نشر بتاريخ: 05/11/2016 ( آخر تحديث: 05/11/2016 الساعة: 18:38 )
الخليل – معا -خالد القواسمي :وسطنا الرياضي مليء بالحكايات والقصص ربما ننفرد بها عن غيرنا فحياة الرياضي الفلسطيني تتسم بالمشقة والمنغصات بسبب الاحتلال وتواجه بالإرادة والعزيمة الصلبة التي يتمتع بها الانسان الفلسطيني لإدراكه أن تحمله للمعاناة جزء من العملية النضالية دفاعا عن قضية وطن وشعب لازال يرزح تحت نير آخر احتلال عرفته البشرية .
خصال كثيرة بمعاني كبيره تجدها ويتمتع بها الكثيرين من الرياضيين الفلسطينيين رأس الهرم الرياضي اللواء جبريل الرجوب أفنى زهرة شبابه داخل المعتقلات وكذلك الامين العام لاتحاد كرة القدم عبد المجيد حجه ونجم كرتنا اللاعب السابق والمدرب الوطني الحالي ايمن صندوقة ولمن لم يعرف الكثير عن سيرته فهو صاحب صولات وجولات في المسيرة النضالية الفلسطينية تحمل ظلمة السجون والمعتقلات وهو من قضى ما يقارب الخمس سنوات في اقبيتها خلال الانتفاضة الاولى دفاعا عن وطنه ويحتضن صدره وسام شرف الدفاع عن وطنه رصاصة غادرة لا تزال جاثمة بوخزتها وآلامها بين ضلوعه لتكون شاهدة على معاناة الرياضيين الفلسطينيين.
عاشق الامعري اللاعب والمدرب ايمن صندوقة سليل عائلة كروية بشيبها وشبابها واشبالها وزهراتها من الجد حتى الحفيد قدمت بكل عطاء وانتماء للرياضة الفلسطينية ولم تبخل في تقديم كل جهد لرفعة الراية الرياضية الفلسطينية ولتبقى شعلتها متقدة .
صندوقة اللاعب والمدرب حكاية فلسطينية تستحق الاشادة والثناء ومسيرته حافلة بالمحطات الرياضية بدأها مع فريقه الأم ومعشوقه الازلي مركز شباب الامعري واستطاع بجانب اخوته ناهض وحسن وامجد ومؤمن والكوكبة المضيئة من البراعم والاشبال والناشئين من نفس العائلة المضي نحو آفاق التطور وصولا لأعلى المراتب والصعود على منصات التتويج نتيجة لجهودهم وابداعهم وتميزهم .
الابداع والتميز والعطاء والانتماء سمة متجذرة في اعماق صاحب الخلق اللاعب والمدرب ايمن صندوقة فأينما حل وارتحل وضع له بصمة وما اكثرها من علامات بدأت مع مسيرته كلاعب في الامعري وحقق معه البطولات لينتقل بخبرته للعب لعميد الاندية الفلسطينية شباب الخليل ولم يبخل في اسعاد جماهيره لينقل البسمة لترتسم على شفاه نادي هلال اريحا ومحبيه ولم يكتف بتوزيع طاقاته وقدراته على تلك الاندية ليتوج مسيرته كلاعب ضمن صفوف منتخب الشرطة الفلسطيني وحقق معه العديد من الانجازات رغم المدة القصيرة التي قضاها بين زملائه من حراس الوطن.
لم يكن نجمنا ايمن صندوقة كالعديد من الرياضيين ولم يكتفي بما حققه كلاعب فذ في ميادين الكرة محليا وعربيا ودوليا في الاندية والمنتخبات الوطنية ليبقى على تواصل دائم مع الساحرة المستديرة وكأنها قد القت بظلالها وسحرها عليه وامتلكت كل جوارحه وتلاعبت بقدراته لتحط به بالجانب التدريبي فحط الرحال به لتدريب فرق بيتونيا وبيتللو والامعري والبيرة وسلواد وسلوان ومنتخب الشرطة ليتوكل اليه مهمة وطنية لقيادة دفة تدريب المنتخبات الوطنية الناشئة ومع بروزه كمدرب له بصمات زادت المسؤوليات على كاهله مما استدعى النادي الاهلي في الخليل للطلب من رئاسة الاتحاد الفلسطيني للاستعانة بقدرات المدرب صندوقة لما يمتلكه من خبرة لقيادة المارد الاهلاوي لمواجهة الفرق في المشوار الاسيوي كممثل للوطن وكرته بعد انتزاعه لبطولة كاس فلسطين وكأس الدولة وكأس السوبر التي دانت للأهلي في خطوة غير مسبوقة للعام الثاني على التوالي وكان لصندوقة ورفقاءه في الجهاز الفني الاثر الكبير في ذلك ليخوض معترك الاسيوية وحقق الانجاز تلو الانجاز للأهلي ليصب في أقنية المصلحة الفضلى للكرة الفلسطينية.
ومع بداية دوري المحترفين وبقاء صندوقة على راس الهرم لقيادة الاهلي ودخول مرحلة انتقالات اللاعبين اتبع القائمين على الاهلي سياسة مغايرة تمثلت بإفساح المجال للاعبيه بالانتقال والاحتراف الخارجي فافقد الفريق ميزة التناغم والتجانس لرحيل ابرز لاعبيه للعب في تشيلي وماليزيا ومصر ولم يكن هنالك متسع للإعداد بشكل كامل ومع انطلاق الدوري تعرض الاهلي لانتكاسات اجبرت الطاقم الفني وبناء على رغبته وبالتراضي للرحيل لتنتهي رحلة التألق والابداع مع الاهلي.
لم تنتهي حكاية صندوقه بل امتدت فصولها وتداخلت اوراقها بعد اخفاق العميد الشبابي كشقيقه الاهلي في الدوري وتعرضه لانتكاسات لم ترضي الجماهير وحيرت الجميع لما يحصل ويجري لبطل الدوري لا سيما وان بين صفوفه نخبة اللاعبين وبعد استفحال الامر وتأزمه وعدم ايجاد حل لحالة الفريق اعلن المدرب القدير رائد عساف عن استقالته التي قوبلت بالرفض الاداري ومع الاصرار وبالتراضي ومن خلال مؤتمر صحفي اعلن عن فك الارتباط فيما كان يجول في اروقة العميد ويتردد الصدى منذ اعلان استقالة عساف وما قبلها اسم المدرب ايمن صندوقة وكما رغبت الاكثرية بهذا الاتجاه تم الطلب من رئاسة الاتحاد بالاستعانة بقدرات المدرب الوطني ايمن صندوقة وكما هو دأب اتحادنا الفلسطيني بتقديم المساعدة والعون لأنديتنا وفرقنا أوكل لصندوقة وابو عليا للإشراف على تدريب العميد لقيادة مسيرته الكروية في الدوري وفي البطولة العربية وفي الاستحقاق الاسيوي وكل هذا وذاك لم يأتي من فراغ انما نتيجة جهد وعرق كبير بذله المدرب ايمن صندوقه اعطاه الافضلية لإخراج افضل الالحان الكروية اطربت الالوف من عشاق الكرة الفلسطينية هذا جزء من مسيرة صاحب السيمفونية الكروية الفلسطينية بالتوفيق للمدرب الدمث ايمن صندوقه في مسيرته وبلوغ اعلى درجات المجد.