محطات من دورينا
نشر بتاريخ: 05/11/2016 ( آخر تحديث: 05/11/2016 الساعة: 15:14 )
بقلم : صادق الخضور
توقّف الدوري لإجراء مباريات ودية للمنتخب الوطني، وكل التوفيق لمنتخبنا في الاستحقاقات القادمة، لكن تواصل حالة عدم الوضوح فيما يخص منتخبات الأولمبي والشباب تثير العديد من التساؤلات.
العقوبات الإدارية: مع العقوبات، وضد المبالغة
مع صدور عقوبات إدارية مؤخرا، ومع التسليم بأهمية وجود عقوبات رادعة، إلا أن المبالغة أحيانا في بعض العقوبات، ثم التراجع عنها لاحقا يفقد أحيانا العقوبة قيمتها.
عقوبة متوسطة، وحرمان نهائي مثلا لأمد زمني محدد أفضل من الإعلان عن العقوبة المطولّة ثم التراجع عنها بعد فترة، هذا فيما يخص اللاعبين. أما العقوبات بحقّ الجماهير فهي منطقية في ضوء ما اعترى المباريات من خروج على النص.
ثمّة مواقع ومنتديات تقول نحن مع العقوبات، ثمّ نراها تتحفّظ على وجود غرامات مالية مع أن الغرامات جزء من العقوبات، وبدلا من أن تواصل هذه المنتديات التساؤل عن مقدار المبلغ الذي جناه الاتحاد، يجب أن تسأل عن عدد البطاقات الملونة؟ ولماذا هذا التنمامي في عدم انضباط اللاعبين؟ وما هو دور كابتن الفريق الذي يحمل شارة القيادة في ضبط الأمور داخل الملعب؟ وما هو انعكاس ردود أفعال بعض اللاعبين على الجماهير في المدرجات؟
أسئلة كثيرة، وكلنا مطالبون بنقاش جدّي لما اعترى بعض المباريات من أحداث، قوبل بعضها بعقوبات صارمة، وبعضها كان يستحق عقوبات أكبر، وبالتالي فإن وجود معايير واضحة، واتخاذ القرارات أولا بأول ضروري.
اللاعبون الصاعدون ..... تراجع في مستوى الاهتمام
أندية كانت مصانع للمواهب، تشهد تراجعا رهيبا في مستوى الاهتمام وطبيعته، ولذا بات غيابها عن البطولات أمرا منطقيا.
لقد تسبب الاحتراف في قتل الكثير من المواهب، حتى أن بعض الأندية أعارت نجوما من لاعبيها الذين يلعبون في المنتخب الأولمبي إلى أندية أخرى نظرا لعدم وجود فرصة لهم في أنديتهم الأصلية، وهذا يثير الاستغراب، لاعب منتخب ولا يجد فرصة في ناديه!!!!! والحديث هنا بالمناسبة عن أكثر من حالة وفي أكثر من نادٍ.
مَنْ مِنْ أندية المحترفين تعاقد مع مدرب متخصص للفئات العمريّة؟ ومَن منها يولي اهتماما خاصّا بهذه الفرق؟ ومن منها يتبنى خطّة واضحة المعالم على هذا الصعيد؟
أندية كانت تتميز بأنها بارعة في هذا الجانب تغيب، فلا منهجيات، والإدارات تعتقد أن مسؤوليتها تنحصر فقط في توفير متطلبات الفريق الأول، وقد تبدع في المحترفين أو المحترفين جزئي، لكنها تكون قد أهملت الفئات العمرية والرياضات الأخرى.
لقد بات واقع اللاعبين الصاعدين غير مرضٍ، واستقطاب أي لاعب تعزيز إذا لم يكن أفضل من أبناء النادي وبشكل كبير فلا جدوى منه، وبعض المهاجمين الذين تم التعزيز بهم لم يسجلّوا بعد، أو سجلّوا هدفا يتيما!!!!!!!!!
دوري المحافظات الجنوبية
من المتابعات لدوري المحافظات الجنوبية، يلاحظ وجود إبداع كبير، وهو ما يستوجب أخذ ذلك بعين الاعتبار لاستقطاب أسماء لرفد المنتخب الوطني بها وكذا الحال مع المنتخب الأولمبي.
لا زال دوري غزّة دون متابعة رسمية، وهذا ما يتطلب تشكيل لجنة فنية تتابع المباريات هناك أولا بأول، وتزوّد القائمين على المنتخبات برؤية واضحة تجاه الأسماء الممكن الاستعانة بها.
توجد أفكار عديدة لتسليط الضوء على الدوري هناك، ومن بينها تنظيم جولة لإعلاميين مثلا لحضور جولتين من جولات الدوري، والوقوف على مدى ما يحوزه الدوري من إبداعات كروية، خاصة في ضوء الحديث عن إبداع في مركزي حراسة المرمى والهجوم، في ظل وجود ملاحظات مؤخرا على مردود هذين الخطين في منتخبنا.
في المحصلّة: يشكّل دوري المحافظات الجنوبية محطّة جديرة بالاهتمام، لم تحظذ بعد بما تستحقّه من اهتمام.