بيت لحم- معا- سلم نتنياهو بمصيره المر واستعد للتعايش اربع سنوات اضافية من القمع مع رئيس ديمقراطي جديد للبيت الابيض هو هذه المرة "سيدة " ذات طباع حادة وصاحبة تجربة ولا تكن له الكثير من المودة وتعرف على جلدها سلة ألاعيبه وخدعه منذ عام 1996 الى ان ابتسم له الحظ وتحقق حلمه في العمل مع رئيس جمهوري، حدث انتظره وحلم به منذ ولايته الاولى في رئاسة الحكومة قبل عشرين عاما حسب تعبير موقع "هأرتس" الالكتروني الذي نشر اليوم هذا التحليل بقلم كبير المحللين السياسيين في الصحيفة المحلل "يوسي فيرتر ".
لا يدور الحديث عن جمهوري تقليدي من التيار المركزي مستقر في رأيه مثل جورج بوش الاب او الابن اللذين يستطيعون ايضا في بعض الاحيان تخيب ظن "زبون" مثل نتنياهو الذي حصل هذه المرة على جمهوري غير تقليدي يشكل قفزة بالنسبة للجمهوري تشير تصريحاته السابقة الى انه افضل ما يمكن لصندوق الاقتراع ان يجود به على نتنياهو الذي غطت الندوب رأسه خلال سنوات عشر من حكم " بيل كلينتون- اوباما" .
شهدت السنوات السبع والنصف العجاف التي مرت على نتنياهو الكثير من المناورات والمشاكل والإشكالات والتحدي ونصب الكمائن من قبل طرفي المعادلة " نتنياهو/ الرئيس الامريكي" وصلت ذروتها في عملية التسلل التي قام بها نتنياهو الى قاعات الكونغرس عشية التوقيع على الاتفاق النووي مع ايران لكنها ستنتهي بعد 72 يوما من الان حيث يبدأ عهدا جديدا .
من المتوقع ان يتسع مجال العمل والمناورة السياسية امام نتنياهو بشكل كبير من يوم 20/1/2017 وسيصبح عمله اكثر راحة حيث سيغادر البيت الابيض اكثر الاشخاص الذين كرههم نتنياهو وكرهوه وعمل المستحيل لأجل اسقاطه في انتخابات 2012 وسيحل مكانه في المكتب البيضاوي رجلا يبدو وفقا لكافة الاشارات والمقدمات ان نتنياهو سيكون من افضل اصدقائه الى جانب فلاديمير بوتين بالطبع.
لا غرابة بان كافة الزعماء الذي يشعر نتنياهو بانه بأفضل الاحوال معهم جبلوا من نفس الطين: رجال، من الجيل القديم، عقائديون، محافظون، حادوا الطباع ، جارحون ، صارمون في تصرفاتهم السياسية والشخصية بمعنى اخر كل ما هو غير موجود في شخصية اوباما وبكل تأكيد ليس موجودا في شخصية كلينتون .
وتعتبر طريقة تعاملهم مع الصحفيين نموذجا لشخصياتهم حيث قام بوتين بإخفاء صحفيين واعتقلهم وفي بعض الاحيان قام بما هو اسوأ من ذلك ضدهم واهان الصحافة وممثليها اكثر من مرة دون ان يغفل استغلال الصحفيين والصحافة لخدمة مصالحه .
يمكن الافتراض ان دونلد ترامب سيكون اكثر صداقة وود اتجاه اسرائيل من الرئيس باراك اوباما ما يعني اكثر صداقة وتأييدا لنتنياهو ومؤيدا ومشجعا لحكومته اليمينية، ولا يتوقع منه ان يختلف مع نتنياهو وان يرسل موفدوه والمتحدثين باسمه كي ينددوا ويدينوا كل بيان او اعلان يتعلق ببناء عشرات الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية، او ان يمنع من الحكومة الاسرائيلية اليمينية من تنفيذ جدول اعمالها وبرامجها التي تهدف في الاساس الى احباط ومنع تنفيذ أي تسوية سياسية قابلة للحياة والتطبيق على اساس حل الدولتين إلا اذا قرر "ترامب " ان يغير جلده وهذا لن يحدث .
واختتم كبير محللي " هارتس" مقالته بالقول "لقد تخلى الحزب الجمهوري تحت قيادة ترامب وخلال حملته الانتخابية عن رؤية حل الدولتين التي طرحها جورج بوش ولم يتم ذكر هذا الحل مطلقا في البرنامج السياسي لهذا الحزب .