الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خبير يدعو الجهات الدولية للحد من الاثار البيئية لمصانع الاحتلال

نشر بتاريخ: 02/11/2016 ( آخر تحديث: 02/11/2016 الساعة: 13:06 )
خبير يدعو الجهات الدولية للحد من الاثار البيئية لمصانع الاحتلال
رام الله- معا- دعا الخبير البيئي د. عقل ابو قرع الجهات الدولية المحايدة، وبالاخص برنامج الامم المتحدة للبيئة ومنظمة الصحة العالمية، وكذلك المؤسسات الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية الفاعلة في مجال حماية البيئة والقانون الى التنسيق من اجل وضع خطة عملية تعمل على الحد من الاثار البيئية والصحيه بعيدة المدى لوجود مصانع كيميائية اسرائيلية في المناطق المحاذية لمدينة طولكرم.
واضاف ان هذا يتطلب اجراء فحوصات دورية لعينات من التربة والمياه والخضار والفواكة، وكذلك لعينات من الهواء في تلك المنطقة، وأنه يتم اخذ العينات ومن ثم اجراء الفحوصات حسب جدول زمني لمراقبة تراكيز هذه المواد الكيميائية في العينات التي يتم فحصها واتخاذ الاجراءات اللازمة ومنها الاجراءات القانونية حسب القانون الدولي، بناء على نتائج الفحوصات.
واوضح ابو قرع انة معروف ان تكدس المصانع الاسرائيلية في تلك المنطقة يحوي مصانع كيميائية للبلاستيك والنايلون، ومصانع للاسمدة والمبيدات الكيميائية، وربما مصانع كيميائية اخرى، وكل هذه الصناعات تعتبر من الصناعات الخطيرة، والتي بالاساس من المفترض ان تكون بعيدة عن المناطق السكنية، وعن المصادر الطبيعية من مياه جوفية وتربة ومن احتمالات الوصول الى المنتجات الغذائية، وأن يتم التعامل مع النفايات الناتجة عن المصانع او مع الادخنة التي تبثها، بشكل لا تلوث البيئة ولا تشكل خطرا بعيد المدى على صحة الناس، وبالاخص على صحة الاطفال والنساء الحوامل.
غازات المصانع وتلوث الهواء
واشار ابو قرع الى الاثار البيئية الخطيرة لتلوث الهواء في المنطقة بمواد ناتجة من المصانع، وما يمكن ان يحويه من مواد كيميائية مثل اكاسيد الكربون والنيتروجن، او غازات مواد عضوية مثل مواد الديوكسين، او مواد متطايرة تشمل مبيدات حشرية وفطرية ومواد عضوية اخرى، وأن كل هذه المواد هي مواد خطيرة وقد تكون لها اثار انية وكذلك اثار بعيدة المدى تتمثل في امراض مزمنة وتشوهات خلقية.
تلوث التربة والمياه
وبين ان هذه المواد الكيميائية وبالاضافة الى تلويث الهواء قد تتساقط وتلوث التربة والارض في تلك المنطقة، ويمكن ان ترشح ومع مياه الامطار من خلال التربة وتلوث مصادر المياه وخاصة المياه الجوفية في تلك المنطقة، وبالاضافة الى المواد التي تلوث البيئة من خلال الدخان المتصاعد من المصانع، وأن مواد كيميائية اخرى قد تتسرب مع النفايات السائلة والصلبة من المصانع، ومن ثم تلوث التربة الزراعية ومصادر المياه وربما تصل الى مصادر الغذاء والمنتوجات الزراعية.
الامراض المختلفة
وقال أبو قرع إن ما ينتج عن هذه المصانع قد يؤدي الى احدث اثار صحية فورية تتمثل في امراض الجهاز التنفسى والعيون والصدر وربما الدوخان والارهاق وعدم التوازن والقلق والارق وما الى ذلك، وهذا بدوره يتطلب من الجهات الصحية الدولية وبالاخص منظمة الصحة العالمية اجراء تقييم صحي، سواء من خلال زيارات الى المنطقة التي تتعرض للتلوث او من خلال مراقبة تردد الناس على مراكز الرعاية الصحية الاولية او العيادات والمستشفيات ومن ثم توثيق النتائج واتخاذ الاجراءات اللازمة.
الاثار بعيدة المدى
وبين الدكتور ابو قرع ان الاكثر خطورة في مضاعفات الاثار الناتجة من المصانع، هي الاثار بعيدة المدى، والتي لا يمكن ملاحظتها بشكل سريع او بعد ايام او اشهر، وهي تتمثل بظهور الامراض المزمنة وبالاخص امراض السرطان وامراض الصدر والجهاز التنفسي والتشوهات الخلقية وبالاخص عند الاطفال، وهذا يعتمد على نوعية وتراكيز المواد الكيميائية في العينات البيئية المختلفة وبالاخص المياة والمنتجات الغذائية، ولذا من المفترض اجراء الفحوصات المخبرية الان وبعد فترات زمنية طويلة، وكذلك مراقبة نسبة الامراض غير السارية والعضالة في المنطقة ومقارنتها مع النسب في المناطق الفلسطينية الاخرى.