البرغوثي: مصرف الصفا سيطرح منتجات جديدة ترقى بالصناعة المصرفية
نشر بتاريخ: 03/11/2016 ( آخر تحديث: 10/11/2016 الساعة: 12:51 )
رام الله- معا- قال مدير عام مصرف الصفا نضال البرغوثي، إن المصرف يسعى لتقديم بدائل وحلول إبداعية للخدمات المصرفية التجارية القائمة، التي تستند إلى الشريعة الإسلامية، وتقوم فلسفتها على قيم السماحة والرحمة بالوقوف إلى جانب العميل في يسره وعسره، بما يساهم في المحصلة بتنمية حقيقية للاقتصاد الفلسطيني، دون إغفال تحقيق العائد الحلال للمساهمين والمودعين.
وأضاف البرغوثي:" نواجه أسئلة متكررة أهمها ما الذي سنقدمه، وهو سؤال محق لمصرف هو الثالث يعمل وفقا للشريعة الإسلامية في فلسطين، والجواب أننا سنركز على جودة الخدمة في تقديم المنتجات القائمة، سواء من حيث تسهيل الإجراءات أو السرعة في انجاز المعاملات، أو انخفاض الكلفة، هذا وحده كفيل بتغيير وجهة الناس، وبالتأكيد هذا لا يكفي لسوق ينقصها الكثير من المنتجات المصرفية الإسلامية المتداولة إقليميا وعالميا، وسنسعى لتقديم كل ما هو جديد من هذه المنتجات للسوق الفلسطينية، وسنعمل على إيجاد بدائل وحلول إسلامية أصيلة للخدمات المصرفية التجارية، التي تركز جل اهتمامها على استعادة أموالها وتحقيق اكبر عائد للمساهمين".
وأوضح أنه فق الدراسات، فان حوالي 30% من حجم الطلب على الخدمات المصرفية في فلسطين يتجه نحو الخدمات المصرفية المتوافقة مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، في حين أن التغطية الفعلية (العرض) تتراوح بين 10 و12% فقط، ما يعني وجود عجز في هذا النوع من الخدمات المصرفية تبلغ نحو 20%.
وقال البرغوثي إن تغطية هذا العجز بحاجة إلى مبادرات وجهود، والساحة مفتوحة للجميع لتقديم كل ما هو جديد ومبتكر لتغطية حاجة العملاء بتوفير هذه الخدمات والمنتجات.
وأضاف أن هناك منتجات مصرفية إسلامية متوفرة، لكنها قليلة ولا تلبي حاجة العملاء والسوق، وأنهم سيعملون على تطوير هذه الخدمات بما يمكن من تقديمها بسهولة ويسر وسرعة وبأقل كلفة ممكنة، كما أن هناك العديد من المنتجات ما زالت السوق الفلسطينية تفتقر لها رغم أنها متداولة على نطاق واسع في الأسواق العربية والإسلامية والعالمية، ونحن في مصرف الصفا وضعنا منذ البداية نصب أعيننا توفير هذه المنتجات في السوق الفلسطينية، والعمل على تطوير كل ما هو جديد من المنتجات المصرفية التي تحظى بحكم شرعي من قبل علماء مسلمين ذوي مكانة مرموقة وخبرة متأصلة في الصيرفة الإسلامية، وسنتعاون مع هؤلاء العلماء، سواء في فلسطين أو خارجها، لإيجاد بدائل تساهم في الارتقاء بالصناعة المصرفية الإسلامية للوصول إلى ما نصبو إليه".
غير أن البرغوثي لفت إلى أن إدخال منتجات جديدة، وطرحها في السوق بشكل آمن ومستقر، "بحاجة إلى فترة زمنية من الإعداد من النواحي الشرعية والقانونية، وهذا ما نحن بصدده الآن".
وأضاف" انطلقنا في مصرف الصفا ولدينا عشرة عقود، منها ما هو مطبق فعلا، ومنها ما هو تحت التطبيق، ولكل منتج عقد خاص به، كالمرابحة، والإجارة، والاستصناع، والمزارعة، وغيرها، ونستهدف طرح المزيد من العقود لمنتجات جديدة خلال النصف الأول من العام 2017".
في تجربة العديد من المصارف الإسلامية، يتلمس العميل الروح التي يتوقعها في تعامله مع المصرف، من جهة ليجد في نفسه الطمأنينة لجهة الحلال والحرام وفقا للشريعة الإسلامية، ومن جهة أخرى تلبية حاجته العملية سواء في مشتريات استهلاكية أو عقارية أو استثمار في مشروع وبكلفة معقولة (هامش ربح) محققاً مبدأ التكافل الاجتماعي.
وفي هذا، قال البرغوثي أنه رغم التباين في جودة وأصالة وكلفة الخدمات والمنتجات بين المصارف الإسلامية، إلا إنها عموما أثبتت فرقا واضحا مع البنوك التقليدية لجهة مراعاة أي تغير في وضع العميل، ومساعدته في النهوض إذا تعثر لأسباب خارجة عن إرادته، فعلى سبيل المثال، حين توقفت رواتب موظفي القطاع الحكومي بسبب تفاقم الأزمة المالية، تعاونت المصارف الإسلامية مع الموظفين بطريقة حملت روح التسامح، ولم تسجل أية فوائد او عمولات او غيرها من اشكال الزيادة على أقساط العملاء، وهذا نابع من صلب فلسفة الصيرفة الإسلامية.
