الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفرق المساندة الى اين المصير ؟

نشر بتاريخ: 14/11/2016 ( آخر تحديث: 14/11/2016 الساعة: 14:54 )
الفرق المساندة الى اين المصير ؟
بقلم : خالد القواسمي
كرة القدم عالم يحظى بشعبية طاغية في كافة الاوساط والفئات ويأسر القلوب ويبقيها راجفة فالحديث عن كرة القدم وما ينتاب المتابع والمشاهد من مشاعر يتطلب تدخل أصحاب المعرفة والعلم في الجانب النفسي لتحليل انفعالات متابعي المستديرة والاثار المترتبة الناتجة عن مجمل تلك الانفعالات .

بالتأكيد يقودنا ذلك للسؤال عن واقع لاعبينا من الاجيال الناشئة ومدى تأثر حالتهم النفسية فالمتتبع لمجريات الامور وما تلتقطه العدسات قبل وبعد نهاية كل مباراة يشاهد مختلف التعابير منها ما يظهر جانب نشوة وسعادة في حالة تحقيق انتصار ومنها ما هو عكسي في حالة الخسارة ما يتطلب ادراكه من جانب انديتنا ضرورة الانتباه والعمل على تواجد لمتخصص في مجال علم النفس بشكل دائم مع الفرق الناشئة لمعالجة ما ينتج من سلبيات لها أثر في نفوس اللاعبين بعد تعرض فريقهم للخسارة وهذا من شأنه اعادة اللاعب الى وضعيته الطبيعية بجانب مراقبة السلوك غير المحبب وامكانية علاجه فكل ذلك يعمل على تأهيل لاعبينا وضبط انفعالاتهم وكما قيل العلم في الصغر كالنقش على الحجر ذاك في العلم منهجا وأسلوبا وطريقة تأتي اوكلها وتبقيها محفوظة وبمثابة قاعدة اساسية لتثبيت النهج والسلوك الطيب البعيد عن التشنجات وهذا ما يجب ان نطبقه في رياضتنا فلا بد من تطبيقا لنفس القاعدة فالمتابعة لحالة اللاعبين تؤسس الى جيل منضبط وخالي من الانفعالات السلبية.

ويقودنا الحديث بجانب الاهتمام النفسي الى النظر بعيون ثاقبة لقطاع الواعدين وايلائهم جزءا من الاهتمام فهم عماد المستقبل ومما يؤسف حقا اعتماد انديتنا في دوري المحترفين على اللاعب الجاهز واستجلابه ودفع اموال طائلة مقابل الحصول على خدماته التي لا اجد فيها فارق كبير بما يقدمه اللاعب الجاهز وبين لاعبينا المحليين فلماذا يتم تهميش قطاعات الناشئين والشباب الا يدرك القائمين على مقدرات انديتنا خطورة الابقاء على نفس النهج والاسلوب وما ينتج عنه من اشكاليات وفي مقدمتها قتل الموهبة المحلية اضافة للتكلفة المالية الباهظة التي تتكبدها الاندية وتغرقها بالديون وتعرضها لإحراجات في ظل عدم وجود موارد مالية ثابته.

من تابع دوري الناشئين يدرك تمام الادراك بأن على اتحاد كرة القدم الزام الاندية بالفرق المساندة وتحديد مسابقات دائمه كما هو دوري المحترفين الكبار واتباع التصنيف بدرجات كما هو الحال لفرق الكبار فالبطولات للفئات المساندة التي يقيمها اتحاد الكرة وهي بالمناسبة اصبحت تأخذ طابع المنافسة وتبشر في مستقبل يعطي الامل للأندية في تجاوز قضية التعاقدات اذا ما اعطي هؤلاء نوعا من الاهتمام والرعاية فالزرع الطيب سيجني الجميع ثماره اليانعة .
الكثيرين تابعوا او استمع عن المباراة النهائية لدوري الناشئين بين بلاطة وشقيقه صاحب اللقب شباب نابلس وكم كان لها من ردود فعل ايجابية على الفرق واللاعبين خاصة بحضور اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة مما اعطى حضوره رونقا وزخما صب في نفوس اللاعبين ومدربيهم وهذا ما يؤكد على حتمية الاهتمام وهو مؤشر ايجابي على نجاعة عملية التفريخ ومن خلال الاحاديث الاذاعية والتصريحات لمدربي الفرق لفت انتباهي ما صرح به مدرب شباب الخليل ايمن صندوقه اذ تحدث في اكثر من لقاء عن اتباعه سياسة الزج بعدد من اللاعبين والدفع بهم نحو المشاركة في الدوري وهذا ان حصل وتم التنفيذ فهو خطوه في الاتجاه الصحيح.

ما لفت انتباهي في المؤتمر الصحفي الذي اقامه شباب الخليل للإعلان عن استقالة مدربه رائد عساف ما افضى به هذا المدرب في رده على سؤال موجه من الاعلامي والمدرب فايز نصار حول رؤيته ونظرته للناشئين واعلنها صراحة ان ضعف مستويات الأندية يأتي من اعتمادها على اللاعب الجاهز وعدم ايلاء الأندية الاهتمام بالفرق المساندة وهنا تكمن الخطورة حسب رأيه بان يتوجب على كل فريق ان يحوي على ما نسبته 70%الى 80% من اللاعبين المحليين ممن تدرجوا في السلم التدريبي منذ نعومة اظافرهم في نفس النادي وهذا يعطي ميزات كثيره منها ما هو مادي ايضا قضية الانتماء التي بدأت تتلاشى في كرتنا الفلسطينية حيث ان الغالبية من اللاعبين نظرتهم ماديه بالدرجة الاولى كما انهم لا يستمرون لمدة طويله في اللعب لنفس الفريق جريا خلف المغريات المادية فهل ستعمل انديتنا على اعادة النظر في سياساتها المستقبلية وتعتمد سياسة التفريخ كلنا امل في اعادة تصويب الاوضاع مع امنياتنا بمستقبل زاهر لرياضتنا وشبابنا الرياضي ولتكن انتفاضة وبداية فعلية لأنديتنا بالعودة القوية للفئات السنية فالموهبة التي تولد في النادي يكون حجم عطائها اكبر واكثر من استقطاب اللاعب الجاهز.