نشر بتاريخ: 28/10/2016 ( آخر تحديث: 28/10/2016 الساعة: 19:34 )
غزة- تقرير معا - رغم نفي حركتي فتح وحماس وجود ترتيبات بشكل رسمي لعقد لقاء لبحث المصالحة في العاصمة القطرية الدوحة، إلا أنه أعلن بشكل مفاجيء عن لقاء عقد الليلة الماضية بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس ونائبه إسماعيل هنية في منزل وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن.
وبدأ السياسيون ونشطاء "الفيسبوك" التعليق على هذا اللقاء الذي خرج بالتأكيد على وجوب تحقيق المصالحة الوطنية وإزالة أسباب الانقسام من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء الانتخابات.
وكتب الدكتور أحمد يوسف المفكر والكاتب السياسي على صفحة "الفيسبوك" "جميل أن يلتقي القادة، والأجمل هذه الابتسامات العريضة.. فهل نبشر شعبنا وندعوه للتفاؤل؟! تسعدنا دائما لقاءات القادة، ونبني عليها الآمال، ولكن - للأسف - سرعان ما تتبدد كل الأحلام، ويكتشف الشارع من خلال مهاترات بعض القادة أن القلوب مليانة، وأن كل ما نشاهده على الوجوه من الابتسامات هو شيء مصطنع، وليس له صلة بالواقع".
وأضاف" مطلوب منا كشعب أن نتفاءل، وأن نجتهد في طي صفحة الماضي، وأن ننفتح على الكل الفلسطيني، وألا نغل أيدينا في جيب أحد، وأن نحركها في كل فضاء يأتي لشعبنا بالمدد، ويجمع الصف، وينهي هذا الانقسام البغيض".
وتابع :" أتطلع في عيون كل من شاهد هذه الابتسامات العريضة التي تجسدها هذه الصور من أبناء شعبنا المحاصرين داخل أسوار غزة، والذين أخذت بتلابيب حياتهم كافة أشكال المعاناة من الجوع والبطالة والأحوال المعيشية والإنسانية والاجتماعية البائسة، ثم أحاول أن أقرأ معهم ومن خلال عيونهم هذه الصورة، وخاصة إذا تبين لنا بعد يوم أو يومين من انفضاض المجلس أنها كانت فقط للمظهرة، ولم يتمخض عن اللقاء شيء يخرجنا مما نحن فيه".
وكتب الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم في بوست على صفحة "الفيسبوك" "المشكلة ليست الصورة التي ظهر فيها الثلاثة يبتسمون، فهي لا تعبر عن حقيقة الحال الكارثي الذي نعيشه، المشكلة أن الصورة تعمق الإحساس بعدم عقد المصالحة، وخليط من المشاعر الصادمة والمخيبة للآمال، وهي بعيدة عن التوقعات والتفاؤل، ما نحتاجه صورة حقيقية يجتمع فيها الجميع بشراكة وطنية وفتح حوار ونقاش وطني ليس لإنهاء الانقسام والمصالحة واستعادة الوحدة بين حركتي فتح وحماس فقط".
وقال :"المصالحة إذا لم تبحث في ماهية المشروع الوطني التحرري وتعريفه والعودة إلى الأصول وأننا شعب يناضل من أجل الحرية وتمثلتا حركة تحرر وطني لدحر الاحتلال، وليست سلطة مهترئة ولا تمثل جميع الفلسطينيين ومصالحة من أجل اقتسام السلطة والمحاصصة".
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون إن لقاء الرئيس عباس مع قيادة حماس مشعل وهنية دليل واضح أن حماس مرنة ووطنية، وبعيدة عن الانتهازية السياسية، وأنها لم تستثمر موقع الرئيس الضعيف والمأزوم، ومنحته حضورا".
وأضاف "أعتقد أنها استمعت إليه وقد تكون قدمت نصائح وآفاق، وشجعته على استثمار اللحظة بمصالحة تاريخية لترتيب البيت الفلسطيني بشكل عام".
وتابع :"لقاء حماس لا يعني انحيازها لطرف فتحاوي دون آخر، فهي مع أي مبادرة للصلح واستنفاذها حتى آخر أمل".
وأردف المدهون :"مقابلة الرئيس تمت بصفة عباس رئيسا للسلطة وحركة فتح، ويبدو لم تخرج بخطوات واتفاقيات وتفاهمات جديدة، فعباس غير قادر على حسم القرار تجاه مصالحة حقيقية".
أما الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب قال :" لقاء علاقات عامة هكذا أسميه.. لن يحقق شيئا عمليا في مسيرة المصالحة، هدفه تجديد شرعية الرئيس عباس في هذه المرحلة بعد المتغيرات الأخيرة".
وأضاف "غزة أقرب من قطر ..فلم يبق شيئا للحوار، وإن توفرت الإرادة ستتحقق مصالحة".
من ناحيته قال الدكتور أحمد حلس في بوست على "الفيسبوك" :"أنا مع الوحدة الوطنية بكل قوة, ومع العض على الجرح النازف، ولنمضي قدما نحو حياة كريمة لنا وللأجيال القادمة، كم كان بين الغرب من حروب، ودماء سالت، وملايين القتلى والجرحى، واليوم هم في أفضل حال، يتوحدون ونحن نتمزق".
وأضاف "أنا مع إنهاء الانقسام بكل صوره ومخرجاته وتبعاته اللعينة ولم شمل الوطن للتفرغ لما هو أعقد و أصعب للتفرغ للاحتلال وللبناء والتطوير".