الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية

"مواطن" تطرح ازمة السياسة بين التعددية السياسية والدولة الامنية واشكاليات الحلول المطروحة

نشر بتاريخ: 08/12/2007 ( آخر تحديث: 08/12/2007 الساعة: 20:11 )
رام الله-معا- استمرت المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية (مواطن) خلال يومها الثاني على التوالي في نقاش التجربة الديمقراطية وازمة الكيانية الفلسطينية و ذلك في فندق الجراند بارك في مدينة رام الله.

وفي الجلسة الاولى التي ادارها الدكتور سميح شبيب المحاضر في جامعة بيرزيت قال الدكتور عزمي الشعيبي مستشار برنامج ائتلاف امان الذي تحدث عن دور الامن في التعددية قال:" ان الجانب النظري بين الدولة والامن هو ان دور الامن في الدولة مكمل المستوى السياسي و ليس موضوع خلاف اذا راجعنا الوثائق و الملفات المتعلقة بالامن".

واضاف الدكتور الشعيبي ان اليوم يوجد اتفاق بحده الادنى على المستوى الفلسطيني بما فيه حركتا حماس و فتح وهو ان الكل مستعد للقبول في تحقيق اقامة دولة فلسطينية مستقلة تعددية.

واوضح الشعيبي ان النظام الامني في اطار دولة تعددية هو ليس طرفا في التنافس الداخلي ، مؤكدا ان المؤسسة الامنية تتبع المستوى السياسي وتتعامل مع الحكومات كافة والمؤسسة الامنية يجب ان تخضع لقوانين تنظم عملها ويجب ان تكون مساءلة ".

وحول الحالة الفلسطينية اكد الدكتور الشعيبي انها حالة خاصة وليست حالة عادية حيث مرت الحالة الفلسطينية بتجارب عديدة بدءاً بالثورة الفلسطينية و حتى وصولنا الى اتفاق اوسلو وبعده، وهذا الواقع المختلط جعل المؤسسة الامنية الفلسطينية في حالة توهان ولم يكن احد يساءل هذه المؤسسة سوى الرئيس عرفات الذي كان مهتم بالوضع الامني، وكانت ايضا الاجهزة الامنية ضحية للصراع الداخلي و انفلات هذه الاجهزة وتداخل المحلي و الوطني في عملها.

اما الاستاذ هاني المصري الكاتب والمحلل السياسي ومدير مركز بدائل فقد تحدث عن الاستقطاب الحاد وامكانية ظهور تيار ثالث حيث قال ان امكانية ظهور تيار ثالث امكانية واردة و لكنها تواجه صعوبات كبيرة .

وتطرق المصري الى نتائج الانتخابات الاخيرة واستطلاعات الراي المستمرة حيث اكد انة يوجد ما نسبته 20% من المواطنين ترفض التوجهات السياسية الحالية ولا تؤيد القوى السياسية الموجوجة حاليا على الساحة الفلسطينية.

اما فيما يتعلق بأسباب الاستقطاب على الساحة الفلسطينية فقد ارجعه المصري الى وجود تيارين رئيسيين على الساحة الفلسطينية وهما حركتا فتح وحماس مما خلق حالة من الاستقطاب الحاد كذلك كان لغياب الرئيس ياسر عرفات اثر كبير على الساحة الفلسطينية مما خلق حالة من الفراغ سعت حركة حماس لتعبئته في ظل فشل حركة فتح من تحقيق اهداف المشروع الوطني.

بدورها تحدثت السيدة خديجة ابو علي المحاضرة في علم النفس عن تشظي الذات الوطنية والازمة السياسية حيث قالت "ان عنوان تشظي الذات الوطنية يحمل الكثير من الامور اذ انها حالة قديمة و تتمثل في التشتت الفلسطيني و استمررار الاحتلال و خضوع الشعب الفلسطيني لثقافات متنوعة".

واعتبرت ابو علي ان هناك غيابا للعقل الفلسطيني في تجسيد الذات الوطنية على الارض فالمجتمع الفلسطيني يعاني من حالة قهر متتابعة منظمة وممنهجة ويمارس العوامل النفسية والاجتماعية والتقنية في فهم الطرف الاسرائيلي وفهم الذات ايضا و ذلك بسبب وجوده تحت الاحتلال.

اما الجلسة الثانية فقد عقدت تحت عنوان:" اشكاليات الحلول المطروحة" وادار الجلسة الدكتورة ليزا تراكي الاستاذة في علم الاجتماع والانسان في جامعة بيرزيت
و بدات الجلسة بحديث الدكتور احمد المجدلاني الاستاذ في جامعة بيرزيت والكاتب و المحلل السياسي من خلال ورقته التي اختصت بالحديث عن دولتين لشعبين وهل ما زال هذا الشعار واقعيا؟ حيث قال المجدلاني ان الازمة التي مدت بها القضية الفلسطينية خلال العاميين الماضيين اظهرت عدة اطروحات منها خيار حل السلطة او خيار الكونفدرالية او خيار الدولة ثنائية القومية.

واشار المجدلاني الى عدة نقاط من اجل تحقيق شعار الدولة الديمقراطية او الثنائية القومية منها الموافقة الحرة للاطراف المعنية على هذا الشعار وان يحدث تغير راديكالي في المجتمع الاسرائيلي .

و في ختام حديثه قال المجدلاني ان الحديث عن دولة ثنائية القومية في ظل الانقسام الداخلي قد يساعد اسرائيل على استغلال ذلك من اجل تكريس الفصل بين غزة و الضفة.

بدوره تحدث الاستاذ عمر البرغوثي الناشط المجتمعي والعضو المؤسس في الحملة الفلسطينية للمقاطعة الاكاديمية والثقافية لاسرائيل عن الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين التاريخية : الحل الاكثر اخلاقية وواقعية للصراع العربي الاسرائيلي.

اشار الى انه يجب ان تتحقق ثلاثة امور للوصول الى حل عادل للقضية الفلسطينية اولها حل قضية اللاجئين و حق العودة بناءا على قرار 194 و حق الفلسطينين في المناطق المحتلة عام 1967 بالحرية وحق ايضا الفلسطينيين حملة الجنسية الاسرائيلية بالتمتع بالحقوق كاملة .

و في تعقيبه على ما قيل خلال الجلسة الثانية قال الدكتور مضر قسيس الاستاذ في دائرة الفلسفة و الدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت قال ان حل الدولة الواحدة هو طرح قديم وليس جديدا وتسال قسيس عن الظروف التي ادت الى تقسيم فلسطين.

وقال الدكتور قسيس :"ان ما يسمى الدفاع عن حل الدولتين و على الذي يدافع عن هذا الحل يجب عليه تفسيره وتوضيحه بشكل مفصل وان يطمئن المجتمع ان حل الدولتين هو حل غير مشابه لواقعنا الاليم اما الذي ينادي بحل الدولة الواحدة فيجب عليه توضيح امكانية ضمان دولة علمانية و ليست دولة دينية".