مراقبون: سياسة مصرية جديدة تجاه قطاع غزة
نشر بتاريخ: 01/11/2016 ( آخر تحديث: 02/11/2016 الساعة: 00:22 )
غزة- تقرير معا- توقع مراقبون فلسطينيون إحداث تغيير في السياسة المصرية تجاه قطاع غزة رغم التوتر السائد بين القيادة المصرية وحركة حماس بعد عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسى في مايو من العام 2013.
ورأى مراقبون في أحاديث منفصلة مع مراسل "معا" أن التغيير في السياسة المصرية تجاه غزة يأتي نتيجة اعتبارات الأمن القومي والأزمات التي تعاني منها مصر.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب وجود سياسة مصرية جديدة تنطلق من اعتبارات الأمن القومي المصري بالإضافة إلى الأزمات التي تعاني منها مصر بالإضافة إلى الخريطة السياسية المتوقعة بنتائج ما يسمى بالربيع العربي على ضوء ما يجري في سوريا والعراق تحديدا.
وقال الكاتب الذي كان ضمن المشاركين في مؤتمر عين السخنة في مصر منتصف أكتوبر:" أعتقد أن هناك انطلاقة لسياسة مصرية جديدة للامساك بالورقة الفلسطينية من خلال سياسات تندرج تحت الرباعية العربية من ناحية والعلاقات المتوفرة دائما بين مصر فلسطين".
وأضاف " هناك قرارا مصريا قبل انعقاد مؤتمر عين السخنة لتحسين الخدمات في القطاع ونحن في المؤتمر ساهمنا في تسريع هذه العملية من خلال سفر الطلاب الذي من المفترض مغادرتهم عبر معبر رفح هذا الأسبوع".
بدوره، قال الكاتب الدكتور طلال الشريف "هناك مصلحة مصرية وضحت تماما خلال مؤتمر عين السخنة في مصر .. المصريون فرضوا أجنحتهم على قضايا في الاقليم ويبلورون سياسة مركزية للعرب كما كانوا بالسابق هم يقودون الوطن العربي".
وتابع:" الان مصر تتفرغ لحل هذه الاشكالية بمحاولة استرجاع قطاع غزة سياسا واجتماعيا عبر اللقاءات وقد يكون هناك خطوات لفتح السفارة في غزة المغلقة منذ أحداث الانقسام وإنشاء مستشفيات أو مؤسسات لها علاقة باستعادة الحياة الطبيعة للقطاع".
وأردف الكاتب الشريف :"لم تكن الاجتماعات في مصر بسبب تحالف النائب محمد دحلان بالإخوة المصريين فهناك علاقة جيدة يستفيد منها دحلان ولكن المصريون لهم هدف استراتيجي واضح استعادة الوضع السياسي والاجتماعي مع غزة".
وقال :" المصريون صرحوا أمامنا في مؤتمر عين السخنة نحن تأخرنا وكنا في وضع غير قابل للتدخل رغم أننا نواجه مشاكل الان لكن الأفق مغلق بالملف الفلسطيني ومصر جزء لا يتجزأ من المبادرة العربية التي تحمل برنامج متكامل من مصالحة داخلية بحركة فتح وصولا إلى المعركة السياسية مع اسرائيل عبر المبادرة العربية بدون تغيير".
وحول معبر رفح ، أضاف الكاتب الشريف :"هناك دعوات مصرية لرجال أعمال مسؤولين في المجتمع المدني بغزة وتحاول مصر وضع جميع الفاعلين في المجتمع الفلسطيني في صورة الرؤية المصرية القادمة".
واذا كانت السلطة في صورة هذه الرؤية السياسية ، رأى الشريف أنها ليس بمنعزل عن السلطة لكن الرئيس محمود عباس اخرج نفسه من الخارطة لان العرب الوازنون قدموا له مبادرة تنتشل المجتمع الفلسطيني وتنهض بالنظام السياسي الفلسطيني عبر المصالحات والاجتماعات والذهاب إلى معركة المفاوضات مع اسرائيل على حد قوله.
من ناحيته، قال النائب في المجلس التشريعي أشرف جمعة :"إن الدور المصري قادم بقوة هذه المرة"، مضيفا "أن فتح معبر رفح البري لن يكون بديلا عن باقي المعابر مع الاحتلال الاسرائيلي".
وتابع النائب جمعة :"نحن لا زلنا تحت الاحتلال وهناك مسؤولية تقع على الاحتلال يجب أن لا نتناساها أو نغفل عنها لكن على إخواننا بالجانب المصري تخفيف الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع منذ عشر سنوات ورفع المعاناة عن جميع الفئات".
وأعربت مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية عن أملها بان تكون هناك انفراجه مع مصر ليس على صعيد معبر رفح فقط، وقالت:" أملنا في أمتنا العربية والشقيقة مصر أمل كبير لأننا جزء من المشروع التحرري العربي".
وأضافت :" نحن كفلسطينيين دورنا توحيد الموقف ومصر هي الشقيقة الكبرى لا يمكن تجاوزها على المستوى الفلسطيني ودعم القضية"، أملة أن يكون هناك حوار مثمر لتوحيد الصف الفلسطيني العربي خاصة أننا في محطة خطيرة جدا أما أن نكون أو لا نكون".
وكان أشرف أبو الهول نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية قال قبل يومين :"إن هناك توجها مصريا بفتح معبر رفح البري من 6-8 أيام شهريا".
وأضاف أبو الهول "أن هناك توجها يشمل الانفتاح على غزة بشكل أكبر، واستقبال وفود من كافة الاطياف واقامة أكثر من مؤتمر على غرار مؤتمر عين السخنة، وهذا ليس مرتبط بشخصية أو فصيل، وإنما بالسياسة المصرية للانفتاح على الجميع والمساعدة في حل الانقسام الفلسطيني وتعزيز الامن القومي المصري.
وتابع :" مصر تتعامل مع الجميع في حركة فتح والسلطة ودحلان، وهي تطالب بإصلاح حركة فتح، وتمكين الصف الفلسطيني" .
وأكد أبو الهول أن مصر قررت إعطاء أولية لحلحة الأوضاع على حدود غزة رغم ما تمر به مصر من أحداث وخاصة في سيناء, معتقدا أن الفترة القادمة ستشهد تدخلا مصريا أكبر لحل المشكلات الفلسطينية لأن القضية الفلسطينية اكثر ما يؤثر على المنطقة.
ويعاني 2 مليون مواطن في قطاع غزة ظروفا كارثية لا انسانية جراء استمرار الحصار الاسرائيلي منذ عشر سنوات واغلاق معبر رفح البري الذي يعد المتنفس الوحيد لسكان القطاع مع العالم الخارجي.
وبحسب احصائية صادرة عن مؤسسات مجتمعية فإن نسبة في القطاع تصل لـ 65% ،ويعتاش ما يقارب 80% من سكانه علي المعونات والمساعدات الانسانية،وواقع صحي وتعليمي متردي ،وخدمات أساسية بأدني مستوياتها ،وقطاعات حيوية منهارة تماما.
تقرير: أيمن أبو شنب