الحمد الله: قطاعا الصحة والتعليم حجر الأساس لبناء المستقبل
نشر بتاريخ: 08/11/2016 ( آخر تحديث: 08/11/2016 الساعة: 20:50 )
رام الله- معا - قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: "في الوقت الذي تتزايد فيه التحديات، تتعاظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا لمواصلة مسيرة البناء والمأسسة والتطوير، حيث عملنا، في ظل أصعب الظروف، على استنهاض القطاعات وبناء القدرات الذاتية ومواصلة تقديم الخدمات للمواطنين في إطار الحكم الرشيد، وقد تصدر قطاعا الصحة والتعليم هذا الجهد، لدعم نهضتهما وتطورهما، باعتبارهما حجر الأساس لبناء المستقبل وتحقيق التنمية الوطنية المنشودة".
وأضاف الحمد الله: "تحتضن فلسطين لأول مرة، المؤتمر الدولي لرابطة أطباء الجلد العرب، في غمار عمل حثيث وجهود وطنية كبرى لاستنهاض واقع قطاع الصحة وتطوير الخدمات الطبية وضمان جودتها واستمراريتها، والنهوض بالمؤسسات الصحية الفلسطينية المختلفة وتصويب أوضاعها وتوطين العلاج فيها. ولهذا، فإننا ننظر بالكثير من الإهتمام إلى ما ستتمخض عنه مداولات هذا المؤتمر، وما ستتيحه من انفتاح على الخبرات والمعارف العربية والدولية في علوم طب الجلد".
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الخامس عشر لرابطة أطباء الجلد العرب، اليوم الثلاثاء في قصر رام الله الثقافي، بحضور محافظ محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، وأمين عام رابطة أطباء الجلد العرب د. عبد الوهاب الفوزان، والأمين العام المساعد للرابطة د. رياض مشعل، ووزير الصحة د. جواد عواد، ونقيب أطباء فلسطين د. نظام نجيب، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية، والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وتابع رئيس الوزراء: "يسرني ويشرفني أن أكون بينكم ممثلا عن فخامة الرئيس الأخ محمود عباس، وبين هذا الحشد الكبير والمميز من أطباء الجلد من فلسطين، ومن المنطقة العربية، ومن دول العالم، لنطلق معا أعمال هذا المؤتمر الدولي والعلمي الهام الذي يحمل أجندة تزدحم بالمناقشات والمحاضرات العلمية لرفد وتطوير طب الجلد في بلادنا. بإسمي ونيابة عن شعب فلسطين، أرحب بمن شرفونا في هذا المؤتمر، فوجودكم بيننا اليوم، هو رسالة دعم وتضامن واضحة مع حقوق شعبنا ونضالاته من أجل الاستقلال والحرية، كما من أجل الازدهار وبناء الوطن وتطوير مؤسساته".
واستطرد الحمد الله: "نجتمع معا في ظل الكثير من المعاناة والألم والظلم الذي يواجهه شعبنا، إذ يمعن الإحتلال الإسرائيلي في مصادرة الأرض والموارد التي هي مقدرات الشعب ومقومات الدولة، ويضع العراقيل أمام تطور ونمو اقتصادنا الوطني، ويمنع جهود التنمية والبناء والاستثمار، خاصة في القدس والأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)، يفرض فيها مخططات التهجير القسري ويهدم بيوتها ومنشآتها ومدارسها. إذ هدمت قواته خلال هذا العام، أكثر من تسعمائة وتسعين منشأة، من بينها حوالي مئتين وثمانين منشأة ممولة دوليا وثلاث مدارس. يأتي هذا في وقت تحكم فيه إسرائيل حصارها الظالم على قطاع غزة، وتصادر مقومات الحياة منه وتتركه فريسة للمرض والفقر والتلوث، وهي بهذا كله، إنما تهدف إلى تجريد دولتنا من سيادتها ومنع تواصلها الجغرافي وسلبها مقومات تطورها وصمودها".
واردف رئيس الوزراء: "ففي قطاع الصحة تركز الكثير من العمل على إعمال حق المرضى في الوصول إلى خدمات صحية آمنة وذات جودة ومستدامة، وتطوير قطاع المستشفيات والرعاية الصحية الأولية، وعمدنا إلى توطين العلاج في مستشفياتنا الوطنية، الحكومية والأهلية والخاصة، ووضع نظام جديد للتحويلات الطبية من خلال إنشاء مراكز ولجان تحويلية في شمال ووسط وجنوب البلاد، كما افتتحنا العديد من المراكز والعيادات والأقسام الطبية في كافة المحافظات، هذا بالإضافة إلى استقطاب كفاءات طبية في التخصصات النادرة، وتشغيل مستودعات الأدوية المركزية في نابلس، والتوسع في أقسام وبنى وتجهيزات وتخصصات مستشفياتنا الحكومية، لضمان تلبية احتياجات أبناء شعبنا، خاصة مع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية واستهداف أبناء شعبنا وزيادة أعداد الجرحى والمرضى. حيث افتتحنا قبل يومين فقط، جناح العمليات الجراحية التخصصية في مجمع فلسطين الطبي بتوسعة وتخصصات جديدة".
وتابع الحمد الله: "ولقد كان طب الجلد جزءا من هذه المنظومة، إذ يقدم أطباء الجلدية خدماتهم في المراكز الصحية الحكومية، وأنه سيتم قريبا افتتاح المركز الوطني للأمراض المزمنة والجلدية في مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، كما وتقدم وزارة الصحة الأدوية والمستلزمات الطبية للمصابين بالأمراض الجلدية المزمنة".
وأضاف رئيس الوزراء: "إن التطور الذي شهدناه ونشهده على طريق تطوير مؤسساتنا الطبية وتحديث أجهزتها وبنيتها التحتية، لا بد أن يترافق مع الاهتمام الكامل بتنمية مهارات ومعارف كوادرنا البشرية من أجل رفع مستوى الخدمات الطبية في كل المجالات. وفي هذا السياق، نثمن عاليا الجهود التي بذلتها الجمعية الفلسطينية لأطباء الأمراض الجلدية والتناسلية، لعقد مؤتمر دوري نواكب من خلاله المستجدات العلمية والبحوث الطبية، وبما يساهم في رفد أطبائنا بالمزيد من الخبرة العلمية لتطوير الخدمات الطبية المقدمة لأبناء شعبنا. ويأتي هذا المؤتمر الدولي الهام اليوم، تأكيدا وتكريسا لهذه الإنجازات جميعها، إذ يتزامن مع انعقاد المؤتمر الرابع للجمعية الفلسطينية لأطباء الأمراض الجلدية والتناسلية، ويؤكد أن بلادنا تتواجد على الخارطة الدولية لطب الجلد".
واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "أتوجه بجزيل الشكر من الجمعية الفلسطينية لأطباء الأمراض الجلدية والتناسلية، ورئيسها د. كمال الشخرة، ومن د. رياض مشعل رئيس المؤتمر، ونقيب الاطباء د. نظام نجيب، على اهتمامهم وحرصهم الكبير على تبادل الخبرات والمستجدات في تشخيص وعلاج الأمراض الجلدية مع أطباء العالم، وعرض قصص نجاح أطبائنا في التعامل مع العديد من الحالات المرضية الصعبة ومعالجتها. وأحيي أيضا جميع المشاركين في هذا المؤتمر، وأخص ضيوف فلسطين، الذين بحضورهم ومشاركتهم وخبراتهم، يدعمون جهودنا في النهوض بنوعية وجودة الخدمات الطبية الجلدية".