صحف امريكية: ترامب ارعب المكسيك وصدم اوباما
نشر بتاريخ: 10/11/2016 ( آخر تحديث: 10/11/2016 الساعة: 10:12 )
بيت لحم- معا- تناولت الصحف الأمريكية، الأربعاء باهتمام ملف انتصار ترامب في سباق الرئاسة الامريكية والذي وصفته بـ"المفاجأة" على عكس معظم استطلاعات الرأي التي منحت الافضلية الى هلاري كلينتون.
ذكرت صحيفة "USA TODAY" أن استطلاعات الرأي بشأن الانتخابات الرئاسية 2016 أخطأت وبشكل زلزالي، وأن فوز ترامب كان كالضربة القاضية لمصداقية أفضل مستفتيي الرأي العام في أمريكا، الأمر الذي وضع دراساتهم الاستطلاعية وافتراضاتهم وطرقهم الحسابية في محل الشك.
وأشارت استطلاعات الرأي التي استمرت لعدة أشهر الى أن هيلاري كلينتون هي المتقدمة في السباق الاستقطابي للمنتخبين، حيث أظهرت استطلاعات عدة ولايات فوز كلينتون، لكن الصعود المفاجىء لترامب حطم توقعات المستفتيين.
وأوضحت الصحيفة أن مستفتيين استطلاعات الرأي قللوا من شأن منتخبي ترامب المخفيين الذين ظهروا وصوتوا له في يوم الانتخابات، لكنهم لم يبرزوا من قبل حسب استطلاعات الرأي.
وبينت صحيفة "New York post" أنه في الوقت الذي أبدت فيه بعض الدول ترحيبا لفوز رجل الأعمال المليونير ترامب، واجهت بعض الدول الأخرى صدمة كبيرة، وأن حكوماتها ستضطر للتعامل الآن مع رجل متصادق مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، الذي قال للحلف الأطلسي إنه سيجعلهم يدفعون لنيل الحماية لأنفسهم، وتعهد أن يجعل الحكومة المكسيكية تدفع ثمن بناء جدار على الحدود.
وبينت الصحيفة أن فوز ترامب كان مربكا جدا بالاخص في المكسيك بعد توجيهه إهانات عميقة هزت كبرياءهم الوطني، مضيفة أن ترامب وصف المكسيكيين بالمجرمين والمغتصبين.
وأضافت أن محللين ماليين توقعوا أن فوز ترامب سيهدد التجارة التي تتم من خلال الحدود الأمريكية المكسيكية، والتي تعادل ملايين الدولارات.
وقالت إن بعض المسؤولين الحكوميين المكسيكيين قالوا إنهم أعدوا خطة طارئة في حال تم الحدث الغير متوقع وهو فوز ترامب، ولكن بدون أي تفاصيل عن الخطة.
وأشارت صحيفة "Washington post" الى أن دونالد ترامب المليونير من منهاتن، والذي اشتهر لعقود بأسلوب حياته اللعوب والباذخ وخدع الكثير من المقاولين والباعة، ووظف مهاجرين غير قانونيين، وتحاشى ارتياد الكنيسة، واحتضن قضايا متحررة، فجر أكبر مفاجأة في التاريخ الأمريكي، وأظهر نفسه كالبطل الذي يفهم مشاكل وهموم المنتخبين الأمريكان وحقق لنفسه فوزا ساحقا.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب تعامل مع الانتخابات بنفس الطريقة الذي عاش وتعامل فيها بالثلاثين عاما الماضية، والتي تتلخص بتجاهل قوانين السياسة الحديثة، ومخاطبة الأمريكان بطريقة عادية وغير مصقولة حتى باللغة العامية ودون أن تخضع خطاباته لأي استشارات، والسخر من جماعات أخرى وأيديوليجيات مدعومة بغروره الهائل.
وبينت أنه ببساطة أخبر الناس ما أرادوا سماعه، بأن تغييرا سريعا سيحدث ويعيد الماضي الضائع والوظائف التي فقدت، وأن الاقتصاد الأمريكي سيعود لعظمته.
وأضافت أنه على الرغم من أن ترامب ولد ثريا وعاش ببذخ كالملك، فقد عرف الانتخابات بفرصة الشعب للنهوض ضد جميع المؤسسات الذين خذلوهم.
ولفتت الى أن ترامب وعد الشعب بأنه سيعيد لهم المجد وسيقلب واشنطن رأسا على عقب، بحيث أن أيام الأثرياء ونجوم هوليوود وأصحاب الأموال والمشاريع قد ولّت، وجاء دور العائلات الغير محظوظة أو متوسطة الدخل لتغيير أحوالهم، وأن هذا ما جعل الناس يتشوقون ويحبون ما سيقول قبل أن تخرج الكلمات من فمه حتى.
كما أشارت الى أن ترامب عاكس جميع الطرق التقليدية للحديث عن السياسة، في الوقت الذي توقع فيه خبراء السياسة فشله بتكوين حملة انتخابية منظمة مدعومة ببيانات ومعلومات دقيقة، مضيفة" لكن ترامب وثق بحدسه ووثق بأن رسالته وطريقته ستجعله مقربا أكثر للأمريكان وطريقتهم باستيعاب الأخبار".
وقالت صحيفة "New York Times" إن فوز ترامب لم يكن صادما فقط لهيلاري كلينتون بل لأوباما أيضا، الذي يبدو أن أرقه تلاشى فجأة بفوز ترامب، والذي أيضا كان إثباتا حاسما للتحالف المتغاضى عنه من قبل الناخبين الذين هم رؤساء العمل والمسؤولين وصاحبين الطبقة العاملة ذوي البشرة البيضاء، الذين شعروا أن قبضتهم في أمريكا تراجعت في السنوات السابقة.