة لمتحف التاريخ الطبيعي لفلسطين، وجولة في حديقة التنوع الحيوي، وفعاليات خضراء مختلفة.