نشر بتاريخ: 29/10/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
بيت لحم- معا- تعتبر قصة الضباط الاسرائيلي "تفسيكا" اهم قصة بطولة ربى الجيش الاسرائيلي اجيالا على ذكرها، بعد ان منح الضابط بطل هذه القصة وسام البطولة والشجاعة لحرب اكتوبر 1973 أو ما يعرف اسرائيل بحرب الغفران.
كشفت القناة الثانية العبرية عبر تقرير مطول بثته يوم امس "الجمعة" عن حقيقة البطولة المزعومة، مؤكدة انها خيالية تم فبركتها وصناعتها بعد الحرب لرفع المعنويات، لكنها لم تحدث في الحقيقة.
وتقوم البطولة المزيفة على ان الضابط "تسفيكا غرينغولد" وهو نائب قائد لواء 188 قد دمر لوحده عشرات الدبابات السورية التي اقتحمت خطوط الدفاع الاسرائيلية في الجولان المحتل في اليوم الاول للحرب.
واستضافت القناة ضباط احتياط كبار خدموا في تلك الفترة وبعضهم في ذات اللواء، واكدوا ان قصة البطولة كذبة كبيرة تم فبركتها بهدف رفع معنويات جنود اللواء 188 الذي مني بخسائر جسيمة بالافراد والمعدات على يد قوات الجيش العربي السوري.
وقال العقيد احتياط "يائير نفشي" الذي تولى قيادة اللواء 188 بعد الحرب "هذه قصة غير حقيقية قمنا بفبركتها لاننا اردنا بناء اللواء من جديد بعد الحرب، وكنا بحاجة لقصة بطولة ترفع المعنويات".
"كنا نبني اللواء من نقطة الصفر وكنا بحاجة في الاساس لقصة من أي نوع وهكذا ولدت قصة قوة تسفيكا المفبركة".
وتعتبر قصة "قوة تسفيكا" واحدة من اشهر واهم قصص "البطولة" التي روج لها الجيش الاسرائيلي عبر تاريخه وتحولت هذه القصة مع مرور الزمن الى رمز للقتال الصلب والتصميم على أداء المهمة ورمزا للشجاعة حيث قدم الضابط "تسفيكا" محاضرات مطولة روى خلالها للجنود والضباط الجدد قصة بطولته التي رددها هذا الضابط عبر وسائل الاعلام الاسرائيلية مرارا وتكرارا وفي كل مناسبة اتيحت له.
ويقف في مركز هذه الرواية النيقب "تسفيكا
غرينغولد" ابن الـ 21 عاما خلال الحرب وكان يوم اندلاع الحرب 6/10/1973 في احد المواقع في هضبة الجولان السورية المحتلة وخرج على رأس قوة مكونة من 3 دبابات فقط لصد الهجوم السوري ووقف تقدم الجيش السوري باتجاه مفترق طرق "نفح"، ودمر الجيش السوري دبابتين ليبقى هذا "البطل" مع دبابة واحدة واقفا امام الهجوم السوري ونجح بوقف التقدم السوري لعدة ساعات.
ووثق موقع "يد للمدرعات" القصة المفبركة بقوله "حين بقي تسفيكا لوحده قرر الخروج عن الطريق وتسلق تلة قريبة وحين وصل أعلى هذه التلة لاحظ وجود ثلاث دبابات سورية مضاءة بشكل كامل فدمرها واحدة تلو الأخرى وقبل أن يكتشف السوريين انه وحيدا انتقل الى موقع آخر وبعد مرور ساعة اقترب منه رتل من الدبابات والمدرعات السورية مكون من ثلاث دبابات وشاحنات وهنا انتظر تسفيكا بصبر وبرود اعصاب حتى وصل الرتل السوري الى دائرة مرماه فدمر الدبابة السورية الاولى على مسافة 20 متر فقط من مكانه وفورا غير موقعه وأطلق النار على دبابة سورية اخرى وهكذا حتى دمر 10 دبابات سورية واعتقد السوريون انهم يواجهون قوة كبيرة فانسحبوا وفروا من المكان".
واصيب " تسفيكا" خلال الحرب ونقل الى المستشفى لكنه عاد بعد شفائه لمواصلة القتال وحصل على وسام البطولة والشجاعة.
وبقيت قصته وكأنها حقيقة حتى بدأت عملية افتضاح امرها عام 1984 حيث سحبها الجيش الاسرائيلي من برامج التعليم الخاصة بارث وتاريخ هذا الجيش قبل ان يعيدها مرة اخرى لتبقى حتى يومنا هذا، الى حين كذبها وفضحها ضباط كبار كانوا في تلك الفترة ضمن القوات التي قاتلت في الجولان المحتل.
وقال العقيد احتياط "امنون شارون" وهو احد اصدقاء "تسفيكا" وقاتل معه قبل ان يسقط في اسر الجيش السوري للقناة الثانية "شاهدت في اخر ايام الحرب على شاشة التلفاز تقارير مختلفة تتحدث عن قصة "تسفيكا" وهذا الامر أثار غضبي وعلى الجمهور ان يعرف الحقيقة، لذلك لم يعد بمقدوري الصمت اكثر من المعيب أن نربي اجيالا على هذه القصة".
واضاف شارون "حين قابلت تسفيكا خلال الحرب لم يتحدث احد عن هذه البطولة التي تحولت مع الأيام الى أسطورة وأقول لكم بشكل قاطع وواضح ان تسيفكا حين التحق بالقوات التي كنت اقودها لم يتحدث مطلقا عن وجود دبابات سورية أو عن معارك وقتال دار في المنطقة ولم نر أي استشارة أو دليل مهما كان صغير يشير الى وجود ولو دبابة واحدة وانا لا اتحدث عن 10، 20، 30، 50 دبابة بل أي اشارة على وجود دبابة واحدة".