قلق شديد في اوساط أجهزة الامن الاسرائيلية: حماس على وشك تجاوز "الخطوط الحمر" في تطوير صواريخ القسام
نشر بتاريخ: 07/12/2007 ( آخر تحديث: 07/12/2007 الساعة: 11:14 )
بيت لحم- معا- أعربت الاجهزة الامنية في اسرائيل عن قلقها الشديد جراء قيام حركة حماس "بتحديث منظومة الصواريخ التي بحوزتها في قطاع غزة مؤخراً".
ونقلت صحيفة "هارتس" عن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية قولهم إن حماس تمكنت، على ما يبدو، من التغلب على مشاكل تكنولوجية كانت تقلل من مدى نجاعة الصواريخ طوال عدة سنوات, وأصبح بإمكانها تخزين الصواريخ لمدة زمنية أطول، ما يتيح لها مراكمة كمية كبيرة من الصواريخ وإطلاقها بأعداد كبيرة عند الحاجة".
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) وضعا، في السنة الأخيرة، "خطين أحمرين" أمام تطور القدرات الصاروخية لحركة حماس، بحيث يعجل تجاوزهما من عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة: تطوير مدى الصاروخ، وإطالة مدة التخزين, وبحسب الأجهزة الأمنية فإن حماس تجاوزت الخط الثاني وهي على وشك تجاوز الخط الأول.
وتابعت المصادر ذاتها أن متابعة الأشرطة الإعلامية التي تنشرها حماس، بالإضافة إلى التصريحات الأخيرة لكبار المسؤولين، تبين أن الحركة تهدد الآن بهجمات واسعة على إسرائيل، ما يبدو كأنه دليل آخر على تطوير القدرات الصاروخية.
وجاء أن حماس عانت حتى اليوم من مشكلة تخزين الصواريخ لمدة زمنية طويلة.
وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن صاروخ القسام هو بدائي نسبيا، نظرا لكون المواد المتفجرة فيه حساسة، وفي حال تم تخزينه لفترة تزيد عن عدة أسابيع، فإنها تمتص الرطوبة بشكل يؤثر على عمل محرك الصاروخ, وكانت هذه المشكلة أحد الأسباب التي تجعل حماس تسارع إلى إطلاق غالبية الصورايخ الموجودة بحوزتها, وفي حال لم تكن الظروف السياسية مريحة لحماس، كانت تقوم بتسليمها لحركات أخرى أصغر منها، مثل الجهاد الإسلامي، وفصائل أخرى تابعة لحركة فتح ولجان المقاومة الشعبية.
وأضافت المصادر أيضا أنه في عدة فترات سابقة من التصعيد بين إسرائيل وحماس، مثل تلك التي حصلت في ذكرى "الاستقلال" النكبة، فقد أطلقت الحركة ما يقارب 300 صاروخ خلال عدة أيام, ولم يتم تجاوز هذا العدد من الصواريخ، وذلك لأن مخازن الصواريخ نفدت، وخطوط الإنتاج لم تتمكن من إنتاج كميات أخرى.
كما جاء أن أكثر ما يقلق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يتصل بإمكانية تخزين المئات، وربما الآلاف من الصواريخ في القطاع، لأن القدرة على التخزين تعني إمكانية بناء ترسانة ضخمة من الصواريخ خلال عدة شهور, وفي هذه الحالة يمكن لحماس أن تقصف "سديروت" بشكل متواصل، ولن تستطيع المدينة أن تصمد أمام قصف صاروخي يصل إلى مئة صاروخ يوميا، الأمر الذي سيؤدي بإسرائيل إلى اللجوء إلى عمليات متطرفة، على حد قول المصادر ذاتها.
وأضافت أنه من دروس الحرب الأخيرة على لبنان هي أن سلاح الجو لا يمكن أن يتغلب على الصواريخ القصيرة المدى, وفي حال غياب الحل الجوي فإن الجيش سوف يقوم بحملة برية واسعة، تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا من الطرفين.
ونسبت المصادر عملية تطوير القدرات على تخزين الصواريخ إلى حد كبير إلى دور خبراء عسكريين دخلوا قطاع غزة في الأشهر الأخيرة, مشيرة إلى ناشطين فلسطينيين من عناصر التنظيمات الإسلامية التي تدربت واكتسبت الخبرة الواسعة في معسكرات التدريب التابعة لحزب الله وحرس الثورة الإيراني، في لبنان وإيران, وقد تم تهريب عدد من هؤلاء الخبراء إلى قطاع غزة، في حين دخل آخرون عن طريق رفح في إطار اتفاق بين مصر وحكومة حماس.
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن نائب وزير الأمن، متان فلنائي، كان قد أجرى جولة، يوم أمس الخميس، في محيط قطاع غزة، والتقى رؤساء المجالس الإقليمية وممثلين عن بلدية عسقلان و"سديروت" و"نتيفوت"، وطلب منهم الاستعداد لإمكانية حصول تصعيد في المنطقة، ما يؤدي إلى زيادة إطلاق الصواريخ.
وإلى جانب مخازن الصواريخ الضخمة، تابعت المصادر الإسرائيلية، تتزايد الإشارات التي تدل على أن حماس والجهاد الإسلامي، بمساعدة إيران، على وشك تجاوز مدى 15 كيلومترا للصاروخ, وهذا التطوير التكنولوجي يضع عسقلان وعشرات المستوطنات الصغيرة في النقب الشمالي والغربي أمام خطر ملموس.
وقالت "هآرتس" إنه مع ذلك، وبالرغم من توصية القيادة العسكرية لمنطقة الجنوب، فإن وزير الأمن إيهود باراك، ورئيس هيئة أركان الجيش غابي أشكنازي، لا يعتقدان في هذه المرحلة أن هناك مجالا لتنفيذ عملية فورية في قطاع غزة، والسبب الرئيس لعدم تنفيذ ذلك هو تجديد العملية السياسية مع السلطة الفلسطينية، على خلفية أنابولس, وكان باراك قد صرح مؤخرا عدة مرات أن إسرائيل تقترب من العملية العسكرية الواسعة في قطاع غزة.