الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتفاضة الأولى مستمرة بثوب جديد: غياب الحجارة والوفاق الوطني وحضور مكثف للقذائف والصواريخ والانقسام الداخلي

نشر بتاريخ: 09/12/2007 ( آخر تحديث: 09/12/2007 الساعة: 11:34 )
غزة- تقرير معا- يحيي الفلسطينيون اليوم في الأراضي الفلسطينية والشتات الذكرى العشرين لشعلة الانتفاضة الفلسطينية "الكبرى" التي اندلعت شرارتها من مخيم جباليا في التاسع من ديسمبر لعام 1987 بعد دهس جيب إسرائيلي مجموعة من العمال الفلسطينيين على معبر ايرز شمال قطاع غزة.

وتأتي الذكرى العشرين في ظل انقسام فلسطيني داخلي حاد لم يعهد له مثيل حيث ضعفت الجبهة السياسية الداخلية بعد تفرد حركة حماس بحكم قطاع غزة وحركة فتح بحكم الضفة الغربية, وتضعضع وسط الفصائل الأخرى التي لم تنجح في رأب الصدع بين الحركتين الكبريين, في حين اشتدت جبهة المقاومة قوة بعد ان تسلحت بالقذائف والصواريخ كبديل متطور عن حجارة "الانتفاضة الكبرى" التي تنقش ذكراها في أذهان عائلات قرابة ألف وخمسمائة شهيد وآلاف الجرحى بينهم المئات من المعاقين بإعاقات دائمة.

وفي هذه الذكرى التي تذكرتها الفصائل ببيانات حاول بعضها تذكير حماس بضرورة العودة عن حسمها العسكري الذي انهت فيه وجود السلطة بغزة منتصف حزيران للعام الجاري 2007, والطلب من السلطة الوطنية وحركة فتح القبول بالحوار كمطلب وطني, إلا ان هذه البيانات تبقى خجلة وغير كافية في ظل حالة الحصار السياسي والاقتصادي المحكم المفروض على قطاع غزة والذي ذهب ضحيته على مدار ستة أشهر 31 مريضا منعوا من السفر لتلقي العلاج ولم يجدوا العلاج في قطاع غزة لمرضهم.

فتح في بيانها قالت انها شكلت العمود الفقري للانتفاضة مشيرة إلى أن الإحصاءات الرسمية دللت على ان أكثر من ستين بالمائة من شهداء الانتفاضة وأسراها وجرحاها هم من أبناء الحركة ومناصريها، مشيرة إلى أن الرئيس أبو عمار أعلن الاستقلال بعد أقل من عام على اندلاع الانتفاضة في الخامس عشر من نوفمبر عام 1988 معلناً أن هذه الانتفاضة هي انتفاضة الاستقلال، وان ذلك ما جسدته فتح بإصرارها على إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية وعودة قيادة الثورة في تموز من العام 1994، والبدء بمرحلة بناء الدولة، وعاصمتها القدس الشريف مشددة على أن ذلك هو مطلب وطني لن تتنازل عنه، مجددة العهد للرئيس محمود عباس بالمضي قدماً حتى تحقيق حلم الدولة وعاصمتها القدس.

فيما تذكرت حماس الانتفاضة الأولى بالقول انها ستبقى متمسكة "بخيار الجهاد والمقاومة كخيار استراتيجي للشعب الفلسطيني لتحرير الأرض وإعادة الحقوق".

وأشارت الحركة إلى أن الشعب الفلسطيني سيبقى ثابتا وصامدا أمام كل محاولات النيل من حقوقه.

واعتبرت الحركة "كل الاتفاقيات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي ما هي إلا حبر علي ورق ولن يكتب لها النجاح".

ودعت أبناء الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة للتخندق خلف المقاومة, مطالبة الجميع بالمحافظة على انجازات الانتفاضة وعدم التفريط في الحقوق والثوابت.

من جانبها رأت لجان المقاومة الشعبية أن "الانتفاضة الأولى" شكلت صفعة قوية للاحتلال وأكدت أن المقاومة هي الخيار الإستراتيجي للشعب الفلسطيني.

واعتبر أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية بان الانتفاضة شكلت صفعة للاحتلال الذي اعتقد واهماً انه بالإمكان السيطرة على الشعب الفلسطيني عبر آلة القمع "الوحشية" التي استعملها ضد الشعب الاعزل في الأرض المحتلة.

وقال "الانتفاضة الأولى هي امتداد للثورات والانتفاضات التي فجرها شعبنا البطل منذ بداية المؤامرة على قضيته, وأكدت الانتفاضة بأن خيار المقاومة هو الخيار الأوحد لهذا الشعب الذي يقبع تحت نير الاحتلال, فانطلقت الانتفاضة تقودها كل شرائح شعبنا وتطورت حتى أصبحت كابوساً يؤرق المحتل والذي سعي لإجهاضها بكل السبل إلا أن روح الانتفاضة والمقاومة لازالت تحيا في نفوس أبناء شعبنا الفلسطيني".

ودعا أبو مجاهد في الذكرى العشرين للانتفاضة إلى التمسك بخيار المقاومة وحمايته "في ظل الاستهداف الواضح للمقاومة", ودعا فصائل المقاومة إلى الوحدة والعمل على تصعيد المقاومة في مواجهة المحتل "الذي لا يعقل إلا لغة القوة".

ودعا الناطق باسم اللجان إلى توحيد الجهود لمجابهة الهجمة الإسرائيلية "الشرسة" على الشعب الفلسطيني والتصدي لقوات الاحتلال.

فيما دعت الجبهة العربية الفلسطينية في بيان لها بمناسبة الذكرى العشرين للانتفاضة الكبرى حركة حماس الى الاستجابة للجهود التي تبذل من اجل تصويب الوضع الفلسطيني من خلال التراجع عن نتائج "انقلابها" في قطاع غزة وإعادة تسليم مقرات وممتلكات السلطة الوطنية الفلسطينية كمقدمة للبدء بحوار وطني شامل جاد ومسؤول يعمل على معالجة كافة الإشكاليات الداخلية ويؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الوطنية.

وذكّرت الجبهة بان العدوان الاسرائيلي يستهدف الجميع وأنه يترافق مع تصعيد سياسي تمارسه الحكومة الإسرائيلية التي تسعى وبكل جهد للتنصل من التزامات السلام واستحقاقات البدء في استئناف مفاوضات الحل النهائي، مشددة على أن المسرة النضالية للشعب الفلسطيني تتطلب منه توحيد صفوفه وتصليب جبهته الداخلية وإعادة النضال الوطني إلى مساره الطبيعي في مواجهة الاحتلال.