كذلك، أضاف البرغوثي أن المصارف الاسلامية تأخذ بعين الاعتبار أية مستجدات تطرأ على وضع العميل من نواحي عدة، فإذا كان المشروع ناجحا ويعمل، أو متوقف لسبب قاهر قد ينبع من الأوضاع السياسية أو كارثة طبيعية، فإن نظامها يسمح بإعطاء مهلة لصاحب المشروع ريثما يتعافى ويستأنف العمل بمشروعه، دون تحصيل أية فوائد أو عمولات أو غرامات، هذا بحكم القانون ونظام عمل هذه المصارف.
في إحدى الدول المجاورة، مولت بنوك إسلامية وتجارية شراء شاحنات لعدد غير قليل من العملاء، لأغراض الاستخدام في التجارة مع دولة أخرى، لكن هذه الشاحنات توقفت عن العمل مع دخول الدولة الأخرى في حرب، فماذا كان مصير أصحاب الشاحنات وأسرهم؟، قال البرغوثي: عند توقف اصحاب الشاحنات عن السداد بسبب الحرب، لم يقم البنك الذي يعمل وفقا للشريعة الاسلامية بالحجز على الضمانات وبيعها بالمزاد، وانتظر الى حين انفراج الازمة، وهذا لا يُطبق في بنوك لا تعمل وفق أحكام الشريعة الاسلامية.
وأضاف: نحن في مصرف الصفا نسعى لتقديم بديل يستمد عملياته من تسامح الإسلام ورحمته بالعالمين، بمعنى العمل بمبدأ "نظرة إلى ميسرة"، وفي هذا أسمى القيم الأخلاقية، دون تعارض مع تحقيق عوائد، سواء للمساهمين أو المودعين، أو تفريط وتجاهل لحقوقهم.
وتابع: العملية يجب أن تكون متوازنة، والأخلاق تفرض إنصاف المقترضين دون تعريض المودعين للظلم أو أموالهم للخطر.
وباشر "مصرف الصفا" نشاطه الفعلي في 22 أيلول الماضي، وافتتح رسميا، قبل أيام، مقر إدارته العامة وفرعه الأول في رام الله، وقال البرغوثي "لدينا خطة للوصول إلى كل مواطن".
وقال البرغوثي:"خطتنا فتح فروع ومكاتب والانتشار في جميع محافظات الوطن. هذا سيتم على مراحل، لكننا سنتواجد على الأقل في المدن الرئيسية خلال العام 2017، وقد حصلنا على التراخيص اللازمة من سلطة النقد للتفرع في عدد منها، والأمور تسير بشكل ايجابي".
يشار الى أن نضال البرغوثي الذي اختاره مؤسسو "مصرف الصفا" مستشارا له في مرحلة التأسيس، وأول مدير عام بعد التأسيس، بنى خبرته على مدى ثلاثة عقود، عبر العديد من المناصب والمهام الرفيعة في مؤسسات مصرفية واقتصادية عريقة، كما ساهم في تأسيس العديد من المؤسسات الجديدة، إضافة إلى خبرته الأكاديمية في عدد من الجامعات والمعاهد.
وحصل البرغوثي على الدرجة العلمية الأولى (بكالوريوس) في الاقتصاد والإحصاء من الجامعة الأردنية في العام 1981، والثانية (ماجستير) في نفس التخصص ومن نفس الجامعة في العام 1988.
وعمل في العديد من المؤسسات المصرفية والمالية، وتدرج بالمناصب فيها، كالبنك العربي، الذي تدرج فيه من موظف في دائرة التجارة الخارجية والبنوك المراسلة إلى رئيس لدائرة الخزينة والخدمات الخاصة، كما عمل رئيسا لدائرة العمليات الإستراتيجية في البنك الوطني التجاري في جدة، ونائب الرئيس لدى بنك "ميريل لينش انترناشيونال" الاميركي في البحرين، كما أسندت له إدارة أحد البنوك الاسلامية المحلية في فلسطين حيث ساهم بفعالية بنقل البنك من الخسارة إلى واحد من أفضل البنوك،، كما عمل مستشارا للعديد من المؤسسات المالية والمصرفية ومحافظ الاستثمار، ومحاضرا ومدربا في العديد من الجامعات والمعاهد ومراكز التدريب، أبرزها الجامعة الأردنية، وجامعة النجاح الوطنية، والأكاديمية العربية للعلوم المصرفية، والمعهد الأردني للإدارة، ومركز التدريب المصرفي التابع للبنك، واتحاد المصارف العربية، وتوزع نشاطه في هذا المجال على عدة دول: لبنان، واليمن، وقطر، والإمارات، وفلسطين، والأردن.
وقال البرغوثي "افتتاح مصرف الصفا كان حدثا ذو شجون . كان مناسبة جمعتني مع معالي محافظ سلطة النقد الفلسطينية السيد عزام الشوا لإطلاق مؤسسة مصرفية جديدة، وهو رجل بدأت معه في فلسطين منذ الأيام الأولى لنشأة الجهاز المصرفي مع قيام السلطة الوطنية، حيث كنا معا في البنك العربي، والآن، بعد عشرين عاما نجتمع معا لإطلاق مصرف جديد . هذا اذكى لدي شعور فريد بأنني ما زلت أساهم في بناء بلدي فلسطين، وهو شعور يعني لي الكثير في مسيرتي هنا في هذا الوطن، حتى لو تخللها بعض الانقطاعات".
وأضاف: عملت في العديد من الدول، لكن العمل هنا في فلسطين له معنى آخر، أكثر من المعنى الوظيفي، فهي محاطة بخليط معقد من المعاني والأبعاد: الوطنية، والاجتماعية، والاقتصادية.