نشر بتاريخ: 29/10/2016 ( آخر تحديث: 30/10/2016 الساعة: 17:13 )
بيت لحم- تقرير وجدي الجعفري - معا- تشير التقارير الشهرية لوزارة المالية الفلسطينية أن المملكة العربية السعودية لم تسدد التزاماتها المالية منذ خمسة أشهر والبالغة نحو 100 مليون دولار، ما يؤكد توتر العلاقة بين الطرفين بعد المبادرة العربية لتوحيد حركة فتح وتحقيق المصالحة الفلسطينية التي قوبلت برفض فتحاوي حاد.
لكن على الرغم من عدم تسديد السعودية لالتزاماتها المالية للسلطة إلا أن محللا اقتصاديا أكد لـ معا ان الحكومة لن تواجه ازمة مالية خانقة تصل إلى حد عدم القدرة على صرف رواتب الموظفين.
وقال المحلل الاقتصادي نصر عبد الكريم إن السعودية كانت تدفع شهريا نحو 20 مليون دولار للسلطة، وهو مبلغ ليس ذي أهمية كبيرة يمكن أن يؤثر على دفع رواتب الموظفين لكنه بالتأكيد سيؤثر على السيولة المالية للسلطة.
الحكومة قادرة على ادارة الازمة وأضاف لـ معا ان الحكومة باتت تعتمد بشكل كبير على الايرادات المحلية في دفع الرواتب، في ظل تراجع الدعم الخارجي بنسبة تزيد عن 70%، موضحا انه في حال ايقاف السعودية لدعمها تستطيع الحكومة ان تدير الازمة بتأجيل بعض النفقات أو اللجوء الى البنوك أو زيادة الجباية، لافتا في الوقت ذاته تحسن الوضع المالي للسلطة بعد تلقيها اموالا محتجزة من اسرائيل تصل لـ 500 مليون شيكل قبل اسابيع قليلة بعد توقيع اتفاقية الكهرباء.
وقال: "المساعدات من السعودية مهمة لكن ليست كبيرة".
اسباب وقف الدعم وارجع عبد الكريم وقف السعودية تسديد التزاماتها المالية الى الازمة المالية التي تعانيها الرياض نتيجة انخفاض اسعار البترول والحرب في اليمن والتي دفعتها لاقتراض نحو 17 مليار دولار، اضافة الى اسباب سياسية ناتجة عن توتر العلاقة بين السعودية والسلطة اثر بعض المواقف.
وتحدثت تقارير صحافية ان ازمة سياسية بين السلطة والسعودية بعد مبادرة قدمتها الرياض وعمان والقاهرة والامارات تهدف لتوحيد حركة فتح، وتحقيق المصالحة بين فتح وحماس، وتحريك عملية السلام، دعم الفلسطينيين في الداخل والشتات.
توتر بين الحلفاء بدوره، وصف المحلل السياسي د. احمد رفيق عوض ما يجري بين السعودية والسلطة بـ"التوتر بين الاصدقاء الحلفاء"، مرجعا ذلك الى المبادرة التي طرحتها الرباعية العربية والتي قوبلت بحساسية من حركة فتح واعتبرت تدخلا في الشأن الفلسطيني.
وتشهد حركة فتح خلافات داخلية كبيرة دفعت اللجنة المركزية للحركة الى فصل العديد من عناصرها بتهمة "التجنح".
وأضاف لوكالة معا ان "توتر العلاقات بين الحلفاء، امر مشروع، ويحدث في الكثير من الاحيان"، مستبعدا تواصل التوتر بين رام الله والرياض خاصة ان الطرفين بحاجة الى بعضهما البعض، فالسلطة بحاجة الى السعودية كدولة عربية وغطاء دبلوماسي في خطواتها المقبلة، والسعودية بحاجة الى فلسطين لانها تريد ان يكون لها دورا مهما في اي حل مقبل ولا تريد ان تخسر السلطة في ظل ازدياد قوة ايران.