السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهة الديمقراطية في غزة تجري العديد من اللقاءات السياسية لمجابهة تحديات ما بعد لقاء أنابوليس

نشر بتاريخ: 07/12/2007 ( آخر تحديث: 07/12/2007 الساعة: 15:12 )
غزة- معا- عقدت الجبهة الديمقراطية في قطاع غزة عدداً من اللقاءات السياسية مع عدد من القوى والفصائل الفلسطينية بهدف تقييم مرحلة ما بعد أنابوليس لما لها من "تداعيات خطيرة على الوضع الفلسطيني".

فقد جرى لقاء سياسي مع حركة حماس ضم كلاً من صالح زيدان وصالح ناصر ومحمود خلف من الجبهة الديمقراطية, ومن حركة حماس، الدكتور محمود الزهار والدكتور خليل الحية، وجرى نقاش معمق للظروف الصعبة التي يمكن أن تنشأ ما بعد أنابوليس من تصعيد العدوان الإسرائيلي وتشديد الحصار على قطاع غزة واستمرار آلة القتل والاغتيال لقادة المقاومة, ولا سيما تعليق تزويد القطاع بالمحروقات أو التهديد بقطع الكهرباء حيث سقط 18 شهيداً خلال الشهر الماضي، جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

من جانبه شدد وفد الجبهة الديمقراطية على ضرورة الخروج من الأزمة الداخلية المعقدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والتي أثرت بالتالي على مجمل القضايا الوطنية ومكانتها الإقليمية والدولية وأن رؤية الجبهة للخروج من هذا المأزق تتمثل بتراجع حماس عن نتائج الحسم العسكري الذي أقدمت عليه في أواسط حزيران الماضي لفتح باب الحوار الوطني الشامل، على أساس وثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة، وطرح مختلف القضايا الخلافية على طاولة الحوار بعيداً عن الثنائية والمحاصصة التي لم تجلب سوى مزيد من الانقسام.

وأكد الوفدان أن الخاسر الوحيد من الأزمة الخطيرة هو الشعب الفلسطيني كله، والرابح الأكبر هو اسرائيل التي تستغل هذا الانقسام لطرح مشاريع سياسية تهدف لتصفية القضية الوطنية وتصعيد عدوانه على قطاع غزة، وأمام ذلك ناقش الوفدان ضرورة التنسيق بين الأجنحة المسلحة وإقامة غرفة عمليات مشتركة وصولاً إلى تشكيل جبهة مقاومة موحدة لصد التصعيد الإسرائيلي المتوقع على قطاع غزة.

وفي نهاية اللقاء تم الاتفاق على استمرار اللقاءات والتواصل والبحث بحلول للوضع السياسي وكيفية الخروج من الأزمة الداخلية وإنهاء حالة الانقسام.

من جانب آخر أجرت الجبهة الديمقراطية لقاءات متواصلة مع كل من الجبهة العربية الفلسطينية وجبهة التحرير الفلسطينية وحزب الشعب الفلسطيني وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني في القطاع.

وقد تم التأكيد على "أن الخطورة تكمن فيما بعد لقاء أنابوليس حيث لم يخرج هذا اللقاء بنتائج جدية وعملية سوى بالاتفاق على استئناف المفاوضات التي كانت قد بدأت فعلاً ما قبل أنابوليس، في حين أن لقاء أنابوليس كرس الصيغة الثنائية للمفاوضات وتركها دون مرجعيات وهذا تجاوزاً لمرجعية قرارات الشرعية الدولية، وهنا تكمن الخطورة في العملية التفاوضية. وفي ذات الوقت إسرائيل تنصلت من إلزامية السقف الزمني مع نهاية 2008 وهذا يدعو إلى التشكيك بمدى جدية الجانب الإسرائيلي".

وأكد وفد الجبهة الديمقراطية أنه لا بد من تشكيل مرجعية عليا للمفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية تشارك فيها الفصائل الراغبة في ذلك, واعتماد مرجعية المفاوضات وثيقة الوفاق الوطني والمبادرة العربية كحد أدنى لأي اتفاق يمكن أن يجري التوافق عليه.

وقد شدد الجميع على أهمية التمسك بالثوابت الوطنية وعدم التراجع عنها والتصدي للحصار والعدوان واستعادة الوحدة الوطنية. وأكد الجميع على أن مفتاح الحوار هو تراجع حماس عن خطوة الحسم العسكري والاستعداد للبدء بحوار وطني شامل على أساس وثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة.

كما تم الاتفاق على تواصل اللقاءات من أجل الضغط على جميع الأطراف لإيجاد السبل للخروج من الأزمة الراهنة.

وفي ذات السياق جرى لقاء ثلاثي بين الجبهتين الديمقراطية والشعبية وحركة الجهاد الإسلامي لتدارس التداعيات وتصعيد العدوان الإسرائيلي ما بعد أنابوليس وسبل التصدي للحصار والخنق الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة.

واتفقت الأطراف الثلاثة على: أن هناك مخاطر كبيرة على القضية الوطنية ما بعد أنابوليس بحاجة إلى جهود الجميع, وأن مفتاح حل الأزمة الداخلية تراجع حماس على خطوة الحسم العسكري.

واعتبرت ان الحوار الوطني الشامل هو الأسلوب الوحيد لحل الخلافات الداخلية, داعية الى وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين فتح وحماس, ووقف الملاحقات والاعتقالات في الضفة وغزة, والتصدي والصمود في وجه العدوان الإسرائيلي وتهديداته ضد قطاع غزة.

ويأتي هذا اللقاء ضمن اللقاءات العديدة المتواصلة بين الفصائل الثلاثة والتي تشكل المحور الرئيسي في سياق محاولة إنهاء الانقسام والخروج من الأزمة الداخلية واستعادة الوحدة الوطنية والعودة إلى الحوار الوطني الشامل.