في رسالة لرايس: احمد يوسف يحذر من استمرار تجاهل حماس والانحياز لاسرائيل ويعرب عن استعداد حركته للحوار مع الغرب
نشر بتاريخ: 09/12/2007 ( آخر تحديث: 09/12/2007 الساعة: 15:02 )
غزة- معا- اعتبر احمد يوسف المستشار في وزارة الخارجية المقالة أن أي خطوة إيجابية نحو إيجاد حلٍّ للصراع لن تكون مجدية, طالما استمر التجاهل والحصار الامريكي للحكومة الفلسطينية المقالة التي وصفها يوسف بالحكومة الشرعية المنتخبة.
وأتهم يوسف في رسالة وجهها الى وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس, عبر وسائل الاعلام, الولايات المتحدة بتجاهل "الفوز الساحق الذي حققته حماس في الانتخابات", معتبراً أن هذا التجاهل يُشكل إضراراً بالمصالح الحيوية للولايات المتحدة في المنطقة، كما سيؤدي- حسب وجهة نظره- إلى تعميق مشاعر العداء والكراهية ضد الولايات المتحدة في بلدان الشرق الأوسط والعالم الإسلامي كافة.
وجدد يوسف استعداد حركته للحوار مع الولايات المتحدة وأوروبا "بهدف التعاطي الجاد مع القضايا التي تم تناولها في أنابوليس".
وقال مخاطباً رايس "إن نظرتنا للعلاقة مع الغرب- برغم خلافنا العقائدي- هي التعايش والتفاهم وليس التحدي والمواجهة، فنحن لسنا ضد الأمريكيين، ولا ضد الأوروبيين، ولا ضد أحدٍ من العالمين".
وحول القبول بدولة فلسطينية على حدود عام 1967, أشار الى الشعب الفلسطيني قبل بذلك "لأن إسرائيل والولايات المتحدة ما زالتا تتجاهلان التعاطي الحقيقي مع جوهر المشكلة ألا وهو اغتصاب الأرض الفلسطينية، وحق العودة للاجئي عام 1948".
وحذر يوسف الذي توقع ان تتجاهل رايس رسالته "امعانا في الموقف الامريكي القائل بعدم التعاطي مع الارهابيين" الولايات المتحدة من عواقف سياستها المنحازة لاسرائيل قائلا: "فهل لكم- سيدة رايس- توقع كيف ستكون ردة الفعل من قبل العالمين العربي الإسلامي تجاه مثل هذا النفاق الأمريكي الفاضح؟".
وذكّر المستشار الحمساوي رايس بالاحتلال الاسرائيلي الذي يسبب المعاناة للشعب الفلسطيني, وقال: "إن هناك احتلالا يا سيدة رايس.!! وإن الشعور الذي يدعيه الإسرائيليون بالموت وغياب الأمن مرجعه هذه المعاناة المزمنة من الاحتلال، وعليكم أن تتفهموا ذلك، إننا لا نلهث وراء اعترافكم بنا، لأننا نمثل الحزب المنتخب ديمقراطياً في الأراضي المحتلة، وإن هذا يملي عليكم ـ بالطبع ـ حسن الاستماع والتعامل مع جميع الأطراف المعنية في الصراع ونحن منهم".
ورأى يوسف أن مؤتمر انابوليس كان يحمل بذور فشله حتى قبل أن يبدأ، "وهو عملٌ تم التسرع في الإعلان عنه لمكسب سياسي، كما أنه يتجاهل حالة الضعف التي عليها الأطراف المفاوضة، وعلى الرغم من جهودكم للعمل على إنجاح المؤتمر، إلا أنه لم يحظ بالدعم المطلوب، فالقادة العرب كانوا حذرين من المشاركة فيه بسبب غياب القناعة لديهم باستعداد الطرف الإسرائيلي لتغيير الوضع عما هو عليه".
وذكر يوسف الذي شكك في نويا الحكومة الاسرائيلية تجاه السلام, "إنه لمن الصعب تخيل حجم الحرمان والفقر المدقع الذي يعاني منه الفلسطينيون، وبالأخص 1.3 مليون نسمة يعيشون محاصرين في قطاع غزة، حيث الاحتلال يُحكم علينا قبضته، وكأننا داخل (غيتو) أو سجن كبير".
وبين "إن نُظم مياه الصرف الصحي والطاقة مدمرة، كما أن جميع الاحتياجات الأساسية بما فيها الإنسانية معلّقة أو مفقودة، وأن الكثير من أبناء شعبنا لم يتلقوا رواتبهم منذ سنتين، كما وتبلغ نسبة البطالة في القطاع 75%، وأن حكومة أولمرت عملت على تخفيض إمدادات الوقود بنسبة 80%، وهم ما زالوا يتوعدون بقطع التيار الكهربائي واجتياح غزة مجدداً".
وقال "لقد قمتم- سيدة رايس- بوضع شروط مسبقة على الفلسطينيين قبل أي تعاطٍ أو تواصل معهم، ولم توضع شروط مسبقة على الإسرائيليين كما يقتضي العدل والإنصاف..!! فأنتم ـ مثلا ـ لم تطلبوا من إسرائيل الاعتراف بدولة فلسطينية، ولا بنبذ إرهاب الدولة الذي يمارسونه كل يوم ضد أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما ولم تلزموهم بالقبول بحق العودة، واحترام الاتفاقيات الدولية السابقة، ولم تناشدوهم حتى بوقف الاستيطان وإزالة جدار الفصل".
وذكّر يوسف رايس بما قاله وزير الخارجية الامريكي السابق "كولين باول" أن الولايات المتحدة يتحتم عليها إيجاد وسيلة ما للتواصل مع حركة حماس، لأنها- بحسب قوله- تحظى بتأييد شريحة كبيرة من الشعب الفلسطيني. وأيضا ما أشار إليه عدد آخر من السياسيين الأمريكيين أمثال بريجنسكي ولي هاملتون وتوماس بيكرنغ في رسالتهم للرئيس بوش، بالقول: "نحن نعتقد أن حواراً حقيقياً صادقاً مع حركة حماس يعتبر مفضلا إلى درجة بعيدة عن عزلها".
وأضاف "فإذا كانت لديكم- سيدة رايس- الرغبة الجادة والاهتمام الحقيقي بحل الصراع، فإن ذلك يستدعي التواصل لتعزيز فرص السلام وليس تكريس القطيعة والعزل السياسي".