نشر بتاريخ: 07/11/2016 ( آخر تحديث: 07/11/2016 الساعة: 18:21 )
بيت لحم- معا- بعد الموصل العراقية، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية والمدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، انطلاق عملية استعادة الرقة السورية من سيطرة تنظيم داعش.
"غضب الفرات"، اسم أطلقته قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية سورية مدعومة من واشنطن، على معركة تحرير الرقة المعقل الأبرز لتنظيم داعش في سوريا.
القوات الكردية: لا وجود تركي بالمعركة
وأكدت تلك القوات على عدم وجود أي دور تركي في الهجوم على الرقة، والتي اتخذها داعش معقلاً له في سوريا.
أميركا تسعى جاهدة لطمأنة تركيا
إلى ذلك، عمدت الولايات المتحدة إلى "طمأنة" تركيا عبر رسائل تهدئة، حيث أشارت واشنطن إلى إمكانية مشاركة تركيا في المعركة، إلا أنها ألمحت إلى أن الدور التركي قد لا يكون عسكرياً.
والتقى رئيسا أركان الجيش التركي والأميركي في أنقرة، وبحثا التحركات ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، تحديداً في مدينتي الباب والرقة السوريتين وذلك في الأيام المقبلة.
وناقشا أيضا تحركات وحدات حماية الشعب الكردية والمخاطر من وقوع اشتباكات طائفية في المنطقة.
من جهتها، رحبت وزارة الدفاع الأميركية ببدء عمليات تحرير مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم داعش، مشيرة إلى أن المعركة لن تكون سهلة.
فيما أكد مسؤولون أميركيون على استمرار المباحثات حول من سيتولى المهمة ميدانياً، بعد استعادة المدينة من التنظيم، واعتبر أن مسؤولية اقتحام المدينة تعود بشكل أساسي لقوات عربية، لأن المدينة عربية.
التحالف يرد..
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي أنه عندما يتعلق الأمر بالرقة، فالتحالف يريد أن تكون القوة التي تحرر المدينة في نهاية المطاف قوات عربية. وقال: "لهذا قمنا بتدريب العديد من هؤلاء المقاتلين وسوف نستمر بتدريب المزيد منهم".
ردود مرحبّة وأخرى متخوفة
ولاقى إطلاق معركة تحرير الرقة من تنظيم داعش تأييداً دولياً، خاصة من فرنسا التي شددت على بدء المعركة ضد التنظيم في المدينة التي تعتبر معقله في سوريا بالتزامن مع عملية الموصل في العراق.
إلا أن التأييد الذي لاقته المعركة زاد من مخاوف مشاركة القوات الكردية بمفردها في عملية تحرير الرقة، دون إشراك باقي فصائل المعارضة السورية، على الرغم من أن غالبية سكان المدينة من العرب.
المعركة ميدانيا..البداية كانت من التأكيد الدولي على حتمية انطلاق عملية تحرير مدينة الرقة، معقل داعش المزعوم في سوريا بعد الموصل العراقية فوراً، والتأكيد أيضاً على منع هروب قياديي داعش وعناصره من الموصل إلى الرقة، التي تبعد 400 كيلومتر إلى الغرب.
وكان متحدث باسم ميليشيات الحشد الشعبي في العراق قد قال إنهم سيطروا على الطريق السريع الذي يربط مدينتي الموصل في العراق والرقة السورية، واستطاعت الميليشيات أيضاً قطع طريق الإمداد الرئيسي الذي يستخدمه تنظيم "داعش" بين المدينتين.
فيما أعلن مسؤول أميركي بعد الإعلان عن انطلاق معركة تحرير الرقة أنه بدء عملية عزل المدينة، تمهيداً لتنفيذ هجوم عليها لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش.
وقال المسؤول "سنسعى أولا إلى عزل الرقة للتمهيد لهجوم محتمل على المدينة بالتحديد لتحريرها".
وأعلن المسؤول "نبذل جهداً من أجل تعزيز الضغط على تنظيم داعش في الرقة، بموازاة عملية مماثلة في العراق"، في إشارة إلى الهجوم على الموصل، معقل المتطرفين في العراق، الذي بدأته القوات الحكومية العراقية قبل 3 أسابيع.
أما قوات سوريا الديمقراطية فبعد إعلانها انطلاق معركة تحرير مدينة الرقة أكدت أن المعركة ستجري بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في العراق وسوريا.
وصرّحت سوريا الديمقراطية أنها تلقت وعوداً دولية بتقديم الدعم العسكري في عملية تحرير الرقة.
عن الرقة.. وممارسات داعش
الرقة مدينة في شمال سوريا، عاصمة محافظة الرقة، تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، على بعد حوالي 160 كم شرق مدينة حلب. سيطر تنظيم داعش بشكل شبه كامل على محافظة الرقة في كانون الثاني/ يناير من عام 2014، وبدأ يعيث فيها فساداً.
يروي ناشطون أوضاع الناس المعيشية وما يفرضه "داعش" على الأهالي المقيمين والنازحين من إجراءات صارمة.
ظروف صعبة وخانقة يمر بها أهالي الرقة والبوكمال، حيث كثر الجوع بين الأطفال والنساء بسبب عدم وجود فرص عمل واحتكار "داعش" كل شيء لصالح عناصره وتميزهم عن غيرهم، فيما تشهد أسعار المواد الغذائية والتموينية غلاءً كبيراً.
وتتنوع أساليب داعش في إرهاب الرقاويين وفرض قوانينه عليهم من الاعتقال التعسفي إلى التعذيب والقتل.
فيما توثق حملة "الرقة تذبح بصمت"، وهي شبكة من الناشطين على الأرض يومياً وبشكل سري الجرائم التي يرتكبها داعش في الرقة.
ووفق الحملة فإن طرق القتل لدى التنظيم تتعدد ما بين الشنق والصلب والرمي بالرصاص أو قطع الرؤوس. أما تهمة هؤلاء فتتراوح بين "التعاون مع النظام أو الجيش الحر" و"التحريض على قتال التنظيم"، والشعوذة والسرقة والكفر والتجسس". وهناك أحكام أخرى تتراوح بين الجلد والغرامة والسجن.
وتحت غطاء الدين، وادعاء تطبيق الشريعة، يمارس داعش، أبشع أشكال الاستغلال تجاه المرأة، وهو ما جعلها تحصد نصيب الأسد من جرائمه، التي تبدأ بالقوانين القاسية وتنتهي بالرعب بسبيها وبيعها وتزويجها قسرا أو اغتصابها.
وأفادت حملة "الرقة تذبح بصمت" أنه بموجب قوانين داعش، يصرح سكانها عن ممتلكاتهم ويدفعون الزكاة، والجزية. كما يجبر الأهالي الذين يملكون أكثر من منزل على الاحتفاظ بواحد وتقديم منازلهم الأخرى لمقاتلين أجانب".
ولا يدمر التنظيم المتطرف الحاضر وينشر الخراب ليمنع المستقبل فحسب، وإنما يعمل على هدم الآثار وشواهد الحضارة الإنسانية فيها. فقد دمرت معاول داعش الكنائس والفسيفساء البيزنطية التي تعود إلى القرن السادس في الرقة على نهر الفرات.